الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لملح البكاء سرانية

ماماس أمرير

2013 / 3 / 19
الادب والفن


كسل يوميّ يجرّ حنيني
مجدولة روحي
لمساء نعاسه يومئ للزوايا بأن تتظاهر بالغياب

ترتخي على الأرصفة أقمار مثخنة بالسكينة
ومنعطفات شتى


هكذا كان الزمن مرهقا
في أدغال روحي

وأنت في ذاكرتي شجن كثيف
يعبث بخاصرة العشق


حين يقتحم المدى شطآن عينيك
و حين أسراب الهوى
وبعض البجع الهادئ
يراقص ماء أحزاني

ألوذ بقطعان قلقي
فهل من ثمالات السوناتا يأتي
نزف جراحي؟

آه....لأشرعتك احتيالٌ على ريحي
و لأهدابي غفوة صلاة في محراب المدى



مساءٌ حزين
ديباجة دفقٍ إلهيٍّ
وفُُجاءة النبض على وجعي
ترنيمة مبتلة بأحزان الأنبياء

و لهب قديم
رماده ينام في مواقد شوقي

كهشيم ساق جسدي
يذروني عشق بين مآقي الريح
و العناوين الضائعة مضغة الليل
تتكاثر في ضياع العتمة

وأنت في شراشف الدهشة منغمسٌ
ألملم أسرّتك المبعثرة
من غزوات الشبق

أقطف ما تبقى من خجل البنفسج
أسكبه بكأس وريدي
ثم أسقيك حتى الموت

ونديمي هذا الكسل الجميل
المتعرش بنوافذ القصائد


حين يسترخي صمت الكون
على أغصان روحي
أنسج أغنية المجرات العتيقة

يحملني كوكب إلى حنايا دفئه
يلتهم بلذة أطرافي

ويريق عسلا شهيا
فتهيم مصابيح النجوم
في صدري
وتلتقي الحقول عند ضفافي

و على نعاسي تنبت حبات قمح
فتنتفض مسارب الريح



الآن أدرك بحزن شفيف
أن آلامي عناقيد مبتلة بالندى

فتشبث بطهر ثوبي
وتعلم أن المنامات الصغيرة
لن تمنحك سكرة الكون
أو ومضة الأنبياء

وأن الطرقات الثملة
تعتق نبيذها في سحنة وجهي

فاشرب من قطرات أديمي
ولا تذهب بعيدا

لا تقامر بأحزاني
ولا تلقي بأسوار عشقي العتيق
إلى جنوب نهر مرقط بدماء الصباحات

بل عد لسكرات الليل
وقبل مناماتي المقدسة

تلمس جيدا ما قالته أصابعي
على جسدك ذات سفر مخملي
فهناك نبوءة لصباح أكثر حزنا


لا زال وجهي عابقا
يكابد ممرات أقدار متيبسة

فهل شردتك المتاهات؟
ألا زلت تردد أناشيدك المقدسة بعيدا عني؟



تنثر للقهر أيات منمقة
بديباجة الطهر
ثم تلقي بي جارية بأطراف الغمام


حين يصيبك الغرور بأمطاره الوثنية
و تركب قرص الشمس وحدك
ثم ترحل إلى الله بدوني


ألقي أنا بثديي عرض البحر
وألغي مواسم قدرتي على الخلق
فتموت أحلامك الصغيرة
في ملوحة الوقت


ولا يبقى لك إلاّ بحيرة آسنة
وقليل من الأحلام البائدة
وطوق نصر مهترئ


ولأنني ...مجروحة
بحجم الدهر
تجف القطرة بحلمي
وتنأى إيحاءات الخصب من معابدي
ثم تذبل حدائق الكون


أتلمس أطرافي المتبقية من زمن دفء
فيرحل عشق بهي أسكرني
حتى آخر قطرة تسكبها ريحك


لطهر الرمق أزف أشجاني
وأحزاني المسافرة على أجنحة السنونو

وانثر بذور شهوتي
فجبالي هنا وسهولي!!

أيها المزارع المتراكم فوق طين شهواتي
عبثٌ مواسم عطشك وأسراب السيول بآباري!

اقتربْ فرذاذي المخمليّ
نعاسٌ وسكرةٌ مقدسة
وشبقى ثمالات
تذيق عناديل الشوق
سهر وسهد

على شفقي ينام النهار
وغير نجومي لا يبدد
تجهم عتمتك

حنينٌ أنا
وأزاهير الحب بكفّي


بأي لحن أغويتني
وأي الأساطير كانت تقامر بدمي


على شفاه الغسق دمي وأحزاني تغني
وسرّانية العشق
جذوة غافية لا تحفل بالعابرين
على جداول صمتي

فانت النبي الموعود بأسرار مناماتي


الفراغ بامتداد يدي
والسماء بوسع كفي
و السقم يرتطم بأحلامي
وقصائد من عياء الطرقات المكتظة بخطواتك

شهقة خطواتي
تحملني إلى نشوة مبهمة
في سحر عينيك

فانزع معطفك البارد
واغسل ممرات الشتاء بنبيذي
واجعلني لبلاب عظامك


الدفء يسكن نبيذنا
يطرحني في زمنك سؤالا عسيرا
فلا تتدبر أمورك الساذجة
بأحلام مشنوقة
وتنسى نبوءتك العتيقة
أنك مبشَّر بحمّى دمي...



هنا ملامحي تفتت عنها ملح البكاء
وأصابعي تنزع رغوة الصقيع

فتشبث بخاصرة الورد
واملأ كؤوس الفرح
بشهد شهي

واحملني لخمائل عينيك
لذة قصوى

يكفيني قليل من الندى
لتبزغ صباحاتي
ويستعد عطشي للرحيل ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟