الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية على الطريقة السويدية

رشيد كرمه

2005 / 4 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جيرةُ غير ودية أم ديمقراطية على الطريقة السويدية ؟
كان عليَ أن أقود السيارة من مدينتي ,حيث أعمل وأقيم إلى مدينة أُخرى تبعد حوالي 65 كم في الموعد المحدد, الـساعة الواحدة ظهراً.حيث سيُعقَدالمؤتمرالثامن لجمعية المرأة العراقية والتي صادف إنعقاده في شهر الخير- آذار- ربيع إنتصار إرادة المرأة في كل أنحاء المعمورةوالذي توج باعتبار اليوم الثامن منه عيداً عالمياً للمرأة ., والذي صار يوم عطلة رسميةفي أغلب دول العالم عدا السويد وبعض الدول والغريب أن السويديات يُفاجئنَ عندما تُقدم لهنَ التهاني من أُناس ٍأغلب إنتماءاتها شرقية ( إسلامية) تحتفظ بسجل غير مشرف أزاء الخروقات والقوانين التعسفية التي تلحق اكبر ضرراً بالمرأة.
ولقد أنعقد المؤتمر هذا العام في ظل ظروف بالغة التعقيد _ كما جاء في مقدمة التقرير ألإنجازي السنوي_للجمعية المقدم للمؤتمر الثامن المنعقد في 26 آذار من هذا العام والذي تضمن أيضاً دور الجالية العراقية في الخارج وحضورها المؤثر في العملية السياسية الجارية في الوطن .
وتطرق التقرير أيضاً الى المهام المركبة والمعقدة التي تعترض طريق المرأة في مجال نيل حقوقها ومواجهة الإرهاب بشتى أنواعه.
ولقد فلحتُ في الوصول في الموعد الذي أُريد حيث المقر الجديد للبيت الثقافي العراقي, وكنت فرحا ً مستبشراً بالجديد والغد (وكلاهما معا أمل المتنورين والمتنورات) والجديد هنا أن زوجتي ستشارك بهمة ونشاط في أول حضور لها مع المؤتمِرات وانها قد أُنتخبت في الهيئة الإدارية للنادي العراقي في مدينة بوروس الذي يحاول أن يقدم شيئاً للجالية العراقية بشكل عام والمرأة بشكل خاص والتي تنظر الى قتامة الوضع السياسي وهيمنة الدين والطائفية ومعاداة الحداثة والديمقراطية جملة وتفصيلاً.
وإذ شيعتُ زوجتي بعين الرضا والحب لمساهمتها , ومشجعا ًما أستطعت ببعض الكلمات حتى لاح لي شاباً باسماً مذ عرفته من سنين حاملاً الة تصوير ( كاميرا فيديو ) وظننته بادئ الأمر انه يصورني للذكرى مع أبنائي_ مشتاق والحلوة دوما ً رشا _مالبث أن انهى تصويره وقصدني وسألته مٌرَحباً ومُباركاً هذا العمل وسائلاً عن مناسبة التصوير ؟ ظناً مني انه يقوم بتغطية خاصة للمؤتمر وأنه سيجري معي حوارا ما , فأجابني .. لا هذا.. ولا ذاك . ولكنني أعلم ان اليوم مؤتمر _ لأخواتنا _ وودت أن اقوم بأعداد ريبورتاج صحفي مصور عن المكان الجديد . وفهمت بحساسية المواطن العراقي أنه يبحث عن ( هاجس الأمن ومتطلباته ) واسترسلَ قائلاً لقد أتيت مبكراً مراقباً كل شئ حتى بدأوا مؤتمرهم وصعدت الى حيث هن مجتمعات لم يعترضني أحد ذهبت الى المطبخ وفتحت البراد ( الثلاجة ) ورأيت فيها كمية من اللحم وتجولت ثم عدت أدراجي فما بالك لو ( فعلها ) إرهابي أو عنصري أو معادي للعراق الجديد ؟
الم يقتلوا رفاقنا ؟ ألم يغدروا بالجياد من قوى شعبنا ؟ هل نسيت ما فعلوه بالحلة ؟ هل نسيت تهديدهم لك وللمتنورين من حملة القلم النظيف ؟ ام نسيت ماحدث هنا وهناك من إشعال للحرائق تحت ذريعة ٍ رخيصة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
وتركني في حيرة من أمري . ولم أبرح المكان رغم الإكتئاب الذي إرتسم على وجوه ( مشتاق ورشا ) ولم أشأ مصارحتهم بمخاوفي وبقينا طيلة ثلاث ساعات تخللتها ثلاث مكالمات هاتفية مع زوجتي .
ثم عرجت الى مايحيط المكان الجديدللبيت الثقافي حيث تنادى الى سمعي وعظاً وإرشاداً دينياً وكان عليَ أن أتبين المكان فوجدته جامع إسلامي يشدد الواعظ وإمام الجماعة وهذا ما سمعته على مكارم الأخلاق في مجتمع يسوده الفساد _ والعياذ بالله _ وتسرح المرأة _ أجلكم الله_ دون رادع أو قوام وهؤلاء مصيرهم النار _ وقاكم الله شرها يوم القيامة _ ولقد دخلتُ متعمداً مكتبة محاذية للجامع أُقلب فيها كتباً اغلبها باللغة العربية تدعو الى التدين وربما تكفير المجتمع . وأُجزم ان أكثرها ممنوع في البلاد السلامية ويحظر تداولها .
عدت الى مكاني وقد أصابني ضوراً من الجوع وسئماً من ألإنتظار فلقد أخبروني أن الإجتماع سيستغرق ثلاث ساعات ولكن مكالمة من أختي أم مازن حسمت كل شئ إذ أنبأتني ان علي أن أنتظر الى الساعة السادسة مساءً وعلي أن اتدبر الأمر . ولقد أغلقت جميع المحلات أبوابها وسارت من أمامى جحافل من جنود الله تدعو لأسامة بن لادن بالنصر المؤزر وللزرقاوي باليُمنِ والبركة وللديمقراطية وأنصارها بالموت الزؤام.
ومهما يكن من تداعيات التفكير للصديق ( أزهر ) الذي نبهني بالهاجس الأمني وضرورته اجد لزاما ً القول ان الموضوع يستحق الدراسة من حيث أهميته, وخصوصا إن الإرهاب بات يهدد أمن الجميع في أكثر من مكان في العالم المتمدن , فلا تفتيش ولا ظوابط ولا أسئلة للناس عن ذهابهم ومجيئهم ومتاعهم وما يحملون . طالما هناك وعي جماهيري عندهم يحافظ على النظام والديمقراطية التي هي أبعد ماتكون عن التنظيمات الظلامية التي تتسع يوما بعد آخر في الدول الأوربية بشكل عام والسويد بشكل خاص و وكون اننا من أنصار الفرح والحياة. سنكون هدفاً لهؤلاء ولغيرهم من أتباع النظام وجلاوزته من البعثيين والحذر واجب وخصوصا ً اننا مقبلون على مناسباتٍ عديدة كعيد ميلاد حزب العمال والفلاحين وإحتفالات الجالية بيوم سقوط الصنم وإحياء يوم ٍ_ لآأحزن منه ولآ أمر _ وما تسمية اليوم بيوم شهداء المقابر الجماعية الآ دليلا على عظمة الموقف. وذكرى مؤتمر السباع ولقد اشرت بهدوء الى مسألة (امن ) الناس المحتفلين في عيد ميلاد الحزب الشيوعي الذي أحيته منظمة الحزب في يوتيبوري الى من كان يشاركني عبق التاريخ وعطر الذكرى ولازلت أسأل أهي جيرة ودية؟ أم ديمقراطية على الطريقة السويدية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA