الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو الرمز الوطني؟

غازي الجبوري

2013 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرا ما نسمع عن تبجح البعض بأنهم رموزاً وطنية او هناك من يعدهم هكذا ، وانه لا يجوز التطاول أو التجاوز عليهم بأي شكل من الأشكال عادين أنفسهم مقدسين ومزكيين ومنزهين عن أية شبهات أو إجراءات قانونية أو اتهام أو مسائلة سيما السياسيين والمختصين بالأديان.
ولتوضيح هذا المفهوم للمعنيين من القراء وعموم المواطنين نعرف "الرمز الوطني" بأنه المواطن الذي يناضل من اجل مبادئ الحق والعدل ومن اجل نيل الوطن استقلاله وحريته والمواطن حقوقه المشروعة وفي مقدمتها توفير مقومات العيش الكريم والاحترام اللائق به والذي يضحي بأغلى مايملك من اجل هذه الأهداف النبيلة بما في ذلك حياته ناهيك عن أمواله ومصالحه الشخصية بالأفعال دون الأقوال.
وفي العراق فان الرموز الأوائل بالنسبة لنا هم الأنبياء والرسل والمؤمنين الذين توفوا الأنبياء والرسل وهم راضون عنهم أو اخبروا أن الله تعالى راض عنهم أو بشرهم بالجنة.
أما الباقين فهم على نوعين :
النوع الأول هم الذين ناضلوا وضحوا سراً ولم يعلنوا ذلك لأحد إما طمعاً في أعلى ثواب من الله تعالى أو لحماية أنفسهم من الأعداء الذين يناضلون ضدهم حفاظاً على زخم قوة جمع المناضلين وعدم إضعافهم أو لحماية أنفسهم ليس خوفاً من الموت وإنما للحفاظ على استمرارية النضال.
النوع الثاني هم الذين علم الناس بما لايدع مجالاً للشك بأنهم يناضلون ضد أعداء الوطن والمواطن من أعداء أجانب محتلين أو من حكام ظالمين للشعب ولا شبهة في ذلك عليهم وقد يكونون هم من يعلنون عن أنفسهم لحث وتحفيز وتشجيع الآخرين على الحذو حذوهم لزيادة توهج شعلة النضال لحين تحقيق الأهداف وليس للشهرة أو لتحقيق مكاسب شخصية.
ولذلك فإننا نعد كل من قاتل المحتل الأجنبي سرا أو عرف علنا رمزاً وطنياً وهذا ينسحب على كل الأزمان بما في ذلك الاحتلال الأمريكي ولم يثبت وجود غيرهم لحد الآن سوى من تعرضوا للاغتيال ممن ناضلوا ودافعوا عن حقوق المواطن الذي يعاني منذ قيام دولة العراق وليس بسبب صراعهم السياسي لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية أو فئوية.
وعلى هذا الأساس فإننا لا نجد من السياسيين العراقيين من ينطبق عليه هذا الوصف منذ 1920 ولحد الآن إلا ماندر عدا من قاتلوا المحتلين على مدى تاريخ العراق وهذا يشمل من قاتلوا المحتلين الترك والفرس والانكليز وأخيرا الأمريكان ومنهم من عرفناهم مثل قادة ثورة العشرين والمشاركين فيها ولم نعلم بعد عن من قاتل الاحتلال الأمريكي الأخير وفي كل الأحول فلهؤلاء منا كل الإجلال والإكرام والتقدير فهم تاج رؤوس العراقيين وحماة الديار الحقيقيين برغم إنهم مجهولون.
ومن يدعي غيرهم من السياسيين سيما أعضاء مجلس النواب الذين شهد المواطن العراقي على عهدهم في الدورتين السابقة والحالية ليس فقط عدم نيل أي حق من حقوقه بل شهد أقسى وأبشع الانتهاكات التي طالت حتى أعراض العراقيين حسب مايتهمون بعضهم بعض به فعليه أن يثبت ذلك بطريقة بسيطة وهي أن يقدم مشاريع قوانين تكفل هذه الحقوق ويمتنع عن استلام راتبه مالم يحقق للمواطن الحياة الكريمة من صون كرامته وعرضه وتوفير المال المناسب والسكن الملائم والرعاية الصحية المطلوبة والتي جميعها مفقودة حالياً برغم كفالتها في الدستور في باب الحقوق والحريات سيما المادة (30) والذي كتبوه بأنفسهم ولم ينفذوا شيئا منه سوى إفراغ خزينة أموال الشعب في جيوبهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها