الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية ثورة (4)

محمد الشهابى

2013 / 3 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية فى أول إنتخابات رئاسية حقيقية فى تاريخ مصر .. هكذا تكون النهاية السعيدة لأحداث الثورة لتبدأ بعدها مصر فى تبوأ مكانتها التى تستحقها فى العالم .

عفواً .. هذا ماكنت أحلم به ويحلم به كل مصرى يحب وطنه ويرى فى الثورة طوق النجاة للعبور إلى آفاق جديدة واللحاق بركب الحضارة والتقدم لنستنشق نسيم الحرية وننعم برفاهية ورغد العيش فى ظل دولة حديثة تحتضن الجميع كالأم التى عادت إلى أحضان أبنائها بعد أن عاشت سنوات من الغربة بعيداً عنهم .

ولكن .. كان الواقع مغايراً تماماً لكل ذلك , فلم يتحقق الرخاء والإستقرار ولم تحقق الثورة أياً من أهدافها بل رأى البعض من أبناء الوطن أن هذا الشعب لايستحق الحرية ولا يثمنها والعيش كعبيد خاضعين هو أفضل لنا من أن ننعم بحرية نهدرها فى تخوين بعضنا بعضا ونزايد على حبنا لوطننا ونقصى غيرنا إيمانا ويقينا بأننا فقط الفرقة الناجية أو هكذا نتصور .

فشلت الثورة فى تضميد جراح شعب أدمته سياط الظلم والقهر وتركت على ظهره آثاراً من الذل والهوان فأبى إلا أن يسترجع ماضيه الحافل بكل صنوف العذاب ويحاول جاهداً العودة سريعا إلى سوط الجلاد الذى سرعان ماإستشعر حنين هذا الشعب لإستعباده من جديد فقام وإنتفض من جديد وخرج من قمقمه ونفض عن نفسه غبار إنتفاضة شعبية لا تعدو غير كونها صحوة الموت .
نهض الجلاد وتحالف معه شركاء الأمس فى إنقلاب سريع ومذهل على الثورة فقاموا بتكوين جبهة لتدمير ماتبقى من أشلاء الوطن والمضحك المبكى أنهم أسموها جبهة الإنقاذ .. أى أنقاذ أيها الخونة ؟

أى إنقاذ أيها المتآمرون .. المتحالفون مع الشيطان .. الخائنون لكل عهد قطعناه سوياً لإسقاط النظام الفاسد ؟؟

هل بالتحالف مع أعداء الثورة تتحقق الأهداف وننتصر لها؟

تحالف شركاء الأمس مع أعداء الأمس واليوم والغد .. مدوا لهم أيديهم للنيل من الرئيس المنتخب وإسقاطه وإفشاله بشتى الطرق , فلم يتركوا وسيلة قذرة إلا وقد أشهروها فى وجه الشرعية المنتخبة بإرادة شعبية حرة نزيهة .. كفروا بأبجديات الديمقراطية التى طالما تغنوا وتشدقوا بها وأمعنوا فى الإستبداد بالرأى وتغليب فكرة ديكتاتورية الأقلية على مبادىء الديمقراطية التى تنادى بها ليبراليتهم .

فى سابقة هى الأولى فى التاريخ .. ينقلب الثوار الذين ثاروا ضد النظام العسكرى الفاشى المستبد ليطالبوا بعد أقل من عام ونصف بعودة هذا النظام بل ويدعو لثورة جديدة ضد الشرعية للعودة مرة أخرى لحكم العسكر من جديد , فتتوالى دعواتهم لمليونيات لإسقاط الشرعية والتحريض على العنف والتخريب .
قام أعضاء هذه الجبهة بتحريض المستثمرين الأجانب بعد الإستثمار فى مصر وتأجيل أى مشروعات لحين إسقاط الرئيس الشرعى الذى إختاره الشعب وقامت أيضا الكنيسة المصرية بدور قذر فى التحريض على العنف فقامت بإستخدام عناصر البلاك بلوك الذين كونتهم فى الأساس كجناح عسكرى لها لتأمينها ليشتركوا فى عمليات التخريب والإرهاب وفرض عصيان مدنى بالقوة لشل اركان الدولة ليتسنى لهم الإنقلاب على الشرعية .

هكذا هى الصورة حالكة السواد على أرض الكنانة .. وهكذا بدأت الثورة .. و تعثرت ..
ولكن ماذا بعد .. ؟؟

أقول بكل ثقة .. إن لكل ثورة وقود ـ والثورة المصرية دفعت بخيرة أبنائها وقودا لها , ولكل هدف غالى ثمن ـ ويدفع الشعب الآن ثمنا باهظا من قوته وأمنه ومستقبل أبنائه ثمنا لحريته , ولا تتحقق الأحلام بالأمانى فقط ولكن يلزمها العمل الجاد والمخلص لننهض سويا ونعبر من هذا النفق المظلم الضيق لآفاق رحبة واسعة .

هكذا أرى القادم .. بالصبر والعزيمة تتحقق أهدافنا لتكتمل ــ حكاية ثورة ــ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة