الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية الى 9 نيسان المجيد

خالد السلطاني

2005 / 4 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تمر علينا ، هذه الايام ، الذكرى الثانية لحلول 9 نيسان المجيد 2003 ، يوم سقوط الدكتاتورية البعثية الصدامية، ونظامها الشمولي التسلطي .
لقد فتح هذا اليوم الاغر امام جميع العراقيين الوطنيين ، المهمومين بشؤون وطنهم ، والتواقين لرؤيته بلدا ً ديمقراطيا ً تعدديا ً فيدراليا ً ، يحترم حقوق مواطنيه جميعهم ، بغض النظر عن معتقداتهم او قوميتهم او دينهم او طائفيتهم ، فتح امامهم آفاق جديدة وواعدة تشي الى مستقبل زاهر لهم ولبلدهم والى المنطقة ككل .
وببزوغ 9 نيسان ، تكشف للجميع مدى الظلم والقهروالخوف والارهاب غير المسبوق الذي كان سائدا في عراق البعث ، عراق صدام ونظامه الدكتاتوري ؛ ذلك النظام الذي جلب حكامه للشعب وعلى مدى عقود :الافقار واالجهل المتعمدين ، والتسلط والظلم ، وكوارث الحروب المدمرة العبثية.
واذ انفتحت امام جميع العراقين ، في هذا اليوم المجيد ، آفاق الحرية والديمقراطية ، فان قوى الظلام والارهاب حاولت وتحاول ، ان تحرف مسار التطورات الايجابية التى جرت في العراق ، في اتجاه آخر ، بغية استمرار وديمومة " قيم " و" افكار " النظام السابق ، مستندة في محاولتها تلك ، على بقايا منتفعي النظام الدكتاتوري البائد ، وبمباركة من قوى رجعية محلية خسرت كثيرا ً من امتيازاتها التى تمتعت بها بدون وجه حق ، وبالاستناد الى قوى الارهاب الدولي ، واصحاب " الاجندات " المشبوهه ، وتابعي الانظمة الدكتاتورية و الشمولية في الدول المجاورة ، وغير المجاورة ، التى لا يروق لها اجواء الديمقراطية والحرية الى تكونت اثر التغيير المجيد الذي تلى يوم 9 نيسان الخالد !
ويدل الصراع الدموي غير المألوف ، والمتسم بالوحشية ، الجاري في العراق اليوم ، عن مدى تشبث قوى الظلم والظلامية بامتيازاتها القديمة ، اذ انها ، الان ، تحارب بكل طاقاتها واسلحتها ، مستعملة كل ما في جعبتها من اكاذيب وتلفيقات ، وموظفة فتاوي فقاءهها الظلامين ، و" منظريها " المأجورين لشحذ " همة " نشطاءها وتابعيها ، ضد شعب يكاد ان يكون اعزل ، لكنه مؤمن ايمانا عميقا في قضيته العادلة والمتطلع نحو خيار الديمقراطية والتحديث الذي فتحت ابوابهما الواسعة امامه ؛ مقتنعا بانه سوقف يخرج سالما ومعافيا في النتيجة، من هذه المحنة القاسية التى افتعلها الظلاميون الارهابيون القتلة ، ومعتمدا في تلك القناعات على مساندة اصدقاءه الكثيرين الذين ساهموا بتضحياتهم الغالية في لجم هذه القوى التخريبية والظلامية ، وكسر شوكة " مقاومتها " المفتعلة المخزية .
وفي هذه الاجواء المشحونة بالقتل اليومي والارهاب المنفلت الذي يعصف ببلدنا ، تسعى بعض القوى المشبوهه في تنظيم حملة يراد منها اطلاق شعارات ديموغوغية ، تبدو " وطنية " في ظاهرها ، لكنها ، في حقيقة الامر ، تمثل الوجه الاخر المظلم لتك الدكتاتورية الاستبدادية التى خبرها شعبنا لعقود ، اذ تسعى لاعتبار يوم سقوط الدكتاتورية البعثية الصدامية يوما " اسودا " في تاريخ البلد ، مقدمة حجج واهية وتبريرات كاذبة لا تنطلي على احد ! كما ان اصطفاف تلك القوى مع الارهابييين القتلة ، وانصار الدكتاتورية المقيته لهو برهان اضافي اخر ، ويدل فيما يدل على طبيعة ونوعية هذه القوي واتجاهاتها . وهذا النشاط المشبوه والاصطفاف المخزي مع الارهابيين هو الذي يعمل على استمرار جعل البلد الان ، ليكون رهينة في ايدى جلادي الشعب العراقي السابقيين وانصارهم المجرمين الجدد ، اصحاب الدعوات الظلامية ، المتبجحين بالاستبداد والمغالين في ممارسات الغاء الاخروسحقه واذلاله .
ونأمل من كل القوى الخيرة المهتمة حقيقيا ً في التغيير ، وفي عراق ديمقراطي ، خالي من الاستبداد والقهر ، بان تعجل باتمام ما بدأه 9 نيسان المجيد ، وتسرع في ترسيخ مبادئ العدل والمساواة والتسامح ، تلك القيم التى الغتها الدكتاتورية البائدة من قاموسها ، والتى يحاول اتباعها المتباكين الان ، زورا وكذبا ً ، على مصلحة البلد وابنائه ، ان يقدموا انفسهم كـ" حاملي " رايات تلك القيم و المنادين بشعاراتها !

تحية الى 9 نيسان الخالد
وتحية الى جميع العراقيين واصدقائهم في جميع دول العالم في هذا اليوم الاغر
ليظل يوم 9 نيسان مناراً للعراق الديمقراطي التعددي والفيدرالي ! □□








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية