الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمال والشيوعية والماركسية

سامح سعيد عبود

2013 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


من الواضح جدا أنه بعد أكثر من قرن ونصف على البيان الشيوعى، أن العمال المأجورين خذلوا كل المتنبئين بدورهم العالمى فى تحرير البشرية كلها من عبودية الأجر والاضطرار، وخذلوا كل الداعين لهم بالتوحد عالميا من أجل هذا الدور، و ذلك باصرارهم على حصر نضالهم فى تحسين شروط العبودية لا التحرر منها، وذلك لسبب بسيط للغاية أن البشر تحركهم دوافع غريزية لها سلم أولويات تقع الحرية والكرامة للأسف فى أسفله لا أعلاه، أما أعلاه فهو الطعام والأمان والجنس والبقاء و التناسل والمكانة الاجتماعية حتى ولو حساب الكرامة والحرية، وإلا ما الذى يفسر بقاء الرق الصريح حتى الأن فى بعض الجيوب القليلة فى العالم طوال كل تلك الألآف من السنين، والذى وصل فى بعض الأحوال،أن يبيع بشر أحرار أنفسهم فى سوق الرقيق ليصبحوا جزء من مؤسسة المماليك التى حكمت الشرق الأوسط على مدى ألف عام،.و لماذا يستمر العمل الجبرى والمجانى وعلى نطاق واسع حتى فى قلب العالم ومركزه المتقدم، ولماذا بعد كل هذا التحريض الاشتراكى والشيوعى والأناركى طوال قرنين لم يتحرك العمال كطبقة موحدة لدك الرأسمالية من جذورها، ولماذا ومازالت كل أمانيهم محصورة فى مستوى أعلى سلم الأولويات الغريزية، ذلك تفسيره العلمى ببساطة إنك إذا خيرت البشر بين الطعام والبقاء وبين الحرية والكرامة لأختاروا بلا تردد الطعام والبقاء، فإذا كانت للخرية والكرامة معنى لهم لحاربوا سادتهم فإما التحرر أو الموت و لأمتنعوا عن انجاب عبيد جدد لأسيادهم ولكنم يلم فعلوا هذا لألاف السنين، هم بلاشك كبشر يرغبون أيضا فى الحرية والكرامة بشرط أن يشبعوا أولا أولياتهم الغريزية.. الحقيقة أن التاريخ البشرى لم يثبت أن العبيد هم من يحررون أنفسهم بأنفسهم.. أنهم لا يتحررون سوى بمن يدعم هذا التحرر بقوة مادية و عندها يسيرون خلفه من أجل حريتهم، تلك هى الحقائق الى نخشى أن نصارح بها أنفسنا
آن الأوان للفصل بين ثلاث أشياء لا علاقة حقيقية أو متطابقة بينهم، الشيوعية والماركسية والطبقة العاملة..الشيوعية فكرة إنسانية تلهم بشر آتين من شتى الطبقات الاجتماعية والخلفيات الثقافية والنفسيات والعقليات من أجل فردوس مفقود بلا دولة و لا طبقات و لا ملكية خاصة و لا تسلط و لا حدود قومية أو غير قومية و عمل وفق الطاقة و توزيع وفق الحاجة، وهى فكرة سابقة عن الماركسية و يشترك فيها ماركسيين وغير ماركسيين، والماركسية لأسباب كثيرة جدا أصبحت متطابقة فى الأذهان بالفكرة الشيوعية إلا انها تفى الحقيقة مجرد تراث انسانى كبير ومعقد ومركب من عناصر شتى فلسفية وعلمية و ايديولوجية اشترك فى انتاجه ألاف البشر بدءا من ماركس.. وقد ربطت الماركسية نفسها عنوة وبدون أى برهنة علمية ساحبة معها الشيوعية أيضا بالطبقة العاملة والعمال، واعتبرت نفسها ايديولوجية الطبقة العاملة والمعبرة عن مصالحها، وأضفت نوعا من القداسة عليها وأعلنت أنها المسئولة والقادرة تاريخيا على تحقيق الفردوس غلى الأرض شرط توحدها عالميا.إلا أن الحقيقة أن العمال كأفراد فى الغالب الأعم لا يفكرون ولا يتصرفون سوى كأفراد وكأى أفراد إلا فى حدود تحسين شروط حياتهم الخاصة الفردية بشتى السبل والطرق وطموحهم الأساسى هو الترقى الفردى داخل المجتمع البرجوازى ويتمنون ويسعون إلى الصعود لمصاف الطبقات الأعلى التى لا يكنون لها أى عداء أو كراهية بل ينسجمون تماما مع قيمها ومفاهيمها إلا من كان منهم قد تأثر لأسباب ما بالفكرة الشيوعية وبالماركسية.. أما الطبقة العاملة كطبقة فهى لاتتحرك جماعيا إلا لتحسين ظروفها الاقتصادية من أجل أجور أعلى وعدد ساعات عمل أقل وأسعار أرخص وهلم جرا..وهى تتحرك فى الغالب الأعم على مستوى المنشأة أو الصناعة وعلى نحو محلى فى مواجهة الدولة باعتبارها صاحبة عمل أو فى مواجهة أصحاب العمل المباشرين، و لا ترى أبعد من ذلك، وذلك مع استثناءات تاريخية محدودة خلال القرنين الماضيين بفضل طبيعة اللحظة الثورية وبفضل الانتشار الواسع للفكرة الشيوعية وسط قيادات العمال الطبيغين وليس حتى وسط عالبية العمال...هذا كلام قاسى جدا على نفس من كتبه لأنه ظل أربعين عاما مقتنعا بهذا الربط الأسطورى ويقاوم كل ما يفرأه و يلاحظه مما ينسف هذا الربط القسرى نسفا و قد أن الأوان أن يتخلص من أوهامه، كما يتمنى لكثير من رفاقه أن يتخلصوا من نفس الوهم القاتل، دون التخلى طبعا عن الانحياز إلى حقوق الطبقة العاملة و عن هدف إلغاء العمل المأجور على أن لايعولوا على الطبقة العاملة كثيرا فى هذا الخصوص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذر شيوعي محبط
فؤاد النمري ( 2013 / 3 / 17 - 14:06 )
حدث أن قاد العمال الروس عمال العالم في ثورة اشتراكية تغلبت على البورجوازية المحلية وعلى الرأسمالية العالمية
وبعد أن أفلست الرأسمالية العالمية في قهر الثورة لجأت المخابرات الانجليزية إلى استيلاد الفاشية في ايطاليا والنازية في ألمانيا حتى كان مؤتمر ميونخ 1938 حيث تنازلت الرأسمالية العالمية عن كل مقدرات قارة أوروبا لصالح هتلر من أجل القضاء على الثورة الاشتراكية إلا أن البلاشفة الروس أثبتوا أن اشتراكيتهم أقوى من كل قوى الأرض وكان ان استمر الرأسماليون يتآمرون على مصائر الثورة الاشتراكية وظلوا طيلة الحرب 39 ـ 45 يحاربون إيطاليا ولم يدخلوا أي معركة ضد ألمانيا
البلاشفة الروس قادوا الطبقة العاملة الروسية لافتداء العالم وانعكس ذلك في تنامي قوى البورجوازية الوضيعة الروسية على حساب قوى الطبقة العاملة

عندما همّ الحزب الشيوعي لاستئناف الصراع الطبقي في العام 1951 كانت قوى البورجوازية الوضيعة السوفياتية بقيادة العسكر الذين احتلوا برلين باعداد 6.5 مليون جندي أقوى من جبهة البروليتاريا وارتدّوا على الثورة وهذا لن يكون إلا إلى حين
وبعد هذا يبرز شيوعي مصري في هذر محبط يلوم العمال لأنهم لم يحرروه


2 - تنااقضات النمري
عاصم الرفاعي ( 2013 / 3 / 17 - 22:37 )
الاستاذ فؤاد دائم التمجيد للتجربه السوفيتيه ودليله الاقوي علي عظمتها هو انتصارها علي النازي في الحرب العظمي
وهو الان يقول ان قوي البرجوازيه الوضيعه بقياده العسكر هي صاحبه الفضل
في هذا الانتصار بصفتها من تصدي لقياده الصراع ضد النازيه
وهو نفسه من يقول اان البرجوازيه الوضيعه بقياده العسكر هي من تسبب في
انهيار التجربه السوفيتيه
اذن يمكن اعاده صياغه الامر علي النحو الاتي
التجربه السوفيتيه تجربه عظيمه والدليل علي ذلك انتصارها علي النازي
البرجوازيه الوضيعه هي من قادت الاتحاد السوفيتي للانتصار علي النازي
اذن البرجوازيه الوضيعه هي من اسباب عظمه الاتحاد السوفيتي
االبرجوازيه الوضيعه تسببت في انهيار الاتحاد السوفيتي
اذن داوني بالتي كانت هي الداء


3 - السيد عاصم الرفاعي المحترم
فؤاد النمري ( 2013 / 3 / 18 - 06:40 )
لو كانت لديك كل المعلومات التي لدي لما وجدت أي تناقض فيما أنت عرضت
والداء عليك أن تجده أنت أما أنا فكتبت عنه الكثير وهو الصراع الطبقي

أنا أعذرك فمن الصعب أن يتخيل الإنسان مقدار الجهود التي بذلها المجتمع الاشتراكي السوفياتي للإنتصار في الحرب وليس أبرزها تجنيد 16 مليون جندي فيما انهزمت دول رأسمالية عظمى وحتى الولايات المتحدة التي حاربتها اليابان بعد القنبلتين الذريتين لثلاثة أسابيع طويلة

ليس سهلاً أن يتصور المرء أن أول هزيمة للجيوش النازية كانت خارج أسوار موسكو وحيث كانت القوى العسكرية النازية ضعف القوى السوفياتية

وليس سهلاً أن يتصور المرء أن بعد كل الدمار الذي لحق بالعمار السوفياتي ومقتل أكثر من 25 مليون إنسان منهم 9 ملايين جندي أن تحيط ببرلين وتقتحمها قوى سوفياتية تعادل أربعة أمثال قوى ألمانيا عدداً وعدة

لو وجدت الداء غير الاشتراكية سأتخلى عندها عن الاشتراكية رغم أن شيوعيتي ليست بسبب نتائج الحرب بل لأن تجارتي هي إنسانية الإنسان وتحريرها من قيد الإنتاج الصدئ

وأخيراً يستوجب عاصم مني الشكر على المتابعة


4 - رد على تعليق
حميد خنجي ( 2013 / 3 / 18 - 08:29 )
ليسمح لي السيد الزميل عاصم الرفاعي لرد بسيط على تعليقه رقم 2 الموجه اصلا للسيد الزميل فؤاد النمري
نعم وكما تفضلتَ وبينت الدور الكبير للشعب السوفيتي عموما في الإنتصارعلى جحافل النازية وانقاذ البشرية من ذلك الطاعون العرقي الأسود. ولكن استنتاجك ملتبس وغير صحيح.. لماذا؟! لأن الشعب السوفيتي كان يتكون من طبقتين متحالفين وندّين (خصمين) في نفس الوقت. وهما طبقتا العمال والفلاحين. وأكيد كان عدد الفلاحين أكبر(منهم غالبية العسكر)، بحيث يشكل الغالبية العظمى من -البرجوازية- الصغيرة والوضيعة والطفيلية أيضا، التي كانت نشطة خاصة في اقتصاد السوق السوداء، غير الرسمي. إن ما فاتكَ في استنتاجك أن الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية) كانت تجري بقيادة ممثلي البروليتاريا الروسية أي الحزب الطليعي وبدور كبير للعمال السوفييت، الذي كان يوجه ويقود بقية طبقات وفئات المجتمع السوفيتي (الفلاحين والعسكر). نعم الأنتصار في الحرب أدى لهيمنة قوية من قبل العسكر(الفلاحين)على المجتمع السوفيتي، بعيد الحرب، تحولت تدريجيا إلى إستقطاب شامل ومضر في الحزب،الأمر الذي أدى في النهاية إلى تفكك المنظومة برمتها، على يد المرتدين

اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا