الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرسى وشرعية الصندوق

هشام حتاته

2013 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تعتقد الادارة الامريكية ان الرئيس مرسى الذي جاء بشرعية صندوق الانتخابات عليه ان يذهب ايضا بالصندوق .
قالها اكثر من مسئول امريكى كان آخرهم وزير الخارجية الامريكى جون كيرى اثناء زيارته الاخيرة لمصر لحث جبهه الانقاذ والاحزاب المعارضة الاخرى على خوض انتخابات مجلس النواب القادمة للتغيير من خلال الصندوق قبل ان تقوم محكمة القضاء الادارى بالغائها .
ولكن الادارة الامريكية لاتدرى ان الامر مختلف بين شرعية الصندوق فى مصر وشرعيته فى الدول الراسخه فى الديمقراطية ، فالديمقراطية ليست مجرد صندوق انتخابات يدلى من خلاله الناخبين برغباتهم التصويتيه ولكن الصندوق نهاية لعملية ديمقراطية لها آلياتها وبنيتها التحتية تبدا بدستور متوافق عليه من كل القوى الوطنيه يحترم حقوق الانسان ويتسم الشفافيه والوضوح ويؤسس لعقد اجتماعى متوازن بين الدولة والمواطن ويحترم ويصون الحريات الشخصية للمواطنين ، ثم احترام القانون والحيادية والنزاهه التى يجب ان تتوفر فى اللجنة المشرفة على الانتخابات ، ثم الفرص المتكافئه للمرشحين والاشراف الكامل لمنظمات المجتمع المدنى المصرى والدولى ...... كل هذا قبل ان يذهب المواطن ليضع صوته فى الصندوق الزجاجى .
كلنا يعلم ان معظم هذه الآليات لم تكن متوفرة فى كل الانتخابات التى جاءت بعد الثورة ، ونعلم الترتيب الزمنى للدستور الذى اصبح لاحقا على انتخابات الرئاسة ومجلس الشعب حتى تنفرد بوضعه الجماعه ، وجميعنا يعلم ايضا كمّ الانتهاكات والتزوير الذى شابت كل العمليات الانتخابية . اما عن الاستفتاء على تعديلات بعض مواد دستور 1971 التى تمت تم فى 19 مارس 2011 والتى اشادوا بنزاهتها فقد كان التزوير فيها معنويا حيث تم تزييف الارادة واللعب بالعواطف الدينية للمواطنين فى اكبر عملية تزييف للوعى فى مصر فى العصر الحديث .
وجميعنا يعلم فضيحة المطابع الاميرية والتى طبعت اكثر من مليون بطاقة انتخابية فى انتخابات الرئاسة لصالح الاخوان وقيل انها باشراف وتمويل خيرت الشاطر التى لم يتم التحقيق فيها حتى الآن لبيان الحقيقة ودرء الشبهات . ونعلم ايضا ان قاعدة بيانات الناخبين الموجودة فى وزارة الداخلية بها اكثر من تسعه ملايين صوت انتخابى مكررين ومتطابقين حتى الاسم الخامس وتاريخ الميلاد واسم الام - الفرق فقط فى العنوان – حتى يتاح للناخب الواحد ان يدلى بصوته امام عدة دوائر انتخابية اخرى ، والتى كانت تستعملها الداخليه فى عهد وزيرها العادلى لصالح الحزب الوطنى واستلم العهدة منهم جماعه الاخوان المسلمين ، والقضية ماتزالت منظورة امام القضاء والتى اعتقد انها ستنتهى بفضيحة مدوية ونعلم ايضا ان هناك شكوكا كبيرة تؤكد فوز احمد شفيق على مرسى العياط اولها توجه وحدات من الحرس الجمهوري الى منزل اجمد شفيق توطئه لاعلانه الفائز فى الانتخابات وماتلاها من تاخير اعلان النتيجة بغير سبب منطقى وتهديد الاخوان بحرق مصر اذا لم يفوز مرسى
معظم ما ماذكرناه معروف على الساحه وتداولته معظم وسائل الاعلام ، وان كنا اردنا ان نوضح من خلاله ان الفيصل ليس هو صندوق الانتخابات .

اما مانريد ان نطرحه هنا فهى رؤية مختلفة تتمثل فى ارتكاب الرئيس مرسى لجريمتين : الاولى هى النصب ، والثانية هى الحنث باليمين مما يستدعى اما محاكمته او عزله او على الاقل اجراءا انتخابات رئاسية مبكرة اذا اضفنا اليها السبب الثالث وهو صحوة الغافيلن وعودة الوعى .
وضحنا فى المقالة السابقة عن تاملاتنا فى الشخصية المصرية وانتشار ظاهرة الفهلوة ، انه بين الفهلوة والنصب خيط رفيع . ولكننا فى هذه المقالة امام جنحة نصب ارتكبها السيد رئيس الجمهورية وحزبه .

*** النصب :
النصب المالى حسب القانون وحسب ما وضحنا فى المقالة السابقة هو ( الايهام بمشروع كاذب للحصول على اموال الغير )
واذا مددنا الحبل على استقامته سنجد اننا بنفس المنطق نستطيع ان نقول ان النصب الانتخابى هو ( الايهام بمشروع كاذب للحصول على اصوات الناخبين ) كل ماسيتغير فى العبارة هو ( الاصوات ) بدلا من ( الاموال ) والمشروع الكاذب هو مشروع النهضه يضاف اليه تسويق وهم الـ 200 مليار التى تنتظر مصر فى حالة فوزه فى الانتخابات .
- هل هناك فارق قانونى بين النصب فى الحالتين ؟
فاذا كان القانون ينص على انه ( لاعقوبة الا بنص ) ولايوجد نص فى القانون يجرم حالة النصب الانتخابى ، فهناك القانون الاخلاقى الذى يمنع رئيس الجمهورية من الكذب على شعبه وهناك امكانية الانتخابات المبكرة لتكون بدون مشروع النهضة والـ 200 مليار لنرى .
لن نتحدث عن الـ 20 مليار التى وعد بها القرضاوى الشعب المصرى كرشوة فى حالة الموافقة على الدستور المسلوق والمشبوه ، فهى جنحة رشوه ضد القرضاوى .
ولن نتعرض للوعود التى قطعها الرئيس مرسى على نفسه امام القوى الوطنيه والثورية التى سارعت اليه لتاييده نكاية فى شفيق ووعد فيها باعادة النظر فى تكوين لحنة اعداد دستور تضم كل الاطياف ليكون المنتج دستور توافقى ولم ينفذ منها شئ .

*** الحنث باليمين :
بعد انتخاب مرسى ظهرت اشكالية اداء اليمين الدستورية ، هل تكون امام المجلس العسكرى ام امام المحكمة الدستورية ام امام مجلس الشعب ذو الاكثرية الاخوانية والسلفية . وحلا للموقف تمت فى ميدان التحرير وجامعة القاهرة وامام المحكمة الدستورية وينص القسم على ( احترام القانون والدستور ) ولم تمضى اسابيع قليلة الا واضدر الرئيس اعلانه الدستورى الاستبدادى ومحاصرة المحكمة الدستورية لمنعها من الحكم ببطلان الجمعية التاسيسية للدستور وبطلان مجلس الشورى ليعطى لنفسه كافة الصلاحيات التنفيذية والتشريعية والقضائية ، ويتم عمل الدستور على المقاس المطلوب وبعدها يقوم بالقسم مرة اخرى فى خطابه الذى هنأنا فيه – والحقيقة هو يهنئ نفسه وجماعته - على اقرار الدستور الدستور الذى صيغ على المقاس والذى جاء طبقا للقوانين الاستئنائية والانفرادية التى منحها لنفسه .
فاى احترام هنا للقانون واى احترام للدستور ـ فهو يقسم فى البداية على احترام قانون ودستور سرعان ما تراجع عنهم ليصنع قوانينه الخاصة ودستوره ثم يقسم عليها .
اليس هذا حنث بالقسم يستوجب تقديمة للقضاء .

فى كل مماذكرنا سابقا على وجه العموم وفى جزئيتى النصب والحنث باليمين على وجه الخصوص كاف جدا لسقوط الشرعية هذا اذا افترضنا ان هناك فى الاصل شرعية

*** عودة الوعى :
مسرحية هزلية مستمرة على المسرح السياسى من تأليف واخراج وتمثيل السيد رئيس الجمهورية ومكتب الارشاد وحزب الحرية والعدالة استيقظ عل اثرها الغافلين والمخدوعين والمنومين من الذين انتخبوهم .
الذين ذهبوا تحت وهم مشروع النهضه والـ 200 مليار واصلاح الحال ليجدوا ان الحال اسوأ مما كان وبدلا من الـ 200 مليار الموهومة نقف الحكومة عدة شهور على ابواب صندوق النقد الدولى لتستجدى اقل من خمسة مليارات دولار وان احتياطى النقد الاجنبى بالبنك المركزى تقلص من خمسة وثلاثون مليار دولار الى سبعه مليارات ( يقولون 13 مليار بحساب ودائع قطر وتركيا والسعودية والقوات المسلحة ) حتى ان البعض اصبح يترحم على عصر مبارك علانية والبعض الآخر يخجل من العلانية فيمصمص شفيتيه ويبتلع لسانه قبل ان يقولها .
الذين ذهبوا تحت وهم انهم اهل الله ولايكذبون ولا ينكثون بالوعود فرآهم يتلونون حسب الموقف كالحرباء .
الذن آمنوا بالحل الاسلامى والخيرات القادمه معه حسب الآية ( ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لرزقناهم ....... ) فوجدوا ازمات رغيف العيش والبوتاجاز والسولار.
الذين انتخبوه ليكون رئيسا لكل المصريين ويعمل لصالح مصر فاذا به رئيسا لجماعه الاخوان او بالاصح مندوبا للجماعه فى قصر الحكم لتفكيك الدولة واخونتها وتسليمها لفضيلة المرشد .

هؤلاء الناخبين المخدرين والمنومين الذين استيقظوا ، اما آن لهم انتخابات مبكرة بعد ان استيقظوا من غفوتهم فقد كانوا فى نفس حرج العميان ونفس حرج الغيبوبة تحت تاثير مخدرات الوعود الكاذبة والحل الدينى .
علينا ان نقرأ جيدا نتائج انتخابات اتحادات طلاب جامعات مصر والسقوط المدوى لمرشحى الجماعه ، وعلينا أيضا ان نقرأ نتائج انتخابات نقابة الصحفيين التى تمت منذ يومين والتى لم يفوز فيها اى من مرشحى الجماعة ، والتى فازت فيها ولأول مرة فى تاريخ النقابة منذ انشائها سيدة قبطية ( امراة وقبطيه فى نفس الوقت ....!! ) بعضوية مجلس ادارة النقابة لنعرف ان صحوة الغافلين اصبحت واقعا ملموسا على الارض مما يستلزم معه ضرورة اجراء انتخابات رئاسية مبكرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا موضوع مهم
عاشق للحرية ( 2013 / 3 / 18 - 12:15 )
تحياتى استاذ هشام

اولا عن موضوع فوز محمد مرسى:
بصراحة يا استاذ هشام -كويس ان هو الى كسب عشان الناس تعرف بلاويهم

-انا ياما تعرضت لانتقادات بسبب انى قلت ياسادة انتخبوا احمد شفيق ,مفيش وجه مقارنة بينه و بين جماعة الاخوان كلها على بعضها(الاخوان كلهم ما يساووش ظافر شفيق حتى لو كان لنا تحفظات عليه شخصيا) على الاقل عشان الدولة المدنية حتى !

(كانت النتيحة انى قوبلت بسيل من الهجوم مع لبانة فلول فلول إياها)

طب دلوقتى هم شافوا مرسى عمل ايه هو وجماعته- يالا مش لبسنا مرسييهم؟ ,, انا شمتان فيهم للابد رغم ان الشماتة شعور سئ و احنا فى المعمعة بسببهم (ناهينا طبعا عن تزوير الإنتخابات الرئاسية و دعم الادارة الامريكية للاخوان-ده حدوته لوحده)

عن مضوع الصناديق:
(استاذ هشام احكيلك حاجة؟ انا شاكك ان التلويح المستمر بالصندوق هدفه تكريه الناس فى الديمقراطية فالنتيجة انهم يختاروا لنا قياداتنا طالما الديمقراطية (المزيفة حاليا فى مصلرنا) لم تلبى احتياجاتنا)

اما عن النصب و الحنث باليمين فانا معك تماما

الوعى و عودته: يا ريت يا استاذ هشام يدى على كتفك - يا ريت

مدنية مدنية
واجمل تحية لك


2 - عزيزى عاشق الحرية
هشام حتاته ( 2013 / 3 / 18 - 19:18 )
طبعا .... ظهر الاخوان على حقيقتهم واكتشف الشعب مدى الزيف والخداع والكذب والتضليل . وان كان هذا سببا فى اعاق الثورة لمدة عام فهو على الاقل حرق الاسلام السياسى وتصدره للمشهد .
بالنسبة لشفيق انا كتبت ايامها مقالة على الحوار بعنوان ( هل انتخاب شفيق خيانه للثورة المصرية ) دعوت الى انتخابه ، ولكن للاسف ذهب اليه مايطلق عليهم النخبة من امثال حمدى قنديل وعلاء الاسوانى لتاييده نكاية فى شفيق .
انهم يتجرعون اليوم كاس الندم وقد اعلنوا ذلك بصراجة عبر مقالاتهم .
عودة الوزعى ياعزيزى لم تعد امنيه ولكنها اصبحت حقيقة واقعة اراها كل يوم من خلال معايشتى للناس وظهرت كما كتبت فى انتخابات الطلبة وانتخابات نقابة الصحفيين .
شكرا عزيزى على زياراتك الدائمة وتقبل تحياتى .


3 - ماما أمريكا
هانى شاكر ( 2013 / 3 / 19 - 02:42 )


ماما أمريكا
______


ألشرعية ألوحيدة ألتى يستند أليها خيشة ( مرسى سابقاً ) هى من ماما أمريكا ... وفى ألأيام ألقليلة ألماضية كثر ألحديث وألتكهُن عن ميعاد ومكان مقابلة ألرئيس مرسى مع باراك أوباما .. حتى أن ألبعض أقترح أن يستقبل أوباما ألرئيس مرسى فى تل أبيب خلال زيارة ألرئيس ألأمريكى لأسرائيل ..

وقد ألتقطت مسامعنا مرسى وهو يدندن :



على بلد المحبوب وَدِينى
زاد وجدى وألبعد كاوينى

يا أوباما أنا بوس رجليك
أجي ساجد .. بس تنادينى

وف يافا .. أو تل أبيب
دا ترابها على راسى وعينى

و رضاكم .. دا كل آمالى
أنشالله فى مالطه تلاقينى

وأن كانت سقعة ورصراص
دولاراتكم هى تِدَفينى

دانا عبدك وملك إيديك
وأوامرك دينى ويمينى

...

اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى