الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوادر طبية في حيرة من أمرهم

محمود القبطان

2013 / 3 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



كوادر طبية في حيرة من أمرهم!

تفتخر الشعوب,في كل أرجاء العالم,بكوادرها العلمية والأدبية ,تفتخر بمبدعيها من المثقفين والفنانين,في بناء أوطانها, وتحاول دول العالم أن تقدم التسهيلات لمبدعيها ولكوادرها كافة التسهيلات لإبقائها داخل الوطن لبنائه وتطوير شعوبها والاستفادة من الخبرات التي تلقوها من العالم وفي كافة المجالات.. إلا في العراق فتحاول بعض القوى الظلامية إبعاد كل الكوادر بكافة الطرق المتاحة سواء عبر الإرهاب بطرق القتل أو بواسطة الميليشيات وقد انتشرت"ثقافة"القتل بالكاتم للكوادر الطبية والعلمية دون أن تحرك الحكومة أي ساكن لإسكات هذه الأصوات النشاز لتصفية الحسابات في إبعاد كل ما هو خيّر ونافع للبلاد.

1:الكوادر الطبية
لم أفكر يوما بالهجرة من العراق ,كما هو حال معظم الزملاء الأطباء,لولا الأوضاع السياسية المتقلبة في العراق.ومن شاهد الحروب والعذابات التي عان منها الشعب العراقي عامة والكوادر العلمية خاصة ومنهم الأطباء جعل التفكير بطرق مبتكرة لترك العراق مع علم الجميع بخطورة هذه الخطوة في حالة فشلها.
كنت قد تعرفت على أكثر من زميل في مدينتي وفي مدن أخرى وقد التقيت من يريد,وبإلحاح الرجوع للوطن لاسباب عدة ومختلفة والبعض الآخر من لاق ما لا ق من عذابات وخيبة أمل وتهديد بالقتل على يد على يد"العشائر"وطلب بعشرة دفاتر بسبب موت مريض مُسن ,مثلا,فأصبحت هذه ظاهرة مخيفة للأطباء مما يدعوهم في التفكير أما لترك كل ما هو في اختصاص الجراحة أو لترك البلاد لعباد شوهوا سمعة العراق وشعبه وحيث دولة لا تحرك ساكنا للجم هؤلاء القتلة والسراق والفاسدين.
مع عوائل عراقية طبية كنا قد اعتدنا على اللقاء بين فترة وأخرى وفي كل مرة عند احد الزملاء.وكنت مع زميل آخر في حماس للرجوع للوطن,وكنا قد قدمنا أوراقنا العلمية للبعثات.وقد خرج علينا احد "فلتات" العلم الجديد في بغداد بوجوب تقديم امتحان جديد حتى لو عملنا العمر كله في أوروبا.الزميل هذا غادر الحياة قبل أيام بصورة فجاءت الجميع وبقت أمنيته في الرجوع للوطن دون تحقيقها.كان رحمه الله متدينا وسطيا وجميل المعشر يحترم الجميع,صادقا في حماسه من أجل الرجوع للعراق لخدمة وطنه وشعبه,لكن الموت كان أسرع من كل أمنياته,مع الأسف.حضر مجلس الفاتحة للمرحوم الزميل الراحل جمع غفير من عراقيي المهجر ومن بينهم كنا 11 من الزميلات والزملاء من بينهم 9 عراقيين ,وأكثر ثمانية منهم من نفس المدينة.بالمناسبة:في دولة"الكفر" أقام القسم الذي كان يعمل فيه بمجلس عزاء خاص بفرش سجادته التي كان يصلي عليها في القسم نفسه ,في صالة في القسم وأشعلت الشموع وقرأ القران رئيس القسم وهو طبيب ليبي وأمام باقي موظفي القسم من الأطباء والممرضات.رحم الله الراحل أبو حسن
طبعا هناك أكثر من 15 طبيبا وطبيبة عراقيين في اختصاصات مختلفة في هذه المدينة. فهل يقوم هؤلاء الأطباء بتطبيب المرضى والتي يتحملون مسؤولية كبيرة في هذا البلد البارد جدا أم هم تعرضوا لما يتعرض له الطبيب العائد الى العراق؟كلا,الطبيب الأخصائي القادم من العراق بعد تقديم الوثائق ويقدم امتحان اللغة يمنح هوية الممارسة من أعلى المؤسسات التي تعني بشؤون الأطباء,وبعد فترة عمل تجريبي للتعرف على الروتين السويدي يمنح شهادة اختصاص.وعلى حد علمي انه لم يفشل أي طبيب عراقي في عمله وأنا هنا منذ أكثر من ربع قرن.فهل المريض السويدي أقل قيمة من المريض العراقي؟هذا ما أتركه للجنة تقييم الأطباء وشهاداتهم في بغداد.

2: ولكن...ماذا حدث للسيدة الملحق الثقافي في استكهولم؟
بعد مراجعة أكثر من طبيب واحتجاج على فرض امتحان للأطباء الذين حصلوا على اختصاص من السويد وقدموا رسالة الى الملحقية الثقافية هنا,وبدورها الملحق الثقافي السيدة الموسوي بعثت بالطلب الى المالكي ,ولكن لسوء الطالع علم علي ألأديب وزير التعليم العالي حيث تجاوزته بإرسال الرسالة الى المالكي رأسا,وعلى أثر ذلك نُقلت الى أسبانيا حيث لا يوجد أطباء ولا وجع راس لأحد لابل ربما حتى لا توجد جالية عراقية.لكن الأمر لم ينتهي الى هذا الحد,فقد بعثت وزارة ألأديب لجنة"لتقصي" الحقائق حول شهادات السويد الطبية ,فبعد دراسة"مستفيضة"من قبل اللجنة صدر أمرا بتقديم امتحان للأطباء الأخصائيين من السويد على مستوى البورد العراقي وبدرجة نجاح 60% وليست 70% كما هو المعمول به في عراق العلم الجديد.لكن ماذا لو قدم طبيب أشقر وعيون زرقاء,سويدي أصلا وفصلا ليعمل في العراق كطبيب استشاري لفترة قصيرة,هل يكون لزاما عليه أن يقدم امتحان جديد,وماذا إذا كان طبيبا من ألمانيا أو أمريكا أو إيطاليا؟

3:لغز لم أستطع حله!
اللغز الأول-هناك نائب في البرلمان ذاع صيته في البرلمان ,أصبح عضوا في برلمان العراق بحمد ألأصوات التي حصل عليه رئيس كتلته المالكي وأصبح يتحدث بأسم الشعب,يعتمر العمامة البيضاء,فاسد الى حد العظم,عليه أمر اعتقال من السلطات الدنماركية بسبب تهربه من الضرائب وعدم الإفصاح عن ذمته المالية لابل استمراره و عائلته في استلام المساعدات الاجتماعية المالية,وانتقل الى السويد بعائلته .السؤال:من هو هذا النائب الذي يبسمل قبل كل حديث يبدأه ويحمل أكثر من خاتم في أصابعه مع مسبحة؟من يعرف الجواب له جزيل الشكر أن يعلمني به.
واللغز الثاني – من هو الموظف الكبير في الدولة العراقية الذي ظل لفترة طويلة يستلم المساعدات الاجتماعية من السلطات الدنماركية ,هو الآخر,ولم يفصح عن ذمته المالية لهم وكتبت عنه أكثر صحيفة دنماركية باعتبار الحدث أكبر من فضيحة,وفي العراق مازال يزاول عمله؟

لم يبقى إلا أن استفسر من وزير التعليم العالي ومن وضع الشروط التعجيزية أمام الكوادر العراقية والمبدعين:ايهما أفضل للعراق باستيراد الأطباء من دول العالم,الهند وغيرها وصرف الأموال الكبيرة عليهم رواتبا وسكنا وحماية أم تشجيع الكوادر العراقية الطبية وغيرها بأقل الخسائر والتكاليف بالرجوع للوطن؟وماذا لو مات أحد المرضى على يدي طبيب هندي؟هل سوف تأتي الأعلام العشائرية لتطلب عشرة دفاتر فصل أم تقتل الطبيب الزائر؟
هكذا يُبعد الإنسان المناسب من المكان المناسب في عراق المحاصصة التوافقية المليء بالفاسدين والسراق.
د.محمود القبطان
20130318








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر