الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اريد رئيس جمهوريه مسيحي

رزاق عبود

2005 / 4 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بصراحة ابن عبود
اريد رئيس جمهوريه مسيحي

كنا اربعه. انا، وارمني من العراق، وكردي، ورابعنا كان امريكي من اصل افريقي. في بداية سنتنا الثانيه في السويد. كان الكل فرح بخلاص جلده. ما عدا ألأمريكي، فقد تورط في الحب. والذين جاءوا حديثا الى اوروبا يعجبون بكل شئ .لانهم لم يروا شيئا في بلدانهم غيرالفقر، والجوع، والمذله، والديكتاتوريه، والقمع.. الخ.. الخ. انبهار الريفي بالمدينه، كما قال الفقيد ابو كاطع. بعدها يكتشف المرأ "خيسة" الغرب عندما يجد نفسه من جديد، ويصحى من انبهاره. ويتحول ألأعجاب الى حنين لكل جميل في الوطن الام. كان صديقي الارمني يتحدث بحماسة، واعجاب، وانفعال عن ديمقراطية امريكا،وحرية امريكا، ويعطي مثلا المرشح الامريكي من اصل يوناني في حملة الانتخابات الامريكيه وقتها. فنبهت صاحبي، ان لاغرابه في الامر، فكلهم مهاجرون وغزاة من البدايه، ومع هذا فلن يسمحوا لاوربي شرقي ان يكون رئيسا. ورايت كيف استبعدوا القس جيسي جاكسون من سباق نائب الرئيس. فهل تظن انهم سيرضون بيوناني ارثوذكسي لقيادة امريكا، والعالم الغربي. انهم لم يصلوا بعد الى هذا المستوى من التجرد، والنضوج. ولن يصلوا ما دامت الاعتبارات العرقيه، والطبقيه هي الحاسمه.

شرحت لصاحبي "ابو سمره" من امريكا، ما كنا نتحدث عنه. استغرب اولا، اننا نهتم "بالتفاهات" الامريكيه. هكذا سماها. وتعجب اننا نعرف الكثير، عما يجري في العالم. ولم يفهم طبعا لماذا نحمل امريكا كل شرور، ومصائب العالم. واستفسر عما اذا كنا شيوعيين. فكل شيوعي العالم اعداء، ويكرهون امريكا. واضاف بعد ان احبطتنا تعليقاته. "انك محق فيما يخص النضوج الديمقراطي فلن يرشح ويفوز هناك غير ابيض من اصل اوروبي غربي، وعائلته غنيه جدا. والافضل ممن يملكون شركات نفطيه. عندما ينتخب في يوم ما احد سكان امريكا الاصليين رئيسا، ونائبه اسود، وقتها يمكن ان نقول انها محاوله للاعتذار من اصحاب الارص، الذين ابيدوا، واصحاب الفضل قي بناء البلاد الذين استعبدوا". ولكن ذلك لن يحدث قريبا. تنهد بحرقه.

تذكرت حديث صاحبي الامريكي ذاك، وانا اسمع واقرا، ما يقال، وينشرمن ترشيحات، او توقعات لرئاسة الجمعيه الوطنيه، والجمهوريه ونوابها. مابين سني، وشيعي، وكردي. ولا احد يذكر من قريب، او بعيد باقي مكونات الشعب العراقي. وكأن العراق لا يتالف الا من اولئك. ويقال احيانا "للمجامله، وجبر الخواطر" انه بامكان اي شخص ان يكون رئيسا للعراق "حتى لو مسيحي" بلهجة استصغار، واضحه. متناسين انهم سكنة العراق الاصليين. وانهم بكل قومياتهم من كلدان، واشور، وسريان كانوا موجودين على هذه الارض قبل ان يصلها العقال العربي الغازي من بدو الجزيره . ناهيك عن المندائيين الذين يظن بعضهم ان اصولهم سومريه، وان ابراهيم الخليل من اوائل انبيائهم. صحيح انه كان هناك عربآ في العراق قبل الاسلام، لكنهم كانوا تحت النفوذ الفارسي. بل قاتل بعضهم ضد اشقائه بسبب مجوسيته. كما يحابي اليوم بعضهم ايران بسبب اصوله، او طائفته.

الكل يتبجح بالديمقراطيه، والانفتاح، وان العراق للعراقيين، ولكنهم ينسون او يتناسون للاسف اهل العراق الاصليين، ومبتدعي اسمه، وورثة حضارته الحقيقيين، واحفاد من بنوا، تلك الحضاره. الكل يعترف ان ما جرى لشعوب افريقيا، وهنود امريكا، وسكان استراليا، ونيوزيلندا، وفلسطين وغيرها افعال بربريه يندى لها جبين البشريه . وقسم، قدم الاعتذار،واتخذت خطوات، شكليه، للانصاف، واعادة ألأعتبار، لكنهم لا زالوا يعيشون في المعسكرات، معزولين عن العالم. وكثيرا ما اتهمنا الغرب، بفاشيته، وعنصريته، وعنجهيته، ونكرانه حق الشعوب. وكثيرا، ما ادعى قادة المسلمين سنه، وشيعه، انهم اكثر انصافا، وعدلا، وانسانية من الغرب المسيحي، واليهود الصهاينه. فهل لهؤلاء المدعين، والفرصه متوفره الان، في العراق ان يثبتوا ذلك. في الاقل لكي يغفر العالم مذابح الارمن، والاكراد، والاثوريين، والسريان، وسكان دارفور في السودان الاسلاميه، وعرب الاهواز، والاذريين، والبلوش وغيرهم في ايران الشاه، والاسلام الشيعي.

ايام الحمله الانتخابيه الامريكيه الاخيره التقت الفضائيات العربيه بالعرب الامريكان وهم يدلون باصواتهم للمرشح، الذي يرغبون بحريه. ولا زلت اتذكر احدى المحجبات الشيعيات وهي تتحدث بفخر عن اسلامها وامريكيتها. واضافت انها هربت من العراق، وعاشت في دول اسلاميه، وعربيه، ولكنها لم تستطع، ان تمارس شعائرها بكل حريه، ولم تحس بانسانيتها الكامله الا في الدول غير الاسلاميه، و"هنا في امريكا لاول مره اشعر انني حره في ممارسة، اي شعائردينيه دون مضايقه". فهل نرد على هذه السيده الفاضله، التي انضمت كغيرها الى المهاجرين الذين سرقوا ارض سكان امريكا الاصليين، بان نمنج سكان عراقنا الاصليين حقوقهم كامله . هل نفخر يوما، باننا اول بلد منح واحدا من ابناء شعب الرافدين منصبا فخريا كرئيس للجمهوريه العراقيه لكي نفخر بذلك امام الشعوب الذي لازالت تمارس الغزو، والاحتلال والتوسع على حساب سكان البلدان الاصليين؟ ام اننا نحتاج فتره اطول من الامريكان لننضج ديمقراطيا. امنيه تشبه الخرافه. ولكن الا تعاد كل الخرافات الى بلاد الحضارات؟؟؟

سؤال ملح: يقال ان العراق يتكون من قوميات، واديان، وطوائف متعدده. وحسب الديمقراطيه الطوائفيه العراقيه الجديده، نال الكل حصته في الموافع الرئاسيه. اين التركمان ثالث القوميات؟ اين الكرد الفيليه؟ اين الشبك، والصابئه، والأيزيديه؟ اين سكان العراق ألأصليين؟؟؟ لو هاذه حجي طائفي يا حكومتنا، وجمعينتا الطائفيتان(عفوا العلمانيتان للعرج)؟؟؟!

رزاق عبود
30/3/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى