الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس بيد الإخوان وحلفائهم ولكن بيد المخابرات الغربية

غادة عبد المنعم

2013 / 3 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



فكرة نشوء الإخوان وباقى هذه الجماعات بهذا الشكل هى فكرة وردت للمخابرات الأمريكية عام 1920 والفكرة تتلخص فى إنشاء جماعات متدينة شديدة التطرف لا يلتزم المنضمين لها بكل فروض الدين (ولا حتى شكليا) فهم يتغاضون عن إلتزامهم بالدين تعاملات وفرائض فى السر والعلن ويبررون دائما لأنفسهم عدم إلتزامهم بمبررات فى الدين نفسه، لكنهم يتميزون بتعنت شديد فى الفكر وعدم تجاوب مع أفكار الآخرين وإعتقاد راسخ بأن كل جميل هو مخالف للدين وكل متعة هى مخالفة للدين وأنه مع ذلك فلهم الحق فى التمتع وحدهم بكل جميل وكل متعة والحصول على كل بهجة وحدهم، ومنع الآخرين من الحصول عليها لأن الدين يحرمها، ولا يحبون إلا من ينضم لجماعتهم ولا يشعرون بالراحة النفسية إلا مع أشخاص من جماعاتهم وهم يتعاملون مع باقى البشر من غير المنضمين لهذه الجماعات بمبدأ الحيطة (التقية) وكأن كل ما عدى المشاركين فى جماعتهم هم أعداء هم ، وكأنهم ضعفاء جدا وأعدائهم أقوى كثيرا، لذا لابد من التعامل معهم بمكر وبدون صراحة وبلف ودوران، ولابد من ذكر معلومات متضاربة لهم عن أنفسهم وعن أرادئهم وعن الدين وعن ما يعتقدونه حقيقا حتى يمكن دائما العثور على فجوة تبرر ما يفعلونه من مخالفات للمنهج المتشدد الذى يطالبون غيرهم بإتباعه، جماعات تشعر طوال الوقت بأنها مهددة وأنه لا منجى من هذا التهديد إلا بضم المزيد من الأشخاص للجماعة وحتى يتم ضم المجتمع كله للجماعة..
بالطبع لاقت الفكرة ترحيب من بريطانيا التى كانت تحكم امبراطورية استعمراية ضخمة وبدأت على الفور محاولة تنفيذها عبر المخابرات الأمريكية فى عدد من البلاد. نفذتها على اليهود وكونت ما عرف بالجيتو اليهودى فى الدول التى تحكمها إيطاليا وألمانيا، ونفذتها على المسيحين لتكون جماعات من نوعية اخوان يهوه، وجربتها على المسلمين لتكون ما يشبه طوائف دينية جديدة فى لبنان ومصر والبحرين والسعودية كالوهابية والصوفية بشكلها الحالى فى مصر – وكان هدف ترسيخ الفكر الوهابى والصوفى والدرزى والبهائى تغير الدين الإسلامى - وجربتها بطول وعرض مستعمراتها، ومن ضمن من أمكن لها حثهم على تكوين جماعة بهذا الشكل حسن البنا.
ولابد هنا من ذكر حقيقة أن المخابرات الأمريكية والبريطانية كلاهما قد تمكن لهما منذ عام 1900 استخدام تقنية الموجات لبث أفكار للمواطنين، حيث أنه مباشرة وبعد تطوير ماركونى مخترع الراديو لعدد من الإكتشافات والإختراعات الموجية والتى تحفظ بشأن نشرها على العامة وقام ببيعها سرا لمخابرات 8 دول أوربية منها بريطانيا التى قامت بنشرها فى مستعمراتها أمكن للمخابرات البريطانية ومخابرات مستعمراتها ومنها المخابرات الأمريكية والمصرية استخدام جهاز فى حجم الجرامافون (محرك الاسطوانات) لبث أصوات تسمع مباشرة فى الدماغ ولا تسمع بالأذن وتبدو تماما كأنها تفكير ناتج عن الشخص وليست أصوات تنتشر حوله وكان مدى هذه الأجهزة يصل لواحد كيلو متر وكانت تحمل فى عربات تلف البلاد لتنشر أفكار ترغب المخابرات فى نشرها هذا فضلا عن وضعها فى بيوت ومراكز تابعة للمخابرات وتشغيلها ليل نهار وكانت الأفكار التى يرغب فى نشرها تسجل على إسطوانات تشبه تماما اسطوانات الأغانى من حيث الشكل لكن المادة المصنوعة منها تختلف قليلا وكانت تقنية التسجيل بسيطة حيث يقوم ضابط مخابرات بترديد عدة جمل فى ذهنه وكأنه يكلم نفسه وكان يرددها وهو يضع سماعة مكبر على رأسه تقوم بتكبير الصوت الداخلى (والذى عرف أنه يتكون من موجات تحت راديو) ويتم التسجيل بهذه الطريقة.
إذن أمكن فى عام 1920 أن يتم تسجيل أفكار أو أصوات داخلية تقول للمصريين – مثلا- "الواحد لازم يحتمى بدينه وميخليش أى حد يحس باللى بيعمله.. لازم أعمل جماعة مخلصة ليا وأتولى قيادتها وأسلحها وأضحك على بريطانيا والملك وآخد حكم البلد ..سيبك من سعد زغلول ده زنديق كافر ..سيبك من النحاس ده كلب الإنجليز..... وهكذا"
وتم بثها بطول ريف مصر وإنتظرت المخابرات النتيجة بعد إذاعتها لهذه الأصوات التى تسمع داخليا وخلال تسع شهور كانت هذه الأفكار قد كونت جماعة الإخوان المسلمين بعد تحمس حسن البنا لفكرة القيادة والتحول لملك لمصر ولأفكار العمل السرى الملتبس بغطاء دينى متشدد وفد أدهش الإنجليز وقتها حقيقة أنه لم يتقدم غير البنا وحده لتسجيل هذه الجماعة والحصول على موافقة لإنشائها لذا صنفوه كأغبى سياسى مصر (وكانوا مغرمين بالتصنيفات)، وكان البث الفكرى للأصوات الذهنية يسلط ست مرات أسبوعيا على منطقة بيت حسن البنا من عربة تدور فى المدينة القريبة وتتحرك منها لتقترب من قريته وقد استمر هذا الوضع تبعا للمخابرات المصرية حتى موته وكانت هذه العربات تبث أفكار ترغب المخابرات التى تولت هذه العملية (المخابرات الأمريكية ) تلقينه به وإستمر التسليط الموجى على أعضاء هذه الجماعة والجماعات الأخرى التى ظهرت بعد عقود بإستخدام إجهزة إرسال أرضى تحولت من الجرامافون المحمول فى عربة لمحطة إرسال راديو أرضية ثم لمحطة إرسال بث تليفزيونى تجريبى يؤدى لرؤية هلاوس بصرية وأخيرا فى عام 1957 تحولت ومع إطلاق أول قمر صناعى لبث عبر القمر الصناعى.
هذه اللمحة التاريخية التى حصلت عليها عبر أبحاث قمت بها ومعلومات سربت من ثلاث أجهزة مخابرات هى المخابرات المصرية والبريطانية والأمريكية تظهر القالب الذى يحوى الفكر الإخوانى وكل فكر الجماعات الإسلامية السرية وهو قالب فكرى أعد مخابراتيا وتم تلقيه ليحول كل مشارك فى هذه الجماعات لشخص غير سوى مسكون بهاجس التخفى وعدم المصارحة والمغالطة بشأن تصوراته والكذب ليل نهار وبلا مبرر وأيضا بتدمير الجمال لأنه مخالف للدين والتمتع سرا به لأن الله حلل لهم كل المتع، هذا النمط الفكرى هو ما حولهم جميعا إخوان وسلفيين وأمر بالمعروف وإخوان يهوه وغيرهم لأعداء للفن وللجمال حريصين على التمتع به سرا (كرؤية أفلام البورنو مثلا سرا) مانعين أطهر أشكاله من الإنتشار علانية وهم على ذلك بمثابة قنابل متفجرة طويلة البقاء تتنقل من مكان لآخر وهى تدمر كل ما حولها.
المقزز هنا هو أن المخابرات البريطانية ومخابرات الولايات المتحدة قد صنعت هذه القنابل بفكر وسلوك غير بشرى وبلا حرص على أن يتحقق فيهم ولو الحد الأدنى من الإنسانية والحضارة المعاصرة، والمقزز هو أن ورثتهم من المخابرات المحلية الذين أبقوا على صلة قوية بالراغبين فى تدمير دولهم من أجهزة المخابرات الغربية هو أنهم فضلا على موافقتهم على تشكيل سلوك نسبة من السكان لتتحول لقنابل تدمير للمجتمع والبشر والحضارة فقد أبقوا أيضا على نموذج السلوك الحقير الذى خططته لهم الولايات المتحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه