الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفاوض أم حوار

محمد ماجد ديُوب

2013 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


مما لاشك فيه أن للمفردات المستخدمة في أي حديثٍ دلالاتٍ تشير إلى مضامين محتملة سطحية ً كانت أم عميقة يريد المتحدث إيصالها إلى سامعيه .وفي علم السياسة كما في بقية العلوم الأخرى تكتسب المفردة أهميةً خاصة إذا أنها تعبر عما يجول في ذهن قائلها سواءاً خرجت عفويةً أم بعد تفكير
إن السياسي المتحدث الذي يفكر قبل أن يتكلم هو رجل يضمر الكثير في ذهنه ولايريد للإسهاب في الحديث أن يأخذه فيلفظ كلمة ً عفويةً تكشف عما هو مستور في لاوعيه كرغبةٍ دفينةٍ فينكشف بالتالي أمام محدثيه وهذه ميزة الرجال الذين يجيدون إخفاء أهدافهم البعيدة المدى وهم على الأغلب تكتيكيون على درجةٍ عالية من المهارة في تضليل متابعيهم فيتركونهم يتراكضون وارءهم كما لو ضالين طيقهم وهذا الصنف من السايين يتعب كثيراً متابعيهم بل ويوقعونهم في حيرة شديدة فلايعودوا يفهمون تصرفات كثل هؤلاء السياسيين كما لو كان هؤلاء السياسيين يشبهون كثيراً حالة الطقس في شباط ومثل هولاء السياسيين يوصفون عادة بالقادة العظماء لأنهم إستراتيجيون من الدرجة الممتازة كأنهم لاعبوا شطرنج عظماء
وهناك الصنف الآخر من السياسيين الذين عندما يتحدثون يتركون لألسنتهم الحبل على غاربه فتخرج عليها (ألسنتهم )مفرداتٍ تفضح ما يُضمرون وعادةٍ مايكون مثل هؤلاء السياسيين كثيروا العثرات وكثيروا الأعداء وتراهم ينتقلون من فشلٍ إلى آخر في عالم السياسة وهم على الأغالب بعكس الصنف الأول الذي يمتاز بهدوء الأعصاب وبرودة العقل فيوصفون بالحكماء أما هذا الصنف الثاني الذي نذكر فيمتاز بالتهور والحماقة السياسية ويلاحقهم الفشل من موقعٍ إلى آخر
إن المتابع للحالة السياسية الراهنة السوري والمدقق في أحاديث السياسيين خصوصاً المعارضين يجد بسهولة ويسر أنهم لايلتفتون كثيراً إلى ما ينزلق من مفرداتٍ على ألسنتهم (إذا أردنا أن نكون حسيني الظن بهم )فتراهم مرة ً يقولون لك حوار ومرةً يقولون لك تفاوض فهل هم ياترى يقعون في ذلك عن عدم إدراك لما يقولون أم أنهم يتقصدون ذلك ليتركوا الطرف الآخر من المعادلة السياسيية في حالة حيرة حول ماذا يريدون في حقيقة الأمر
لاأشك في أن الطرف الذي تدعمه قطر في ظاهره وأمريكا في ماوراء الستار هو من يستخدم وبمنتهى الوضوح مفردة تفاوض فهذا الطرف يصر على التفاوض على عملية نقل السلطة إليه ولايرضى بغير ذلك ولأنه يعي أن هذا أمرٌ لم ولن ترضاه السلطة بدأ في علمية البحث السريع عن تشكيل حكومة يسميها حكومة المنفى آملاً في يكون ذلك أمراً ضاغطاً على اانظام وحلفائه في الداخل والخارج
وهناك الطرف الذي يرد أن يكون متمايزاً على الصعيد الوطني وتمثله هيئة التنسيق خصوصاً الجز الخارجي بقيادة هيثم مناع الذي تراه مةً يتحدث عن حوار وتارةً يتحدث عن تفاوض وكأنه على ماهو بادٍ من ذلك أنه يريد أن يخاطب مرةً النظام وحلفائه بإستخدام مفردة حوار ومرةًالطرف المعادي للنظام وحلفائه بإستخدام مفردة تفاوض فهل هو يدرك مالذي يوحي به أم أنه على العكس من ذلك ؟
ما لاشك فيه أن المسألة السورية أضحت على درجة بالغة من التعقيد بفعل دخول عوامل كثيرةٍ عليها وهذه العوامل منفلتة لدرجة ٍ يصعب التكهن معها إلى أين ستؤول الأمور
إن النظام طرح ومازال يطرح في العلن أنه يريد الحوار وهو بذلك يقول شيئاً واحداً للجميع هو أنه لن يترك السلطة وأن الهدف من الحوار هو إدخال المعارضة التي يقول أنها وطنية سلمية أو تلك المسلحة التي يقول أنه غُرّر بها إلى جنة المشاركة في إدارة البلد
أما الطرف الآخر من المعارضة المصر على إستخدام مفردة تفاوض فهو أيضاً يقول شيئاً واحداً هو لابديل عن رحيل النظام بشكل كامل
أما من يستخدم مرةً مفردة حوار ومرةً أخرى مفردة تفاوض فهل يخرخ إلى العلن بمفردة من الإثنتين وبشكل نهائي وحاسم علّ الصورة الحقيقة لطرفي المعادلة تكون أكثر وضوحاً مما يساعدنا على معرفة إن كانت سوريا ذاهبةً إلى حلٍ يبقى على وحدتها أرضاً وشعباً مع مفردة حوار أم هي ذاهبةٌ إلى التقسيم مع مفردة تفاوض الذي لن
يمنعه إلاّ معجزة حربٍ إقليمية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ممتاز
عاشق للحرية ( 2013 / 3 / 29 - 06:53 )
تحياتى استاذ محمد- خسارة انى لم الحق هذا المقال فى بداية رفعه على موقع الحوار

المقال جيد و عميق بصراحة-من ينظر بعين التفنيد و التركيز سيرى فعلا كم من الرقص عل الحبال مع دبلوماسية ظاهرة على السطح من بابا الاستعراض الخارجى فقط
آرائك فى القضية السوري جريئة كالمعتاد و انا احب انتهز الفرصة و استشيرك فى مخاوفى

نعم كما قات انت سوريا وضعها معقد جدا وداخلة على تقسيم فيما يبدوا (يكفى هذا الجيش الحر
- الذى ينافقه و يتملّقه الجميع-ابطال لكن اصوليين متطرفين ؟-
-الذى سبيصبح جيش الدولة الرسمى اذا انتصرت المعارضة و بعد ذلك اذا لم تقم تلك المعارضة بتحويل سوريا الى دولة اسىمية سُنية على طريقة افغانستان,فسيقوم هذا الجيش الحر ربما بإنقلاب عسكرى لإعلان سوريا اسلامية سنية تطبق الشريعة على طريقة تنظيم القاعدة و المذاهب الاصولية المتطرفة)

او اذا بقى بشار فاصبح الطرف الشيعى له دور و دخل قوى فى سوريا و هذا ايضا خطر-فضلا عن بشار و كره الناس له فى سوريا و على الصعيد الدولى)

ما توقعك يا استاذ محمد؟ انا مرتعب فعلا من اى سنياريو سورى-كلها سيناريوهات سيئة-فضلا عن يوم القيامة السورى كما ذكرت انت سابقا

تحياتى لك

اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على