الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تم اقتحام وزارة العدل العراقية ؟

جعفر مهدي الشبيبي

2013 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا تقتحم الوزارات ؟
ما هو السبب في ذلك؟
هل هي رغبة الظهور التي يؤمنها الصدى الإعلامي لإعمال الميليشيات المسلحة المنظمة؟ خاصة عندما يكون الفعل اقتحام وزارة ؟
هل حملت رسالة مفادها إن لا أمان في إي مكان و إي زمان خصوصا لموقع الوزارة القريب 100 متر من بوابات المنطقة الخضراء؟
لماذا اختفى السيد الوزير مع حمايته الذين يبلغ عددهم أكثر من 200 فرد؟
لماذا لم يعمل المدراء العامين في الوزارة و حمايتها؟
ما الذي حققته هذه الهجمة المنظمة بالضبط ؟ ما هي الغاية منها؟
طبعا هذه الاسئله و غيرها الكثير مغلق عليها في بوابة الصمت و الملفات الخاصة, إذ أنها حكاية إبطالها من أمثال السيد اكس!
فهل يمكننا إن نجيب عليها و فق الأسس المنطقية الاحتمال و الاستقراء, بعد إن أغلق ملفها و وضعت علية علامة شديد السرية؟
إن استهداف وزارة العدل ارتبط مباشرة مع ما يعانيه الشارع بصورة عامة و و بالخصوص ما ظهر منه لملفات المعتقلين, و تنامي ظهور الوجه الأخر المخفي للتعذيب داخل السجون و التي تطفو يوما بعد أخر للسطح و كلنا سمع عن إعداد المساجين الذين يطلقون يوميا بعد إن ثبت براءتهم مع إن اغلبهم امضي سنين من حياته هدرا و بدون وجه حق وتم أطلاق سراحهم من قبل اللجنة الوزارية تشكلت على عقب الاحتجاجات الشعبية في المناطق الغربية , و أيضا ما بينته التقارير الدولية و خاصة تقرير منظمة العفو الدولية قبل يومين من الاقتحام.
إذن نفهم إن الأرضية ممهده لاستهداف وزارة العدل لهذه الأسباب وهذه هي النتيجة الأولى و تأكد احتمالها بعد تحليلها و نفي نفيها منطقيا.
غياب وزير العدل و المدراء العامين يبطل الحجة التي تناقلها الإعلاميين بان الهجمة استهدفت ملفات الإعدامات أو الطابق الثالث موقع دائرتي العلاقات العامة و القانونية و كذلك تصريح اللواء الذي تولى تطهير الوزارة إن الانفجار استهدف الطابق الثاني و لم يستهدف الطابق الثالث. كما إن أرشيف الإعدامات فيه أكثر من نسخة و لا يمكن حرق كل النسخ المرتبطة !
إذن الهجمة لم تستهدف إي ملف (النتيجة الثانية) .
غياب وزير العدل و فريق حمايته و المدراء العامين و حمايتهم يولد لدينا ترجيحا مفاده إخلاء الوزارة من القوة الحكومية و ترك اقل عدد ممكن في مقرات الحماية خاصة مع تسرب الحمايات في أيام الخميس و في غياب المسئولين و هذا يرجحه من جانب أخر عدد المهاجمين و الذي تم رصده 3 سيارات و اثنان انتحاريان تسللا إلى مبنى الوزارة و هذا عدد قليل خاصة لخطة اقتحام وزارة قريبة من المنطقة الخضراء و فيها حماية وزير بالمئات.
إذن هذا يرجح أمرين إما وجود معلومات استخبارية علم بها المسئولون؟
و الاحتمال الأخر إن الارهابين يعلمون بضعف القدرة الدفاعية للمقاومين و بغياب المسئولين الكبار و حمايتهم و هذا يرجح امرأ أخر وجود توابع لهم داخل الوزارة نفسها يعطي المعلومات و الإحداثيات و يضاف له رجحان أخر إن الهجمة بدئت من بعد الظهر و لكي نتأكد من عدم وجود معلومات مسربة أدت إلى العزوف عن الدوام للوزير و كبار الموظفين يجب إن نستقرء حضورهم في السابق يوم الخميس فان كان متذبذبا نرجح الاحتمال الثاني و إن كان ملتزما فلا مناص من ترجيح الاحتمال الأول (النتيجة الثالثة).
في هجمات سابقة على العاصمة حذرت مليشيا جيش المختار من وقوعها و جاء تصريحات وزارة الداخلية إن التفجيرات تبناها ميليشيا المختار نفسه لغرض خلق فتنه طائفية رغم أنها حدثت في مناطق الرصافة ذات الأغلبية الشيعية؟إن الجهات الأمنية كانت على علم مسبق بنية الاقتحام و تم قطع الطرق إلى الوزارة و فتحت في يوم الاقتحام؟
إذن نفهم إن اغلب العمليات تنفذها أجندات طائفيه و منفذيها من الطائفتين وان الوزارات الأمنية تعلم بها مسبقا فضلا عن تناقل وقوعها من قبل الميليشيات (النتيجة الرابعة) .
إن الخطة التي نفذها الإرهابيون كانت على قدر كبير من الدقة حيث قطعت الطرق المؤدية إلى الوزارة في انفجار سبقت عملية الاقتحام و كانوا يتنكرون بزي قوى الأمن برتب عالية و استخدم في التفجيرات الأولية سيارات أجرة و كانوا على خبرة عالية في الاقتحام و التنفيذ .
و من أقوال احد الشهود إن احد المقتحمين كان يتكلم بلهجة عراقية بغدادية.
أذن الإرهابيون على قدر كبير من التنظيم يفوق مقدرة الردع ألاستخباري و الدفاعي خاصة مع وجود أكثر فرق الجيش تجهيزا و تدريبا في العاصمة. لأنها فشلت في حماية احد أهم القلاع المحصنة قرب المنطقة الخضراء بمسافة 100 متر فكيف نستطيع الاعتماد عليها في حماية باقي المدن و نحن ألان كالذي يناطح بقرون من طين (النتيجة الخامسة).
و نكتفي بمناقشة هذه النتائج الخمسة لنعطي إجابات دقيقة حول الموضوع.
1- تم استهداف وزارة العدل بقية عن غيرها من الوزارات رغم كونها تقع في منطقة قريبة من المنطقة الخضراء كردة فعل لما يعيشه العراق ألان من مشاكل و ارتباطها بملف وزارة العدل و عدم كفاءة وزيرها بالتحديد.
2- كل الإعمال الإرهابية التي تنفذ حاليا مرتبطة بالمليشيات المسلحة ,التي تعتاش على الاقتتال الطائفي و لذلك تسجل كل حالات الاختراقات الأمنية لغرض الوصول إلى الاقتتال الطائفي و لا مانع من اشتراك الفصائل المسلحة في الاتصال و التنسيق للهجمات.
3- يجب إن يحاسب جميع المتغيبين عن الدوام لذاك اليوم و تطلب سجلات الهاتف النقال لهم و لا يستثنى إي درجة أو إي منصب لمعرفة أسباب العزوف الجماعي للمناصب عن الدوام الرسمي في يوم الاقتحام.
4- إن ادعاء الاقتحام من اجل الحصول على الملفات للمحكومين بالإعدام خبر غير صحيح.
5- عدم جهوزية قوى الأمن على توفير الدفاع الرادع و ثبت فشلها و فشل جميع الخطط و القيادات العسكرية التي لا طائل منها سوى أنها حولت بغداد إلى ثكنة عسكرية لا تردع و لا تمنع و أيضا فشل و تخبط أجهزتها الاستخبارية في توفير معلومات استباقية و لا يسجل لها من انجازات سوى الاعتقالات العشوائية و القدرة على إخلاء الجرحى و بقايا الأشلاء الإنسانية المتطايرة من مواقع الحادث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جواب بسيط
مازن بلي ( 2013 / 3 / 16 - 02:08 )
لانها كانت فلتانه والشباب راحو يتغدو مسقوف

اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف