الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقبرة الأخلاق في المدن المحطمة

عباس ساجت الغزي

2013 / 3 / 15
حقوق الانسان


مقبرة الأخلاق في المدن المحطمة
النفوس القفرة وسط الشخوص عنوان الخراب والدمار ووقود النار التي أليهم مصيرها ، وما هي ببعيدة يكاد بريقها يخطف الأبصار ويوقف معاول القلوب التي تهشم المدن فتحولها إلى رماد يزين الوجوه المبيضة لنزواتها الدنيئة والمعطرة بالخيانة من اجل الشهوات .
حينما تقبر الأخلاق تبقى النتانة طافية في ليل الخيانة وتجد الوحوش المسخة حاضناتها بين مثيلاتها لتمارس معها الرذيلة على ضوء بريق عيون المترقبين لدورهم في تمريغ انفوهم بالطمث الفاسد ، وحين لا تجد ضالتها تلاط بعضها بعد افتراس تمزق فيه المخالب القوية الأجساد البالية من عفونة الوحدة والعزلة إلا من مجالسة أصحاب السوء .
سيد الوحوش والمسخ الوسخ هو كبيرهم بالرذيلة فقد ساهم في تأسيس المدن المحطمة ونصب نفسه رئيساً لتحريرهم من عقدة الأحوط وجوباً وأباح لهم ممارسة الطقوس أللا أخلاقية تناغماً مع رغباتهم جميعا لكسب ولائهم والاستفادة من خدماتهم في اتساع خراب المدن ، كيف لا وهو صاحب الصورة المؤطرة بالخيانة في الكثير من المواقف .
لجأ التافهون إلى أكذوبة التحرر من القيود والعقد في سبات ليلهم المظلم لان السكينةَ فارقتهم فراق بكارتهم فراحوا ينشدون خيوط العنكبوت ألوهنه بعد أن مزقوا خيوط الحرير التي نسجتها عذريتهم ، فجمعتهم الغرائز كالبهائم وقربتهم الفرائس كالوحوش دليلهم الغدر والخيانة وأملهم الفوز بالرذيلة فكان ملتقاهم هناك لينشدوا الحياة بلذة الخمر للشاربين .
من البديهيات المسّلم بها أن شبيه الشيّ منجذب أليه وان الطيور على أشكالها تقع بل الأكثر من ذلك حينما تسال عنهم يقال لك أجلَ الله القارئ أنهم مثل أبناء الكلب الأبيض نجس والأسود نجس ولا فرق بينهم ، لذا تجدهم في مكان واحد لا يبارحون حواضنهم حتى يحطموا بقايا المدن التي لم تطأها مآربهم بعد .
لابد للشمس أن تجلي ظلمة ذلك الليل الموحش لتحرق بنورها تلك الأجساد العفنة والوجوه المسخة وتهب الحياة لتلك المدن من جديد وتمد أحبابها بالطاقة من اجل بناء النفوس التي هزمتها رغباتها وشهواتها وسخرت أجسادها وأموالها لتسلق أوهام الكلام المعسول والوعود الكاذبة في زمن الضحك على الذقون .
وبنفاذ البصر والبصيرة تتحقق الحركة الإصلاحية بكشف أللأعيب التي يسلكها الممسخون لتخريب المدن الجميلة وتشويه صورها للناظرين ويتم تشخيصهم وفضحهم على رؤوس الأشهاد ليحرم أن تطأ أقدامهم البقع المقدسة أو تلامس أيديهم الأديم الطاهر مجدداً أو تحاول ألسنتهم بالكلام المعسول والوعود الوردية فتح الحصون المحصنة .
والقلب من طبعه ومعنى وجوده أن يحزن للمضطهدين والمظلومين وللكرامات المهدورة والأعراض المباحة وان يغضب ويثور وينتفض على الواقع الفاسد للبعض ، ومهما طالت المعاناة فان الانتصار حليف المعاني الإنسانية السامية ولنا لسان طليق وبيان ناصع ولا نخشى في قول الحق لومت لائم .
عباس ساجت ألغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق أممي يتهم إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب.. ماذا بعد؟


.. تغطية خاصة | شبح المجاعة يجتاح الأحياء والبيوت في شمال غزة |




.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال فلسطينيا في مدينة دورا جنوب غرب ال


.. بالحبر الجديد | مصدر في المقاومة: -إسرائيل- تتمسك بوضع الفيت




.. الأمم المتحدة تكشف عن ارتفاع أعداد النازحين عالميا: الواقع إ