الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم أكشن أمريكانى : 1

حسام شادى

2013 / 3 / 16
الادب والفن


هل كان لابد يا صباح وأن توقظينى و تقولى صباح الخير هذه ، إنه ليس بيوم خير ولا هو صباح جيد بأى حال من الأحوال ، ولن يكون .
هل أخبرك لماذا ؟ لا لن أخبرك شئ مما سيحدث اليوم .
ولن أخبرك أنه جلس معى بالأمس أحد أولاد الوسخه ، هل تعرفين ولاد الوسخه يا صباح ؟ لا أظن .
إنك طيبة وغلبانة يا ابنة عمى .
عمى .. لا داعى للحديث عن عنه فأنتى تعرفينه أكثر منى أنتى من تقولين لى دائماً دعك منه فأنت من تهمنى ولا احد سواك .
لنعود لإبن الوسخه هذا إنه يعمل كمخبر للحكومة كلنا نعرف ذلك عنه بل هو يصر بكل تصرفاته عن أن يخبرنا بذلك ، حتى أننا نسميه الظابط ، فهو ينزل معهم فى الحملات ويأتيهم بكل الأخبار ، إنه حتى يحكى لنا عن علاقته بالظباط وكيف أنهم يعاملونه معاملة خاصة ، وحتى أنه بمجرد ان يدخل من باب المكتب فإن الظابط يأمر العسكرى الذى أوصله للمكتب " حات شاى للسيد يا كس أمك بسرعه " ، ويحكى عن هذا الظابط والذى بعد أن يضع عسكرى الخدمه الشاى ويخرج فإنه يلقى له بقطعة حشيش أفغانى كبيرة وعلبة المارلبورو الأحمر بداخلها ورق بفره على طرفه مادة لاسقة ، بفره أجنبى . بيقولى يا معلم فى تانى مره يعمل معايا الحركه دى لقيت البفره " أوتو مان " فبصيت لها كده مستغرب فقالى أنا حسيت انك معجبتكش التانيه فقلت مش هنعكر مزاجك ، وتعرف يا معلم لفيت سجاره ليا وواحده له فقالى عييييب إحنا اصحاب وهنشرب من سجاره واحده .
ابن الوسخه هذا اليومين دول مصاحبنى وامبارح جه وجايب معاه حشيش وخمره وكميا وفضل ياكل دماغى ، كنت كلمته عن اخويا اللى الحكومه معتقلاه جنائى علشان شتم الظابط لما شتمه ، وقاله كسمك احنا مش زى زمان احنا فى ثوره وممكن اقتلك وارميك فى اى حته زى ما كنتم بتعملوا معانا قبل كده ، فالظابط سابه يمشى ، بس بعد كام يوم اختفى . اتبخر . وإحنا قلنا دى " هبت منه " وإتخنق من ام البلد كلها وخلع على ليبيا زى ما كان بيعمل زمان وميقلناش علشان محدش يقوله خليك . بس ما اتصلش حتى بعد ما سافر ولما كلمت اصحابنا فى ليبيا قالوالى مجاش . وفضلت مخبى عليكم انى معرفلوش طريق . لكن ابن الوسخه هوا اللى قالى انه عسس وسأل الظابط صاحبه وعرف انه معتقل .
لكنى يا صباح احترت اكثر واكثر فماذا سأفعل ، اخويا له زوجة وولد وبنت ولديه ولد ايضاً من زوجة ماتت وهى عند الدكتور بتخلف ، ثلاث اولاد ، وانا لن استطيع وحدى ان اتحمل مسؤليتهم . فبعد ان عدنا من ليبيا فإننا كما تعلمين نحيا بالعافيه ، بالكاد نأكل ، وبالكاد اتكيف .
و لما سألته هل سيقتلوه بالمعتقل كما قتلوا اخانا الكبير زمان ؟ سكت . ابن الوسخه سكت وبصلى بصه غريبه وقالى ولع يا معلم السجاره دى ، السجاره الحلوه دى باعتهالك الظابط صاحبى الطيب ، لما اتكلمت معاه عنك وعن اخوك وعن عياله وظروفكم ، وانكم اصلاً معنتوش عايزين ترجعوا للشقاوه ، واخوك وانتا شغالين على توكتوك كل واحد نص يوم ، فقالى دا راجل طيب خد مسى عليه .
فقلتله وهوا ميقدرش يعمل حاجه ؟
فقالى هما زمايل وهوا اعلى كمان وواصل لعالى قوى من الأخر تبع حد من اللى فوق ، بس دى اوامر من فوق الجداد اللى فوق مدين اوامر مفتوحه بالإعتقال والقتل كمان ، قالى مدينهم كارت بلانش يا معلم .
طب وبعدين ؟
لو يتوسط للظابط ده انا ممكن اصالحه ونخلى اخويا يبوس دماغه كمان انا معنتش عايز اعمل قلق .
ما أنا فاهم يا معلم انك تقدر تعلم على ام الظابط ده وترقدله ولا تخطف عياله بس كده يا معلم هتبقى خلصت . وعيالكم وستاتكم هيبقوا فى اديهم .
طب وبعدين متكلمه .
فى هذه اللحظة يا صباح كنت سأقول له ما تكلمه يا عرص انتا مش المخبر بتاعه . لكنى مسحت الكلمات من على لسانى وابقيتها فى عقلى فقط . عقلى المشتعل والذى كان يتكرر بداخله كلمات من مهرجان أنا الأفجر يالا " ريح وارتاح وادينى سلاح لو انتا قدامى هتشوف دباح هتعد كتير قوى فى الأرواح .
سأقولها لك ثانية انه ليس بصباح جيد ولن يكون يوم جيد .
لقد ظل يلعب بى يطوحنى شمال ويمين ولما اوصلنى لقمة اليأس أخبرنى بالحل الوحيد .
الحل الذى اخبره به صديقه الجالس فى المكتب الفخم فى هذا المبنى الذى كان اسمه امن الدوله ثم الأن سموه اسم اخر اسموه الأمن الوطنى .
يقولها فى فخر وهو يحكى عن صديقه الطيب .
صحيح انه يشرب معى الحشيش ولكنه يصلى لا يترك فرض وعنده علامة صلاه كبيره انها اكبر من النسر على باب المبنى .
اخبرنى ان صاحبه قال له انه لا حل الا ببعض الشقاوة ، فلما نظرت له نظرة ممتعضه ملوية الشفاه قال هو أخبرنى عن الحل وأكد أن لا أخبرك به ، ولكن انها مجرد " حركه " ، تمثيلية هتتعمل وخلاص .
إنه يتحدث عن فيلم امريكانى يا صباح ، أن أدخل المدرسة التى بداخل البلد وان احتجز من بداخلها واعطانى مسدسه أعطانى طبنجه 9 مللى واتفقنا على ان اذهب الى هناك وادخل من الباب الحديدى واطلب منهم مفتاحه واغلقه من الداخل مع الطبنجه وجركن بنزين وسكينه كبيره علشان يتخضوا ، فلما سألته وبعد كده ؟ فأخبرنى أن أطلب منهم أن يتصلوا بالشرطه ويخبروهم أنهم رهائن حتى تخرج الحكومة أخى .
وستعلمين كل ذلك وحدك حين يحدث ستسمعين الحكاية من كثيرين ولكن حتى اللحظة لا اعلم ان كنتى ستسمعينها منى انا ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة