الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقذوا غزالتنا الدمشقية خاطرة 2 بعد عامين من الثورة:

فلورنس غزلان

2013 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


انقذوا غزالتنا الدمشقية ــ خاطرة 2 بعد عامين من الثورة:ــ.
ياشيوخ الخصومة ...ويا زعماء إشعال الحرائق..توقفوا عن التنزه في حقول دمنا...توقفوا عن المساومة على أرواح أجيالنا القادمة...لأن أطماع الكراسي غسلتكم من ذاكرة الوطن..لأن أنوثة الثورة براء من ذكورتكم الطامحة إلى زواج غير شرعي...ولأن غوايتكم للمرحلة لم تعد تروق لأمهات الضحايا...ولم تعد تنطلي على جراح تنزف منذ عامين وأنتم تغطون رماحكم في أعماقها وتثيرون المزيد من المشاحنات ومن الضغائن...فتعود للنزف من جديد...اعتقدناكم مخرجاً لأرض تكورت على نفسها وغاص رأسها بين ركبتيها...علَّها تغفو قليلاً بين مصيدة وأخرى..علَّ حقولها تعود للاخضرار وشمسها للسطوع وتنسم رائحة الحرية التي قدمت عشرات الألوف من القرابين ...علكم تعقلون ..علكم تدركون أن لعبة السياسة لاتتفق ولعبة الأنا والأيديولوجيا في مرحلة مُرَّة يمكنها أن تطيح بثورتنا ، المحتاجة لمن يرمق الأفق بعيداً ويضع في الميزان مصلحة الشعب والوطن ...لاجنون البندقية وخيارها المفرط في إباحية الدم..ودفن تراث أقدم حضارة في التاريخ...
هل ترون آثار الأقدام الوقحة والبربرية كيف تدوس على جثث أولادنا ...وأنت مغرقون في تأجيل الصراع وتأويل ..الحالة ؟ فإلى متى تعمهون في غي التخبط بايجاد حلول ربما لاترقى إلى ماحلمنا به...لكنها خير من المزيد من الدمار والتشظي وإفساح المجال للراغبين والطامحين في لعب أدوار حماة الأرض وحماة الدين؟! ...ونحن نريد من يحمينا...لأننا من يشكل الوطن...لأننا من حماهُ على مر العصور ويحميه في الزمن المستعصي وفي الغد المنتظر من أي ارتباك أو تقهقر...أو تحوير...نحن أبناء سوريا من لايسمح بدخول الآخر جنتنا وتجييرها إلى جحيم يحصد من ورائه...حلمه بالحور العين...فالحور العين هي إناث سوريا...اللواتي قدمن أكثر مما فعلته امرأة لوطنها عبر التاريخ.
أول الكلام وبداياته كانت لنا...وأول التاريخ وحياته كانت لنا...أول بناء الأرض وبناء الحب والسلام نبت فوق أرضنا ...فلماذا نسمح بأقدام الجباة لمقاصل تنطق باسمنا وباسم الآلهة أن تتربع في بيوتنا وتحرمنا من هويتنا الوطنية؟...لماذا نسمح بنوافذ تغلِقُ دوننا ريحَ الحياة...وحرية الصراخ والتعبير؟..هل هي استراتيجية النعام أم جبن تسمية الخلل باسمه حيث يقع ؟...هل هو عجزكم عن مكاشفتنا وتحايلكم على ثقة أوليناكم إياها...وتخفقون في حمل مسؤوليتها؟ ويوماً بعد يوم تعومون في بحر ظلمات التفاصيل المشَتِتة والمفرقة لكل إجتماع واتفاق، فاعملوا على استعادة حقنا في الحياة وحقنا في البقاء في بقايا بيوت تأوينا وتمنع عنا مصير المخيمات...
سامحناكم في خطأ تدمير بابا عمرو ومن بعده مسح حمص برمتها عن الخريطة، ومضطرين للتسامح في أخطاء التخطيط المشبوه وقصير النظر في كيفية إدارة الثورات الشعبية وأصول حرب العصابات...سامحناكم لأننا بلا خيار أمام مايجري من نظام مجرم ومن ردات فعل مشابهة لأفعاله ..تصيب مفاصل الثورة في أعطاب مزمنة دفعنا وسندفع ثمنا أكبر مما خسرناه ...إن لم تستخدموا وسائل التعقل وتتقنوا حسابات الموازين الدولية وتفهموا حسابات أخوتكم وداعميكم ...كي لاتصلهم نيران حرائقنا... فندفع دمنا لحماية سلاطينهم... لكن المفصل السحري والضيق بين الحياة والموت يكمن اليوم على أبواب دمشق...فإن أغمضنا العين على تدمير أجمل مافي تراثنا في أسواق حلب وقلعة الحصن ومعرة النعمان ومتحف الرقة ووووو...إنما على أبواب دمشق يجب أن يتوقف القتال والموت...فلن نسمح بأن نرى" درسدن، أو ستالينغراد" ثانية في باب توما وباب شرقي وأسواق دمشق الحبيبة...فإن كان النظام اليائس...لاينتمي لدمشق وياسمينها ، فحري بكم أن تثبتوا أنكم حماة لها ولتراثها من عبث من يريد تدمير ماقبل التاريخ..كي يمسك بتلابيب دمشق ويرسمها على هوى عماه وظلاميته.
ــ باريس 17/3 /2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش