الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبتهالات على خطى الجلجثة

رياض مانوئيل القدسي

2013 / 3 / 19
الادب والفن


إلهي أحبك... يسوع مخلصي لأنك أحببتني منذ الأزل فديتني وعلى مرَ الزمان لم ولن تنساني... أناجيك ربي القدير حبك الأبوي أهواني... قلبي يا الله طهر، وأغسل عاري من الإثم وجملة ما يغضبك فيَ وقوي أيماني... أعني يا قدير كي أحظى بالفتات وأنا بقربك، قطعاً الفتات لجراء الكلاب!! لَعَلَكَ تنساني؟ حاشاك ربي السهو، معذرة الصفح إلهي فصليبك البار بالمحبة أحياني، ومن رمم الفيافي وحمم الوطيس حَمِلتَ أحزاني ، متفانياً بالمجد كل المجد ومتسامياً بكل العطاء المتفاني، فلا أرى في نفسي أيُ صلاح حيث أعاني، وسراب كبريائي يموه درايتي بالشر وبالأثم الذي أغواني، وكل وهم في عالمنا الفاني... لعله زائل!! رُحماك سيدي فأنا الجاني؟ ... كَمَثل زارع يبذر البذار على الصخر فلا أساس ولا صلاح، وبحسب كلمتك فأنا لا أعمل الصلاح الذي أُريده، وإنما الشر الذي لا أريده، فإياه أمارس، وكل يوم بل وكل مرة نقترف الاخطاء بحق الآخرين، وكأن الرب يسألنا ... أبشهوة وبخل ورشوة وغضب ونميمة ومعصيةٍ... الخ من الخطايا، تسلم أبن الانسان يا يهوذا العصر؟ وتصلبه ومن ثم تقتله.

ولنسأل أنفسنا خير سؤال :- أبقروش بخسة، فائضة عن الحاجة نشتري محبة الله ونصنع الذات الصًديق، أم بسؤال عابر عن القريب ومجاملة خاوية عبرالأثير نتبوء بها منزلة العبد الأمين في يوم الدينونة، أم بكلمات مهفهفة نتلوها عند صباح وحين مساء لنكرم بها السيد الرب، أم برغيف خبز موسمي نعمد تفريقه لننتشل فقراء العالم من فقرهم المدقع ووحل بؤسهم مع من زاد أنينهم وأبكى عيونهم ؟ ... الم يكن الأجدر بنا أن نعبد الرب "بالروح والحق" طيلة اليوم !! ...(وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَه . اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا . يوحنا 4 : 23-24)

إلهي ومالك قلبي بالمحبة والنعمة، كم تهواك نفسي العطشة وهي آملة مستنجدةً لقياك ومرتجية التطهير والتبرئة من دنس الأنا، تواقةً للخلاص بتمحيص القلب المغدق بالأثم ...لعلك تسكب روحك القدوس وتلمسني فأحيا لاأنا بل المسيح يحيا في، ياقدوس، ياخالقي وواهب كل النعم ... أعبدك حين يسر وعسر فيحول الأمر دون رضا قلبي، أكرمك بشفتاي حيناً دون قلبي، برباطة جأش انوي سرد الحديث مع من نجبني بالنعمة ووهب لي الحياة بالفداء ، ولا عجب ولا ريب وأنت كل حين تفتقدني بسخاء ... أناجيك إلهي كل وهلة فأقبلني عبداً أمينا وخادماً لبشارتك وهو عز الثناء... أدعوك الهي بلسان قد أخرسه ذنبه، يلهج تسبيحاً وترنيماً يتوق السناء، وفرحة تملأ شغف القلب تمتزج ثناياه بعبرات مسكوبات تكاد تئن أنيناً كوجع الضرس، ظلامه دامس وفضاءه عراءٌ، مضض يشق جدارالصمت ويسقي عطش النفس دون ملل و كللٍ سواء، تلتمس فيه الروح خلاصاً تصبو النفس اليه وتهفو لضياء مجد يملأ الفناء .
إلهي القدير ... أي محبة تلك التي تضاهي محبتك الغراء ؟ ....هل هي محبة الامتلاك و الإطراء، محبة الإرضاء والأهواء، محبة المال والأبناء أم محبة العالم والإقتناء ؟... أي ولاء ذاك الذي نصرح به هراء ... البتة ليس هذا الجزاء، فان محبة العالم أشبه بالسراب لأن كل محبة هي براء، إلا محبتك فهي الأولى بالإطراء تسنو بنا كل سناء .
وكم سعينا في دنيانا عبثاً أدبر أدراج الرياح هراء، كما سعى الغير بهرجاً وقضاء، وأنت الذي هو أنت، الكائن الدائم سرمدي الوجود، أبدي الخلود عنوان الإباء، يأبى ذاتك الإلهي إلا البر ومقاصدك تصنع فينا كل جلاء، ورغم قساوة قلوبنا أحببتنا كل هذا الحب الذي لم نعهده من قبل، حب على الصليب حتى الرمق الأخير وإلى اليوم تسعى بالحق لنصرتنا ونحن مستفحلين الإثم، مستحلين العيش في غور خطايانا نهين رأفتك ونحتقر حنانك وننبذ عطفك الأبوي، وأنت أنت باقٍ إلى اليوم وحتى الإنقضاء، تطرق الباب مذ أنتخيتنا مرتجياً بنا الخير فانتخيناك بالرياء شراً، دليل عجزنا عن اللحاق بركب صليبك المقدس، نعدو للصلب معك فنغدوا صالبيك، تزرع فينا الورد ونغرس فيك الشوك، تقترب منا فنبتعد عنك بعد الثرى والسماء.
إلهي وسيدي البار ... أنرعقولنا بحسب مشيئتك حيث نحيا الى الحين كجهلاء، ومن ثم أفتح عيوننا لمعرفتك وماترومه لنا واملأنا بالروح نعيش أصحاء، إمنحنا نعمة ننصت إليك من خلال تلاوة بشارتك البهاء، يارب أعطنا اليوم مسحة جديدة للتشفع لبعضنا البعض ونعمة لكي نحب الآخرين دون إستثناء، ونصلي بلجاجة من أجل كل الذين يعيشون في عوز للرب وعطش للروح القدس وفاقة للفرح الحقيقي في المسيح يسوع له كل المجد ولنا فرح وعزاء.
لساني يلهج شكراً وحمداً لعظيم مراحمك ولجزيل مواهبك الروحية التي لاتوصف ولاتحصى ابداً ياثابتا للعهود أمينا وصادقا بالوعود دوماً، لذا سأعقد العزم كل العزم وأقصد كل القصد فلن ينتابني تقاعس ولن يصيبني فتور لأنك يارب ظهيراً لي في مقارعة الشرير و نصرة في تبني الصواب المنشود... أبتهل إليك إلهي وأنا في لجة من أمري ... إستخدمني و إستخدمني ثم إستخدمني كي أكون مثلما تريد (أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني . مزمور 23 : 4) ، ولتكن مشيئتك على مرام تصورك وتبني حقائقك لأنك نبراساً وللسبيل منارةً وللأمين حصناً ومتراساً، إلهي إلهي أحبك إلهي .

رياض مانوئيل القدسي
18/3/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??