الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل بمكياج يكون الطاعون دواء ؟!

ماهر علي دسوقي

2013 / 3 / 18
حقوق الانسان




خرج وسار بخطى متثاقلة من زيارة لأحد الأصدقاء بعد ان عاده واطمأن عليه بسبب وعكة صحية ثقيلة ألمت به مؤخرا ، لم يستطع أن يقدم له شيئا ... كلاهما في الهم سواء ، اندفع في سيره وهو يلوم نفسه على عجزه ، وبينما هو في هذيانه سابح استوقفه تجمع ما لغرض على ما بدى سياسي ، نظر من حوله وفي مخيلته مازال صديقه يئن طريح الفراش .. الفقراء كل يسعى لرزقه ويلاحق همه ، هذا يدفع عربة كبيرة محملة "باثقال" وقد ظهر عليه الاعياء ، واخر تسلق "سيبة" القيت على واجهة بناية مقابلة لميدان التجمع ، وثالث يتنقل بين الجمع لبيع بعض القهوة معليا النداء ....

كانت الخطب النارية الفارغة المعنى قد بدأت لتوها في الأثناء ، وانهمر رذاذ "البصاق" على بعض من اقترب أو تحلق حول المنصة المستطيلة التي امتلأت أيضا بمكبرات الصوت وكوابل الكهرباء ، البعض أخرج مناديله الورقية باكرا وكأنه على علم مسبق لما سيحدث ، على ما يبدو من تكرار الحضور لهكذا مناسبات ، فأعد للبصاق لقاء .. أكمل مسيره وأعاد النظر الى المفوه الخطيب بازدراء ...

الى متى ... تسأل بصوت يكاد يسمع .. ستبقى المنابر لهذا الهذر ويبقى هؤلاء ؟ عاد للمسير وقد قطع الكثير .. جدار لمتنزه لفت انتباهه .. جلس وأكثر من التنهد والهدير ، أخرج قصاصات ورق وأعمل عليها بقلمه ما جال بخاطره من تفكير .. يكيل الشتائم والنقد للخبثاء .. مشخصا باحثا عن الحكمة والعقلاء ...


ما لنا لا نعرف للسعادة طعما ولا طريق ، وان تعثرنا بفتاتها عبر بعض الخطى سرعان ما تغيب وكأنها من دروبنا أجليت جلاء ، يهيم القهر بفقراء البلاد ويعبث الفساد بالعباد لقيمات مغمسة تارة بالتلوث وأخرى بالهوان واحتلال يراكم احتلال ، وصدأ القضبان يزكم برائحته الأنفاس ويتسلل للعظام ليفتتها ويحيلها غبارا في الأجواء ...


في المحيط نقيق ضفادع يتلو ما تيسر سجعا "ايات" غير مفهومة لنا .. قيل على لسان زاحفة رقطاء أنها عن حقوق الانسان والرخاء ، ترجمة قد تكون مغلوطة ولربما هي تضليل لواقع معاش ... فمنذ متى تفهم هذه لغة تلك ، ومتى تغنت الضفادع لحقوق غير أسن الوديان والمستنقعات .. وان قالت بغير ذلك حرباء ...

يقف ابن اوى يمجد القتال شرفا ويشرح أبعاد النضال والكفاح ، يحدثنا عن "الديالكتيك" ويشرح القوانين " الثلاث" معيدا على مسامعنا التراكم الكمي ، ونفي النفي ، ووحدة وصراع الأضداد ، وهو لا يجيد غير التطفل والغدر والبعد عن الجد والتامر وقلة الحياء .. فهل يمسي التدليس علما وكيف للكذب أن يكون نقاء ؟


ابن عرس يخطب من على منبر مذهب يقول ما وصلت لهذا الا بالعرق والعمل الدؤوب والعناء ، ويشرح معاني العصامية والفضيلة والقناعة وكيف هي تستحيل قدرا عن وصل النهار بالليل تفانيا وعطاء ... وهو الذي لا يعرف عنه سوى الوقوف على منابر " البواليع" المطعمة بالقذارة والعفن وزنخ المكان والهواء ولا يجلب بحله وترحاله وحركته الا الروائح الكريهة والداء والوباء .. فهل "ببدلة" يتحول الطاعون دواء ؟!


هو ثعلب يسير بين أقنان الطير يتحدث عن الوحدة والتضامن معهم والاخاء ، يعلي الصوت ويحلف أغلظ الأيمان ويفيض بالشرح عن التقوى والطاعة والأيمان يحمل بيساره سبحة ومن الأخرى يدفع بسبابته لعنان السماء ... علما بانه المعروف بالخبث والتضليل والدهاء .. فهل بين هذا والطير الا أن يفطر عليه تارة أو يغزوها مساء ليسكت قرم جوعه ويحيلها لوجبة عشاء ؟


دجل وتدليس وخداع وخبث ويقولون ... من أجل الفقراء .. ألا تبا لهذا وذاك ولكل أصحاب الشعارات والخطباء ... الغل يعتمر الصدور فمتى ينفجر غضبا ويكون الجلاء ..... ألا أين الحكماء ؟!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي: الحديث عن رشوة أوروبية للبنان من أجل إبقاء النازحين


.. بايدن: نحن لسنا دولة استبدادية ومع حق التظاهر السلمي وضد الف




.. جامعة أميركية تلغي كلمة لمندوبة واشنطن في الأمم المتحدة بضغو


.. ترمب يتهم الديمقرطيين بمحاولة السماح للمهاجرين لترجيح كفة با




.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي