الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى العاشرة للاحتلال .. العراق الى اين؟

شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي

2013 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في الذكرى العاشرة للاحتلال .. العراق الى اين؟
شاكر كريم القيسي
وانا اطلع على موضوع" ارهاب الدولة في النظام العالمي المعاصر" لاحد الكتاب العرب والمنشور في مجلة المستقبل العربي عدد قديم صادر عام 1997 تراءت امامي صور ومواقف عديدة، واول ما تراءى منها صورة اميركا البشعة المشوهة التي ينطبق عليها قصة الاسكندر المقدوني مع القرصان الذي استوقفه الاسكندر أسيراً وهو يمارس قرصنته على السفن عبر البحار:
قال الاسكندر: كيف تجرؤ على العبث هكذا بالبحار؟
أجاب القرصان: وكيف تجرؤ أنت على العبث بالعالم كله؟ إني أقوم بذلك على قارب صغير فحسب، بينما أنت به على رأس بحرية ضخمة. أنا أدعى سارقاً أما أنت فإمبراطورها و نموذج يستدعي إلى الذهن علاقة القوة بالشرعية يفرض سؤالاً أيضاً هل تخلق القوة الشرعية؟ أم أن الشرعية في حاجة إلى قوة؟ فأميركا كما صار معروفا للعالم تتعامل مع الارهاب بحسب تفسيرها ومن منطقها ومصالحها وليس من منطلق أي شيئ اخر، وكما يحصل في العراق فلا مبادئ تحكمها ولاقوانين تضبطها ومصالحها عندها اعلى من كل شيئ وفي مقدمة كل شيئ فتاريخها معروف وواضح، ولكننا نود ان نشير الى فترة العقد الاخير، عقد التسعينات من القرن الماضي تحديدا والى يومنا الحاضر، لقد نفذت اميركا خلال هذه الفترة عدة حروب عدوانية بارزة بغض النظر عن الدعم الواضح والمكشوف للكيان الصهيوني المسخ الذي ينفذ جرائمه المستمرة ضد ابناء شعبنا الفلسطيني البطل ولعل من ابرز تلك العدوانات:
1- العدوانات المتكررة على العراق ومن ثم غزوه واحتلاله
2- العدوان على يوغسلافيا
3- العدوان على افغانستان والذي لايزال مستمرا لحد الان
4- العدوان على ليبيا وتدميرها وتنصيب عملائها على سدة الحكم
5- العدوان على سوريا والذي لازال مستمرا ايضا
اما العدوانات الخفية فحدث ولا حرج.
وكما عودتنا اميركا فهي تحاول ايجاد الذرائع لشن هذه العدوانات فتضخم الامور وتجسمها وكان مصير الدني على كف عفريت وتريد انقاذها، مدعية حرصها ومحافظتها على الديمقراطية تارة، وعلى حقوق الانسان تارة اخرى وما الى ذلك من التبريرات والتلفيقات.
نعم على مدى اكثر من عشر سنوات دمرت اميركا واحرقت شعوبا ودولا وسببت الويلات والكوارث والمجاعات متجاوزة على كل القوانين والاعراف الدولية وعلى الاخص الامم المتحدة تحديدا. وتجاوزت على حقوق الانسان والديمقراطية والشرعية في الوقت الذي كان بالامكان معالجة كل ما حدث بالحوار وبالطرق السلمية دون اراقة الدماء وزهق الارواح واحداث المشاكل للعالم.
لقد ارتكبت الادارات الامريكية المختلفة العديد من اعمال العدوان والجرائم بحق الدول والشعوب الاخرى وكانت شعوب فيتنام وكمبوديا ولاوس وغرينادا وبنما واليابان وفلسطين وافغانستان والعراق وليبيا شاهدا على مدى همجية ودموية الامريكان المتعطشين الى دماء الابرياء وقتلهم بالأسلحة المحرمة دوليا، ان العدوان على العراق وغزوه وعلى ليبيا كانت الصفحة الاكثر سوادا في تاريخ هذه الدولة المعتدية المجرمة مستندة الى قوتها الغاشمة وامكاناتها العالمية وبعد ان تفردت بالعالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
ففي العراق انتهك العدوانيون الامريكان وحلفهم الشرير عام 2003 المبادئ الاساسية للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الامم المتحدة ولوائح حقوق الانسان عندما استخدموا في هذا العدوان المدبر كل القدرات العسكرية المهيأة لخوض حرب عالمية ثالثة . تسببت في خلق كارثة انسانية واقتصادية وبيئية تتجاوز نطاق الحدود المعلنة بنتائجها التي شملت الدمار والاضرار الجسيمة للمناطق السكنية والجسور والطرق والسكك الحديد ومنشئات تصفية النفط والمصانع والهياكل الحيوية لها ومحطات الكهرباء والمساجد والكنائس والجامعات والمدارس ومخازن الحبوب والمستشفيات والمعالم الثقافية. وبالامس حدث ذلك ضد ليبيا حيث استخدمت اميركا قوتها الصاروخية والطائرات ومختلف صنوف الاسلحة لضرب هذا البلد المسلم الامن بمساعدة حلفاءها الانجاس والامعان في الحاق الاذى ببنيته التحتية وقتل الالاف من ابناءه وقواته المسلحة، ليس هذا حسب، بل ولقد تواطأت الادارات الامريكية المتعاقبة مع ارهابين معروفين سوى على مستوى" الافراد" او" الاحزاب" او" الدول" وقدمت للجميع المساعدات من اجل تحقيق مصالحها في العالم .
لقد حدث من هذا الشيئ الكثير، ومع ذلك فان اميركا لاتقول ولاتسمي هذا" ارهابا" بل تقول" انتقاما"مرة او " ضربات استباقية شرعية" مرة اخرى وهدفها من ذلك تفادي الارهاب كما حصل في مجزرة قانا وصبرا وشاتيلا وقصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 وحتى الحصار الجائر الذي فرض على العراق من قبلها والذي امتد الى احد عشر عاما تعتبره امريكا تفاديا للإرهاب.
لقد تمادت اميركا باستخدام العنف والارهاب ضد الشعوب كثيرا، وتدخلت في الشؤون الداخلية لكثير من الدول وفرضت على الدول الاخرى حكم يؤيدها وينفذ مطالبها ويسير في فلكها وهو ما يحصل في العراق وافغانستان وليبيا ودول اخرى .
ولقد نهبت وسرقة اميركا لقمة العيش من افواه العديد من الشعوب بعد ان سيطرت على ما يقع امامها من ثروات طبيعية واستحوذت على الكثير منها،فخلقت بذلك اوضاعا اجتماعيا رديئة في العديد من دول العالم. لقد صادرت الحريات وحرمت الشعوب من التمتع بابسط مقومات العيش، وهكذا انتابت الشعوب عادات وتقاليد سلبية وخلقت حالات نفسية قاهرة وما يحصل في العراق اليوم من تدمير امتد لعشر سنوات عجاف يستوجب التساؤل: العراق الى اين يتجه؟.
ان الوقوف ضد اميركا اليوم يعني انقاذ الدول والشعوب نفسها من الظلم القادم من اميركا اجلا ام عاجلا ويعني ذلك الحفاظ على السلام العالمي والعيش بحرية واطمئنان، ويعني التطور والتقدم نحو الامام من اجل خدمة الانسانية لامن اجل تدميرها ولانعتقد ان احد لايريد ان يتحقق ذلك في هذا العالم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و