الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لله يا محسنين ....رشاوى قليلة تدفع بلايا كبيرة

زينب منصور حبيب

2013 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية




لقد أشارت لجنة النزاهة البرلمانية، عن ظاهرة انتشار الفساد المالي والإداري، واختلاس المال العام في دوائر الدولة ومؤسساتها، وأن الكتل السياسية المتنفذة في السلطة "تحمي فاسديها".
كما ارتفعت نسبة الرشاوى "القليلة" (مثل كارت رصيد للهاتف، أو مبلغ لا يتجاوز ألـ 25 ألف دينار) "لا تؤثر على الأمن الاقتصادي للدولة، لكن إذا وصلت هذه الرشاوى إلى مستوى مسؤول كبير، فإن هذا يعني تخريب لاقتصاد الدولة".
إن حالات الفساد لدى المسؤولين الكبار "موجودة ومثبتة لدى هيئة النزاهة"، وهناك ملفات كبيرة فتحت قبل سنوات، لكنه وبسبب "المجاملات السياسية" أغلقت تماماً، وهذه الحالات لا تدخل جيوب المسؤولين ولا تكبر كروشهم، بل تدخل في حساباتهم السرية.. وفي شراء الفلل والبيوتات الضخمة في كافة أرجاء العالم..وقد تستخدم بعضها لشراء الذمم.
وعلى ذكر الكروش نذكر:
كان أحد الملوك القدماء سميناً كثير الشحم واللحم يعاني الأمرين من زيادة وزنه فجمع الحكماء لكي يجدوا حلاً لمشكلته ويخففوا عنه قليلاً من شحمه ولحمه، لكن لم يستطيعوا أن يعملوا للملك شيء.
فجاء رجل عاقل لبيب متطبب.
فقال له الملك: عالجني ولك الغنى.
قال: أصلح الله الملك أنا طبيب منجم دعني حتى أنظر الليلة في طالعك لأرى أي دواء يوافقه.
فلما أصبح قال: أيها الملك الأمان.
فلما أمنه قال: رأيت طالعك يدل على أنه لم يبق من عمرك غير شهر واحد فإن اخترت عالجتك وإن أردت التأكد من صدق كلامي فاحبسني عندك، فإن كان لقولي حقيقة فخل عني، وإلا فاقتص مني.
فحبسه ... ثم أحتجب الملك عن الناس وخلا وحده مغتماً ... فكلما انسلخ يوم أزداد هماً وغماً حتى هزل وخف لحمه ومضى لذلك ثمان وعشرون يوماً وأخرجه .. فقال: ما ترى؟
فقال المتطبب: أعز الله الملك أنا أهون على الله من أن أعلم الغيب، والله إني لا أعلم عمري فكيف أعلم عمرك!! ولكن لم يكن عندي دواء إلا الغم فلم أقدر أجلب إليك الغم إلا بهذه الحيلة فإن الغم يذيب الشحم.
فأجازه الملك على ذلك وأحسن إليه غاية الإحسان وذاق الملك حلاوة الفرح بعد مرارة الغم.
أن موازنات الدولة على مدى السنوات الماضية وصلت إلى أرقام ضخمة، قابلها تدهور كبير في جميع مفاصل الحياة المتردية رغم صرف مبالغ كبيرة من الموازنات التي رافقها تناسب عكسي مع مستوى الخدمات وتفشي الفساد المالي والإداري واختلاس المال العام واستغلال المناصب وغياب النزاهة، والبطالة، وفوضوية التخطيط، وانعدام الاستثمار بسبب التردي الأمني التي بمجملها حالت دون ذلك".
الغريب في الأمر أن هذا الطبيب المتطبب الذي ذكرناه في القصة لا يستطيع تطبيق حيلته على المسؤولين العراقيين فليس هناك من يحمل كرشاً، فكلهم ممشوقي القوام، ولكن أموالهم هي التي تكرشت..كما أنهم لا يصابون بـ (الهم) و(الغم)، فالـ (الهم) و(الغم)، يصيب الشعب وحده.
إن (الهم)، والفقر والجوع والعوز، كلها تذيب الشحوم، حتى غدا الواحد منهم مثل (عصاكيل زوجة بباي)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ