الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة 20 فبراير، مجلس الدعم ، الافاق

وكزيز موحى

2013 / 3 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


حركة 20 ف، مجلس "الدعم"، الافاق.
دأب الشعب المغربي كعادته الدفاع عن النفس و محاولة إنتزاع السلطة لصالحه و بناء نظام وطني ديمقراطي شعبي، بشتى الوسائل الممكنة بما فيها حمل السلاح قبل و بعد المعاهدة الخيانية لإكس لي بان.
إنتفضت الجماهير الشعبية في إطار أجواء ثورية سادت و تسود المنطقة برمتها منذ سنتين. تأسست حركة 20فبراير (ح20ف) في ظل مد نضالي و سياسي عارم. طرحت من جديد مسألة السلطة السياسية والدولة والإقتصاد ورفعت شعارات في هذا الباب أطرت المظاهرات في جل المواقع القوية لح20ف منذ إنطلاقتها و أصبحت الحركة إختزالا وتجسيدا لاحلام ومستقبل شعب بكامله عبر إنتفاضاته و تضحياته العديدة من أجل مصالحه اسياسية، الإقتصادية و الاجتماعية‪.‬
تمكنت الحركة من طرح المشكل الاساسي و الرئيسي لكل الممارسة و الفعل السياسي الشعبي بمشتقاته المختلفة أرغمت النظام القائم للإجابة والمناورة السياسية قبل أن يتمكن من حشد أطرافه و التمكن نسبيا من زمام المبادرة. وبالمقابل، تمكنت الجماهير الشعبية المنتفضة وبمعية طلائعها الثورية هزم النظام و قواه السياسية و فجرت انتفاضات شعبية سحقت سحقا من طرف الاجهزة البوليسية والعسكرية للنظام.و دخلت التاريخ السياسي و النضالي بالمغرب من بابه الواسع عبر صمودها والامها- اعتقالات، استشهادات…

*ح20ف و التحالفات القائمة

عبرت و ناضلت وضحت الحركة بالكثير- شهداء، معتقلين… من أجل نصرة أهدافها السياسية و الاقتصادية، كحركة تحررية و تقدمية نشأت في أحضان المد الثوري المغاربي والعربي من أجل حسم السلطة لصالح الطبقات الشعبية والطبقة العاملة على رأسها و هكذا رفعت شعارات الشعب يريد إسقاط النظام.
نشأت الحركة في أوضاع تتسم بإلتفاف كل القوى البرجوازية حول النظام، كل حسب موقعه، من داخلها و-أو خارجها، ضدا على ح20ف بإعتبارها حركة تحرر وطني، للجمها وإحتوائها ثم التغلب عليها من أجل سحقها أو إضعافها و بالتالي محورة أهدافها لتخدم مصلحة القوى والطبقات الاجتماعية السائدة و نظامها. يمكن القول أن جل التوجهات والمصالح الطبقية و الاجتماعية كانت حاضرة من داخل الحركة مطالبة بالتغيير. تعددت اليافطات و الشعارات كل حسب موقعه الطبقي و الاجتماعي وكان اقواها كما وكيفا شعار الشعب يريد اسقاط النظام، وهذا ليس بامر غريب، رغما عن أن الحركة لم تنتقل بعد الى العمل الواعي و المنظم...
مارست الحركة في شروط تتسم بالتفاف كل القوى البرجواجية حول النظام و تمكنت هذه الاخيرة من اختراق الحركة ذاتها تحت دواعي وشروط سمحت لقوى الظلام أن تتموقع كالحرباء لتنقض على الحركة في الوقت المناسب وكانت ولازالت القوى المشكلة لمجلس دعم الحركة مستعدة لكل مؤامرة ضد الحركة.
التزمت القيادات النقابية( الاتحاد المغربي للشغلم الكونفديرالية للشغل…) بصف النظام كعادتها والتزمت الصمت. وكبلت مشاركة و مساهمة الطبقة العاملة في الحركة التحررية، وقزمت فعلها الى حدود لا يمكن للحركة قلب موازين القوى لصالحها وتحقيق اهدافها المشروعة.
كما التزمت القيادات السياسية لقوى الاصلاح الجديد والدقيم، كل حسب موقعه، موقف المناورة والمهادنة وبالاحرى توجيه الحركة والاستفادة من نضالاتها.

*مجلس الدعم

رغما عن الامكانات الهائلة للنظام و قواه وحلفائه تمكنت ح20ف من أن تتخلص من الكثير من "العيوب" و النواقص. إلا أن هذا لا يكفي أن تكون حركة ثورية صلبة بإمتياز أو بتعبير آخر هناك كثير من العقبات من الضروري التغلب عليها لصقل عودها وغرس بذورها في أعماق أرض الوطن الحبيب.
أعتقد أن من بين عيوب و نواقص الحركة هو "المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير"ذاته !
في غياب قياده جدرية للحركة، فرض مجلس الدعم نفسه وتشكل لمحورة اهداف الحركة حسب ما يراه مناسبا من موقعه السياسي أو إن صح التعبيير من موقع القوى السياسية المشكلة لمجلس الدعم، حزب الاشتراكي الموحد والنهج الديموقراطي...
إن الشعارات السياسية التي لوحت كتابة و جهرا في مسيرات و تظاهرات ح20ف الجماهيرية، تؤكد مطامح ومشاريع وإستراتيجيات قوى و طبقات الشعب المغربي، و تؤكد كذالك، تجادب و تقاطب القوى المشكلة للحركة.
كتبت في ما سبق ( ح20ف بين تقرير المصير و الارتباك، الحوار المتمدن عدد4008 في 19‪.‬02. 2013) ما مفاده أن هيئة المجلس يطرح أكثر من سؤال
أولا لماذا هذا الإسم : المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير؟
ثانيا ماهي الشعرات التي لوحت و جابت مدن و قرى المغرب خلال سنتين من المسيرات و المظاهرات؟
إن أمر السلطة السياسية هو جوهر و عمق كل ممارسة في هذا المجال بالذات. رفض الواقع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي عبرت و ناضلت من أجله ح20ف من أجل مغرب جديد، يعبر عن جدارة أن الحركة تسعى لسلطة شعبية ضد الاستغلال و الاستبداد و الفساد.إختلفت الشعارات و تعددت و كان أقواها و موجهها شعار حسم السلطة لصالح الشعب المغربي. بمعنى إسقاط النظام.

*فماهو شعار مجلس الدعم؟

بالرباط في 25 فبراير 2013 صدر بلاغ المجلس الوطني لدعم الحركة مما جاء فيه أن الحركة تناضل من "أجل من الدولة المخزنية الى الدولة الديموقراطية، دولة الحق والقانون…".
لسنا في حاجة لتوضيح معاني شعار المجلس وهذا لا يعفينا من التذكير أن هذا الشعار هو نفسه شعار الملكية البرلمانية المؤطر لممارسة واستراتيجية الحزب الاشتراكي الموحد و "الجديد" او البديهي الان هو توقيع هذا الشعار من طرف من يعتبر نفسه استمرار الحملم، النهج الديموقراطي. الملكية البرلمانية، الدولة الديمقراطية، دولة الحق والقانون، الخ، هذه الشعارات هي لب وموجه وبوصلة قوى اليسار الجديد-القديم المتربع، في غياب قيادات حقيقية لكركة 20 فبرايدر، على كراسي هذه الحركة التواقة للتحرر وبناء مغرب جديد. هذه القيادات المستعدة للتحالفات حتى مع قوى الغدر والظلام. طلع علينا عبدالله الحريف، الكاتب السابق للنهج الديمقراطي، بدعوته "لليسار المناضل" للتحالف مع القوى الرجعية "العدل والاحسان"( أنظر موقع لكم.كم).

* تحديات الحركة و العمل الان

سجلنا ان الحركة لم تتمتع بعد بويع سياسي و اديولوجي و تنظيمي يمكنها من تناول قضاياها في شروط و مناخ تتستطيع ملامسة واقعها و الاجابة عن معضلاتها السياسية و التنظيمية. الا ان الحركة اقدمت مؤخرا و برهنت على قوتها الخلاقة في الابداع و التصدي للنظام عندما تتمكن من بعدها واعماقها وجدورها الشعبية. إن المعارك بزايو، بودنيب، وغيرها من المواقع من ضمنها معارك المعتقلين السياسيين والمعارك العمالية بمختلف الوحدات الانتاجية، تؤكد من جهة على عمق الحركة ومدى سيرها في طريق نصرها. هذا النصر الذي لن يتئتى الا بطرح وتأطير ممارستها وفق شروط التغيير الجدري بما يعنيه تغيير النظام.
إن مناضلي الحركة بمختلف مواقعهم النضالية والسياسية معنيون بما يحاك ضد حركة التحرر بالمغرب. معنيوون بدعمها، الانخراط فيها، حمايتها، تجديرها و تنظيمها.
اعتقد ان الحركة منذ سنتين راكمت مايكفيها من خبرة واستنادا الى تاريخ الحركة الثورية بالمغرب و على المستوى الجهوي و العالمي، يمكن لها ان تتقدم بخطى صلبة وواثقة شرط التحامها ببعدها الجماهيري و الشعبي في اطار رؤية التغيير الجدري للنظام.
اول محك للحركة هو فرز قياداتها المحلية و الجهوية و الوطنية دون السقوط في فخ القوى "الصديقة" و اللتي تدعي و تمتهن الدعم ثم قوى الظلام.إن صيغة التنسيقيات المحلية و الجهوية قد تكون صيغة من الصيغ لتصليب وتجدير الحركة.
اعتقد ان الحركة الثورية بالمغرب انتجت مناضلين قادرين على تنظيم وقيادة الحركة على المستويات المحلية، الجهوية والوطنية، شريطة تموقع المناضلين ذهنيا و فعليا للقيام بمهامهم النضالية و السياسية تجاه الحركة.
إن التجارب المختلفة و القاسية للحركة الثورية بالمغرب غنية بدروس شتى، راكمت وانجبت طلائع وقوى تستطيع قيادة اي فعل نضالي نقابي وسياسي على كل المستويات. من مهام هذه القوى ان تعيي بمسؤولياتها النضالية اليومية وقدراتها الخلاقة و الا تستكين للخمول و تفويض مسؤولياتيها.



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا