الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة الاجتماعية

عصام البغدادي

2005 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


انا انسان عاطفي ، الكلمة الطيبة تترك اثرها وصداها في ذاتي وتتغلغل في مسامات عقلي وروحي ، وكما تطربني اغنية تراثية عراقية لحد البكاء ، تشد عزيمتي وتشحذ افكاري الكلمة الصادقة التى يدلي بها مسؤول صادق مع نفسه ، واليوم اسعدتني كلمات خطاب الرئيس جلال الطالباني لانها تحتوي العزيمة والثقة والاصرار على المضي في الطريق لاعادة بناء العراق ، بساطة الكلمات وثراء محتواها ، كلمات تختلف كثيرا وعميقا عما سمعناه من خطابات تمجيد الذات الصدامية الفارغة، طيلة ثلاثة عقود .

أتحدى كل المؤرخين العراقيين الذى زوروا وثائق التاريخ تلبية لرغبات صدام حسين المريضة ، وكل المؤيدين لنهجه من المثقفين العرب المخدوعين به وبحكمه ان يعثروا على عبارة " العدالة الاجتماعية " في كل خطابات صدام حسين او ادبيات حزبه.

لم ينطق بهاتين الكلمتين ابدا في كل احاديثه الجوفاء الفارغة والطويلة خلال كل فترة حكمه ذلك لانه يعلم جيدا انه لن يحقق ابدا اي عدالة اجتماعية لشعب مر بقرون من الظلم والحيف لحقت بكل فئاته من أقصى الشمال الى ادنى الجنوب ، شرقا وغربا ، بل لقد سعى مخلصا للانتقاص من العدالة الاجتماعية حين ولى الرقاع من القوم والجهلة والاغبياء في المناصب العليا وشرد المتعلمين والمثقفين الى المنافي ، ودمر العدالة الاجتماعية حين نظر هو واركانه الى شرائح الشعب المخلصة والمثابرة بازدراء وضغينة تصل الى حد الاحتقار .

اليوم يسعدني ان اسمع مصطلح العدالة الاجتماعية وعدا من الرئيس المنتخب بالسعي لتحقيقها في العراق الجديد الذى افتقر الى ركن العدل منذ استشهاد الحسين الذى رفض ان يرى الحق شاحبا ومسلوبا ، والعراق وشعبه بحاجة للعدل والعدالة الاجتماعية اكثر من اي احتياج فبدون العدل لن يكون هناك امان وثقة ببرامج الحكومات مهما كانت تلك الحكومات ، وبدون العدل والعدالة والرعاية الاجتماعية سيبقى العراق متخلفا وراقدا في سبات عميق لن توقظنا منه اي جرعة من جرعات الديمقراطية او عطرها، وبدون العدالة الاجتماعية سيبقى الاحمق في خانة الحكيم وسيبقى الجاهل في مركز المتعلم وسيبقى الخائن في خانة المخلص .

العدالة الاجتماعية دفع التعويضات المجزية لكل ضحايا النظام السابق ، العدالة الاجتماعية : التحقيق في غياب 17 مليار لان تبخره في فترة مجلس الحكم المنحل تعني سرقة مايقارب الف دولار من كل مواطن عراقي ، العدالة الاجتماعية كشف اللصوص ووضعهم في دائرة النور لكي يعرف الشعب من هم المخلصين ومنهم الخونة لمال وحق الشعب، العدالة الاجتماعية الغاء المحسوبة والمنسوبية والوساطات غير المشروعة ومحاسبة المقصر علنا بدلا من التستر عليه ، العدالة الاجتماعية تعني تكافؤ الفرص على ضوء مقياس الكفاءة فقط .

وليكن المثال الاعلى في العدل قضية أقرار مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، صمويل «ساندي» بيرغر الذى خدم مع الرئيس السابق بيل كلينتون ، بأنه استولى على وثائق سرية من الأرشيف الوطني، أثناء التحضير للتحقيق في هجمات 11 سبتمبر 2001، واعترافه بأنه مذنب بالاستيلاء على نسخ من خمس وثائق من الأرشيف الوطني في أواخر عام 2003 أثناء إعداد شهادته أمام لجنة تحقيق في الهجمات وتمزيقه ثلاثة من تلك الوثائق ولهذا مثل امام محكمة اميركية ، لانه مزق الوثائق ( البيان الامارتية 3 نيسان2005) ، اليس حريا بنا ان نفتش ونحاسب سراق المبلغ اعلاه مهما كانوا ومهما كانت مراكزهم لكي نحقق العدالة .

بارك الله في كل النوايا الطيبة التى تريد للعراق وشعبه غدا افضل ومستقبلا زاهرا وبارك الله بمن سعى وعمل عملا مخلصا سيخلده في سجل الخالدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح