الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية التعبير ..

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الأصل في حياة الإنسان هو ( الحرية ) وأي إنسان ولد حراً ومن حقه أن يعيش بذات الحرية التي وجد بها ، وأن يعبر أي شخص عن أفكاره أو رأيه هو حق طبيعي وجد مع الطبيعة والإنسان جزء من هذه الطبيعة يتفاعل معها وتتفاعل معه ويعبر فيها عن أشياءه دون قيد أو حظر أو رقابة من عناصر هذه الطبيعة ، وبدأ الإنسان صراعة مع هذه الحرية منذ القدم حينما سيطر القلة على عقول الناس بالقوة والنفوذ وقاموا بإستعباد الناس والتحكم فيهم ، وحينها كان العالم يعيش في عصور من الظلام ، حيث يسطر البعض على كل شئ ولا يملك الآخريين حتى أن يعترضوا ، وظهر هذا الأمر جلياً في أوربا حينما كانت تعيش في تلك العصور المظلمة وكان حينها الملك يحكم بالقوة الإلهية ، وكل ما يقوله الملك هو منزل من السماء وكانت حينها الكنيسة تسيطر حتى على طريقة تفكير الناس ، فليس من حق أحد أن يفكر ولا يبدع ولا يخترع وكل من يخالف تعليمات الملك والكنيسة يصلب أو يعدم أو تقطع أطرافه من خلاف ، وقصة جاليلو الذي أثبت كروية الأرض خير مثال ، وحينها طلبت الكنيسة من ( جاليلو ) التراجع عن أفكاره التى تخالف تعاليم الكنيسة التى تقول أن الأرض مسطحة فرفض التراجع ، فقامت الكنيسة بإعدامة وبعدها بميئات السنين ظهرت الحقيقة ( جاليلو مات والأرض مازالت تدور ) ولكن الكنيسة مازالت في تجبرها وكبتها للحريات والإبداع ، وبدأ الصراع الفعلي للإنسان من أجل الحرية عندما طالب بعض النبلاء بعض الحقوق الدنيوية لكي يتحاكموا بها بينهم ، فوافق الملك وكتبت حينها أول وثيقة على وجه الأرض ( وأعتبرت هذه الوثيقة أول دستور أرضي تضمن بعض الحقوق الدنيوية ) ..

وبعدها بدأ الصراع يأخذ شكل آخر وعنيف وعرف هذا العهد ( بعهد اليقظة ) وبدأ الناس يطالبون بحقوقهم في حرية التعبير والكتابة والنشر والإبداع ، ولكن حينها إستغل بعضهم هذه الحرية في التدخل في خصوصيات الناس وأسرارهم وظهرت حينها الصحافة الصفراء أو صحافة الإثارة ، حتى جاء العصر الجديد الذي رفض هذا السلوك ، وبدأ بعض المطالبات بتقييد حرية التعبير ببعض القيود القانونية ، وحينها رفض اللبراليون هذا النهج وتمسكوا برأيهم القائل بان لكل إنسان الحق في التعبير عن نفسه بالطريقة التي يراها دون تدخل من احد ، وبدأ الصراح يأخذ أشكال عديدة إلى أن وصلنا اليوم لصراع السلطة والصحافة ، وبدات الحكومات بالتدخل في الإعلام وبدأت تقيد حرية التعبير وتوجه الصحافة بما يخدم أغراضها وبقاءها ، وعلى الرغم من تضمن كافة الدساتير مواد عن حرية التعبير والنشر إلا أنها تضع في نهاية المادة جملة( وفق القانون والدستور ) وهنا مربط الفرس فالقوانين والدساتير قد لا تعطي هذا الحق وبهذا تأخذ بالشمال ما أعطي باليمين ..

وعلى الرغم من الإستغلال الذي يتم للقوانين لتقييد حرية النشر والتعبير والكتابة إلا أن هذا الحق لن تستطيع أي قوة أن تأخذه ، فحرية التعبير كما قلنا هو حق طبيعي وجزء لا يتجزأ من هذه الطبيعة فمن حق أي شخص أن يعبر عن رأيه وأن ينقل الأخبار وأن ينشر أفكاره بما لا يضر الآخريين ، وكما أن لك عقل للآخريين أيضاً عقل يستطيع أن يميز بين الصالح والطالح ، وليست القوانين أو التخصصات هي التي تحدد صلاح الرأي من طلاحه ، فالحقيقة مقدسة والرأي للجميع ، وليس حكر على قلة ترى في نفسها الكفاءة وفي الآخريين عدم الكفاءة متجاهلين بذلك أصحاب الحق في هذا التقييم وهم كافة الناس ، وفي تقديري سيتواصل هذا الصراع إلى أن ينتصر دعاة حرية التعبير دون قيد أو شرط أو قانون أو دستور أو وفق أهواء الحكام وبعض من يرون أنفسهم أصحاب الحق الوحيد في التعبير ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا