الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا مَنْ قالوا لكِ عنْهُ

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2013 / 3 / 18
الادب والفن


أنا مَنْ قالوا لكِ عنهُ، ليس لي أيادٍ أكثرَ مما للشجرِ أو للحنينْ، ربَّيتُ قلباً على التوبةِ عن الدُّنيا، وكانَتْ لي حُرُوفٌ لا تُطيعُ سواي، يعرفُ خُطوَتي كلُّ شِبرٍ في الصحاري، كلُّ شبرٍ في السواحلِ، كلُّ شبرٍ في الثلوجِ، كلُّ شبرٍ في شاطئٍ، وتعرفُني الكائناتُ التي لا تعرفُ إلا جِنْسَها، أعبِّئُ مخلاتي بالأقمارِ حديثةِ الولادةِ التي فَقَدَتْ أمّهَاتِها، أرعاها كزَهرةِ بازلاّءٍ وحيدةٍ في رأسِ جبلْ، أرضعُها حليبَ الشمسِ وتباتُ كالأطفالِ العاديّينَ في سريرِ القلبْ، وحدَهُ المطرُ يعرفُ موعدَهُ معي، فلا يأتي مطلقاً حينَ أطلُبُهُ.

[وحينَ تصدّقينَ ما تسمعينَ، أكونُ قد صرتُ شيئاً آخرَ غيرَ ما قالوا]

أنا مَنْ قالوا لكِ عنهُ، سيّدٌ في مملكةٍ لا أملُكُها، قدّسوا حيرَتي، لم آتِ معجزةً ولم أُنزِلْ طائراً من غيمَةٍ إلى يدي، وما كانَ العشبُ ينمو تحتَ خُطْوَتي، لكنَّهُم أقاموا طقوسَهم مع ذلكَ، وصارَ الطقسُ قدّيساً وحدَهُ وصرتُ رمزاً لا يعترفُ بي من آمنَ بظلّي، فلم أفهم كيفَ يُعْبَدُ ظلٌّ ويُتْرَكُ صاحبُهُ عارياً بينَ القبورِ البيضاءِ التي بُنِيَتْ باسمه، كانوا يتصدَّقونَ عليَّ مما يقدمونهُ قرابينَ لي، فصرتُ أعبُدُ ما يعبُدونَ فنسيتُ مَن يكونُ هذا الظلُّ، ومَنْ يكونُ هذا الأنا.

[لا يُدْهشُكِ أن تفلِتي حصاناً في البرّيّةِ فيعودُ إليكِ وقتاً زائداً عن قدرتِهِ على الجريِ]

أنا مَنْ قالوا لكِ عنهُ، أشتري الجنونَ وأبيعُ الناياتِ على بابِ القصرِ، وأخلدُ للراحةِ ساعةَ حضورِ المراسمِ الكبيرةِ، أساعدُ الطيّبينَ في حملِ زهورِهمْ حين يرحلونَ مجبَرينَ عن أغنياتِهم، وأُزْهِرُ في الثلجِ وفي القيظِ وفي الوِهادِ التي بلا سكانٍ، لا أحمِلُ جوازَ سَفَرٍ إلى أيِّ مكانٍ ولا أطيقُ خديعةَ السياسةِ، وأنا الذي يتركُ حُلمَكِ في الفجرِ خفيفاً وخالياً من الدّمعِ والعقارِبِ، فليكنْ لنومِكِ القصيرِ حجَّةً يتباهى بها أمامَ الغرباءِ فيما أنتِ تفقدينَ غابةً كلَّ صباحٍ ويظهرُ نهرٌ على بابِكِ رغمَ ذلكَ.

[فلتُدْرِكِي أنَّنِي قد أَتَنَكَّرُ يوماً في زيِّ غابةٍ أو نهرٍ أو قطَّةٍ أو سماءْ]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خالد جمعة الكاتب
صفية سليم ( 2013 / 3 / 19 - 10:52 )
بصراحة نحن كنا نراك في الجاليري الثقافي قبل أن يتم تدميره، ولكنك أنت للاسف و الجوقة التي تلتلف حولك هي أسوأ من مزيفة، أنت يجب أن تتحدث و الجميع يجب على ان يستمع لوصفاتك البهية، و الاغبى من ذلك كله أن ينتهي استماع اصدقائك الصبيان بالتصفيق لكل ما تقوله.. أتساءل اين كنت ستستطيع أن تكون اي كاتب او شاعر و له اي مؤلف لولا انك موجود في غزة؟؟ أعتقد يا عزيزي الكاتب أنه أهم ما كنت ستصل اليه في مكان محترم هو أن تقوم بدور المعلم الذي يأتون إليه بابريق الماء حتى لا يلوث نفسه بعد انتهائه من الطعام، و لكي يبقى نظيفا!! كن بخير و مع مزيد من الكتابات التي لا يكترث لها أحد لانك كاتب مزيف!So Fake..


2 - تحية
خالد جمعة ( 2013 / 3 / 20 - 16:41 )
السيدة صفية، شكراً على رأيك الناضج
السيد محمد تونسي هنيئاً لك بما سمعت وأتمنى لك مزيدا من السمع

اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا