الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحرب بين مصر واسرائيل حتمية؟

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2013 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


منذ حوالى عام رن جرس التلفون بمنزلى وتلقيت مكالمة تليفونية من صديقى اللواء المتقاعد -سيد الملط وهو صديق ذو ثقافة عالية وادب جم وكثيرا ما كانت تجمعنا لعبة الشطرنج سواء بمنزلى او بمنزله وهو بالمناسبة ابن عم السيد -جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات الاسبق .. المهم خلال المحادثة التليفونية تلقيت دعوة لحضور ندوة بنادى الصيد بالدقى لمناقشة كتاب صديقى الجديد عن اسرائيل واتذكر ان عنوانه كان -اسرائيل بين العلو والافول - وطبعا قبلت الدعوة شاكرا اياه ..وفى الموعد المحدد حضرت الدعوة بنادى الصيد وكانت المرة الاولى التى ادخل فيها هذا النادى العريق.
وكان الكتاب يدور حول اسرائيل من منظور دينى وتاريخى بحت حيث استعان صديقى مؤلف الكتاب بالمنهج التاريخى لتاليف الكتاب , فاستعان بالكتاب المقدس والقران الكريم وبعض المراجع التاريخية وخلال استراحة الندوة اهدانى مشكورا نسخة من كتابه الجديد .وبعد الندوة تم فتح مجال الحوار والاسئلة وهذا هو سبب كتابتى هذه المقالة .
كات سؤالى الوحيد هو اننى كنت اتخيل ان يكون الكتاب ترجمه لما عايشه الكاتب وخوضه ثلاث حروب مع اسرئيل حرب عام 1956 وحرب عام 1967 وحرب عام 1973 ووعدنى صديقى بان يكون كتابه القادم فى هذا المحور ولكن للاسف القدر لم يمهله ان يفى بوعده حيث توفى بعد هذه الندوه باسبوعين ..وكم كان حزنى عليه شديدا وعميقا.
رغم ان الندوه كانت تضم لفيف من المثقفين واعضاء من النادى الذين يمثلون صفوة المجتمع المصرى الا انه من خلال الاسئلة والاجوبة كان هناك كم ضخم من العدائية لاسرائيل اثارت استغرابى .لدرجة ان الشعور السائد انذاك ان الحرب مع اسرائيل فى المستقبل شبه حتميه وهذا ما ذاد من استغرابى !
بالنسبه لى شخصيا المظاهره الوحيدة التى اشتركت فيها عندما كنت طالبا بكلية الهندسة فى ديسمبر عام 1972 ضد الرئيس انور السادات وكانت سيناء محتلة ووعد السادات الشعب بتحريرها ثم القى خطاب قال فيه انه الغى الحرب بسب كثرة الضباب يوم الحرب ... وكانت المظاهرات شرسة جدا لدرجة تم غلق كل الجامعات المصرية لمدة شهر كامل .
وبعدها ذهب السادات لعمل معاهدة كامب ديفيد والتى رجعت فيها سيناء لمصر مقابل السلام ويومها كنت من ضمن الفرحين بعودة سيناء واتذكر موكبه ومروره بجوارى على مسافة اقل من ثلاثة امتار فى عربية مكشوفة فى ميدان روكسى وهو يلوح لنا بيديه ونحن نصفق له ...
لم يجعلنى احد اتظاهر ضده او اصفق له سوى الشعور الوطنى بداخلى .
فى اعتقادى الشخصى ان اسرائيل هى دوله جاره لا تحتل ارضا لنا وتربطنا بها معاهدة دولية للسلام وفى نفس الوقت هى دوله عنصرية من الناحية الدينية وماكرة ومتغطرسة ومدعومة عالميا من امريكا ومن معظم دول اوروبا ومتقدمة تكنولوجيا ومن خلال هذا يجب التعامل معها من خلال مصلحة مصر اولا واخيرا ..اى ان نحب او نكره اسرئيل هى مراهقة سياسية لا تناسب سياسة الدول .
فى الحرب العالمية الثانية احتلت المانيا فرنسا وكم ذاق الفرنسيين كل الوان الهوان والذل والظلم على ايدى جنود المانيا . ولكننا الان نرى التعاون الالمانى والفرنسى فى اقصى حالاته .
مره اخرى ليس مطلوب من الشعب المصرى ان يحب او يكره اسرائيل ...انما نتعامل مع اى دوله حولنا من خلال مصلحة وامن مصر فقط مع مزيد من الحرص مع دول الجوار كلها بدون استثناء سواء كانت اسرائيل او السعودية او ايران او تركيا او حتى قطر.
اعتقد ان تنامى الشعور الدينى فى المجتمع المصرى خلال الاربعين عاما السابقة جعلت الاطار المرجعى للشعب المصرى هو السائد فى حكمه على ما يدور حوله ..لذلك هو يحكم على علاقته باسرائيل من منظور دينى وتاريخى وليس من منظور الواقع الحاضر.
اننا مجتمع نحتاج بشدة لزيادة جرعه الثقافة العامة لامكان ان نرى جيدا عمق اتخاذ القرار ,, فلا احد يختار جيرانه او اقاربه ولكنه يستطيع ان يختار الطريقة الافضل للتعامل مع من حوله ليعود باقصى نفع لديه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة