الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام كاريكاتيري / الزم الدخل بايدك

سلمان عبد

2013 / 3 / 18
كتابات ساخرة


قبل فترة ، رسمت رسما كاريكاتيريا سخرت به من " الفايخين " وكان عن احدهم عندما اصيب بزكام ، وزوجته تشير عليه ان يسافر لاوربا للتداوي ، والكاريكاتير ، هو عالم متخيل غير واقعي ومبالغ به ، لكن يبدو ان ما رسمته قد حدث بالواقع ، حيث ان مجلس النواب صرف مبلغ اكثر من تسعة ملايين دينار لمعالجة " اسنان " احد الفايخين في الاردن ، وحين نقرأ او نشاهد حالات الفقر التي يعيشها المكاريد قد لا نصدق ونعتبرها نوع من المبالغة يستغلها الاعلام " المغرض " للنيل من اداء اهل السلطة .
لي صديق ، متقاعد ، ودود ، لا تفارق البسمة والضحكة وجهه ، يفيض سعادة ، قبل ايام التقيت به وسالته عن احواله ، ولاول مرة اراه على غير عادته ، كئيبا ، واستوضحت منه عن السبب ، شكى لي ، وليس من عادته الشكوى ابدا لكن الامر على جانب كبير من الاهمية قال : اتدري انني وعائلتي ليومين لا نجد ما ناكل الا ما لدينا من خزين العدس والفاصوليا ، مع انني وزوجتي كما تعلم كل امراض الدنيا تستوطننا ، وزوجتي تشكو من مرض اضافي وهو وجع ممض في الكلى ولا نستطيع تدبير اجور الفحص او الطبيب ، استغربت من كلامه ، وقلت له : يا اخي الست تاخذ راتبا تقاعديا ؟ الا يكفيك ؟ ثم لديك اولاد اعرف انهم في حال ميسورة ، قال : نعم ، هذا صحيح ، فالراتب شحيح لا يكفي ، وينتهي بظرف ايام ، لاننا نستهلكه بشراء الادوية لي ولزوجتي و الادوية غالية جدا خاصة ما كان منها بما يسمى " اصلي " ثم ان الاولاد لا يقصرون اطلاقا حين " تدج " الامور ، اضافة الى ما يجودون به علينا بين اونة واخرى ، ولا اريد ان اثقل عليهم اكثر من هذا ، فاننا نتحمل ما نحن فيه ، وقد اتعبت اولادي معي ، من كثرة مطاليبي ، والى متى ؟ , لقد المتني حقا حالة صديقي ، وقلت له كنت احسدك على ما انت فيه ويبدو ان المكاريد من نباشي المزابل حالهم اهون من صاحبي الذي سلخ اكثر من ثلاثين سنة في خدمة الدولة ، فقلت له : كنت احسدك واظن بانك من السعداء ولا ادري بان " الحار جوة يا خيار " ضحك وقال " صيت الغنى ولا صيت الفقر " فلا تغرنك المظاهر يا صديقي ، ونظرا لخفة دمه وروحه المرحة قص علي هذه القصة :
جيء للقاضي ايام العهد الملكي بـ ( قوادة ) كان بذمتها دين لم تقم بتسديده ، فنهرها القاضي وطالبها بتسديد الدين خاصة وان مهنتها كما هو معروف تدر عليها ربحا ليس بالقليل ، فقالت له : يا حضرة القاضي ، لا استطيع سداد الدين ، جملة او باقساط ، لان الشغل واكف ، والنيّا .... قل عددهم ، فاشمأز القاضي من كلامها وصرخ بوجهها وانبها ، وظنت القوادة ان القاضي لم يقبل عذرها ولم يصدق قولها فقالت له : والله ، ان ما اقوله صحيح ، امورنا تعبانة والناس ما تعرف ، عليها بالظاهر ، وان لم تصدقني فتعال ، والزم الدخل بايدك واقبض الوارد بنفسك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟