الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روبيرت كاستيل الغيور المجتمعي رحل إلى جوار ربه

بوجمع خرج

2013 / 3 / 18
الحركة العمالية والنقابية


في شأن عدم الاستقرار المجتمعي يؤسفني كجمعوي أن أخبركم رحيل أحد كبار المهتمين بالشؤون المجتمعية على المستوى الدولي كمنظر وكمقاوم ميدانيا والذي هو السوسيولوجي روبير كاستيل Robert Castel يوم 15 مارس 2013. وإذ أشرككم هذا الحدث فلأنه كان يتميز بغيرته على الإنسان والتزامه بالقيم النبيلة الكونية كما أنه كان يجسد بحق قيمة نضالية للصالح المجتمعي.

وبهذه المناسبة أذكر ببعض أفكاره:
- قال في حديثه عن الأوضاع المجتمعية والإضرابات الاقتصادية ... يتعلق الأمر بتغيير للنظام الرأسمالي ذاته, إنه الانتقال من الرأسمال الصناعي إلى نظام جديد أكثر وحشية يفرض تنافسية متفاقمة على مستوى القارة في ما يسمى العولمة وذلك تحت الهيمنة الرأسمالية المالية الدولية
- هذه الدينامية الجديدة استلزمت أساليب جديدة في الإنتاج والتبادل. إنها دينامية تسير ضد النظم التنظيمية les systèmes de régulation التي أرست قواعدها في نهاية الرأسمال الصناعي والتي كانت في قلب التزاماتها الاجتماعية. فالأمر إذن يعني عودة جديدة للاضطرابات الاجتماعية ذلك أن الحواجز التي كانت تحول دونها لم تعد بحيث تراجع واستضعاف الحقوق والضمانات الاجتماعية التي كانت ترتبط بالعمل إلى درجة الاختفاء في بعض الشركات أو المقاولات البلهاء.
- هذا الانعدام الأمني هو بالدرجة الأولى نتيجة تشكيل عميق لعلاقة الشغل ...بحيث في الوقت الذي ترخي فيه العطالة بظلالها تعم الهشاشة في الأوساط المجتمعية بما أدى إلى ظهور فئات من العمال والموظفين الفقراء منذ عقد ونصف في المشاهد المجتمعية. لقد أصبح الموظف ذاته يشتغل فقط للحفاظ على توازن معاش عائلته, أي أنهما معا العامل والموظف يشتغلان في ظروف فقيرة لم تعد فيها حدود بين الشغل والتضامن.(1)
- إنها وضعيات جديدة على مستوى الحقب التاريخية التي بها كانت مقاومة "ألا أمن المجتمعي" وذلك ببناء التضامن الاجتماعي... إلا أن هذه الحالية ليست كسابقتها لأنها تأتي بعد فقدان الحماية والأمن المجتمعي. وهو ما سيجعلها صعبة بما يلبسها من معاني القدر المشترك إلى حد ما طبيعية لأنها ترتبط في كل زمان بمضير الشعوب علما أنه لا يليق بمجتمع نامي وحداثي أو يدعي الحداثة في طريق النمو. إنها ألا عدالة للرأسمال المالي باختصار في زمن أصبح فيه الوضع يتوقف على أمطار السنة والحصاد... كما في الزمن ألما قبل الصناعي !!!
- إن المشكلة اليوم تعود في الأصل إلى توزيع الثروات في مجتمعات تنتج كثيرا ولكن وفق نظام هذه الرأسمالية الجديدة التي تفكر في الربح لأجل الربح في منافسة الكل ضد الكل. وفي هذه الوضعية الجديدة أصبحت الحقوق الإجتماعية والحماية في الشغل كما لو أنها حواجز ومعيقات يجب التخلص منها للرفع من تنافسية المقاولات وتعزيز السوق الحرة علما أنها هي الحواجز التي كانت تروض السوق وإزالتها سترفع من وثيرة "ألا أمن" و"ألا استقرار".
- لذلك كان فقيد المجتمعيين روبيرت كاستل يطالب دائما بإعداد حل توافقي مجتمعي جديد متماثل un nouveau compromis social ولكنه مختلف لما جاء به الرأسمال الصناعي وما يتعسف عليه النظام الرأسمال المالي الجديد.

(1) الحقيقة إن هذه تذكرني بما أزعجني مرة وأنا استمع إلى للسيدة زليخة مستشارة جلالة الملك وهي تقول على أمواج القناة الأولى -التي سميت مغربية ووطنية بما لا أراه شخصيا- : "إن الأجرة هي نوع من التضامن" في الحين أن الأجرة منذ ظهور الدولة ليست هي الأجرة كما سبق في الزمن الذي كان يفترض فيه تعليم الأبناء التجارة ... ذلك أن الموظف شريك من داخل الإنتاجية...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات المزارعين في أوروبا: مزارعو النمسا يغضبون ويضعون نع


.. وقفة احتجاجية في باريس تطالب بوقف الحرب في غزة




.. أشرف صبحي: أتعامل بدقة مع أزمات اتحاد الكرة من 2019 كوزير وم


.. وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض تنديدا بمجزرة رفح




.. تحقيق لبي بي سي يكشف ارتباط صناعة العطور الفاخرة بعمالة الأط