الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليفياثان المصري

كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)

2013 / 3 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كامل داود
لم تكن تطورات المشهد السياسي المصري وليدة حراك الاحتجاجات الشعبية في ميدان التحرير ، بل هي نتائج لمقدمات تاريخية تمخضت عن سطوة (مشرعنة ) للاخوان المسلمين ، فبعد إ نهيار الإمبراطورية العثمانية وإلغاء الخلافة الإسلامية سنة 1925 ،طفحت تغيرات جيوبوليتيكية كبرى في العالم العربي والإسلامي وحينها انتشرت الجمعيات الإصلاحية والخيرية بمصر وبشكل ملحوظ ، وكانت إحدى هذه الجمعيات جماعة الأخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا سنة 1928 والذي جعل من
" الحكومة ركنا أساسيا من أركان الإسلام " بعد ان تدرج بدعوته من النشاط الأخلاقي والإصلاحي إلى النشاط السياسي وكانت تلك الانتقالة بداية معاداة الإخوان المسلمين للأحزاب المدنية والدعوة الى حزب إسلامي واحد تنضوي تحت عباءته جموع المسلمين وله أن يفتح فروعا في البلدان الأخرى بإمرة المرشد العام ، هو الحكم وله القول الأول والأخير .
وتبع ذلك مفهوم الحاكمية " لسيد قطب " تعبيرا واضحا لإقصاء التعددية والبرلمانية وحتى الديمقراطية ، حيث ان "الأخوان" يرون الحاكمية بديلاً عن الشرعية القومية ، ولعل ذلك رد فعل يفسره الإفلاس السياسي للدولة القطرية ذات الايديولوجا القومية التي توِجَتْ بانهيار المشروع القومي عام 1967.
ومن جانب آخر كانت النتائج الاجتماعية لسياسة الانفتاح الاقتصادي أبان حكم "السادات "وما أفرزه التفاوت الكبير في توزيع الثروة وفقدان المساواة في دخول المصريين ونشوء طبقة تستحوذ على معظم الثروات والتي عرفت حينها " القطط السمان " مقابل جموع غفيرة ترزح تحت نير الفقر المدقع الأمر الذي سوّغ دعوة الإخوان المسلمين ولاقت رواجا كبيرا في اوساط الشباب الحالمين بواقع أكثر إنسانية وعدالة .
لقد أستثمرت حركة الإخوان المسلمين خبرتها التنظيمية المتراكمة عبر السنين ، وقدرتها على توظيف المقدس للتحشيد ووسم مخالفيهم بما يفقدهم حظوظهم في الشارع السياسي وبالتالي التمكن من سحب البساط من تحتهم، وهو ما حدث خلال الانتخابات الأخيرة التي أفرزت نتائجها فوز مرشح الاخوان " محمد مرسي " فوزا قلقاً (51%) وفي جولة ثانية ، ولكنه أتخذ من ذلك الفوز "قميص عثمان " وهو ينافح للأستئثار بالسلطة مستفيدا من الديمقراطية التي لا يؤمن إلا بآلياتها الانتخابية "فالديمقراطية عندهم سًَّلم للوصول للسلطة وليس فكرا سياسيا يقوم على فصل السلطات والتداول السلمي عليها ومن ثم التسليم بالتنوع السياسي، بل جاء فوزه فرصة للإجهاز على الشرعية تحف به الإرادة الإلهية بالشكل الذي يعيد للأذهان نظرية التفويض الإلهي .وجاء الإعلان الدستوري ليؤكد إصرار الإخوان المسلمين على التشبث بالسلطة و تمرير الدستور المرتبك على عجل ، وهو دستور كتب بأيدي إخوانية محضة ، لذا فأنه إصرار مريب غايته إطلاق أيديهم في المجتمع والدولة لإحياء مبدأ "الحاكمية " وصهر القوى السياسية المصرية في بوتقة واحدة ومصادرة إرادة المطالبين بدولة مدنية وإلقاء التُهَم المستهلكة على القوى المدنية وريثة النهضة الفكرية المتجذرة في بنية الشخصية المصرية ووصفهم ب" فلول " من أتباع النظام السابق وقمعهم بذريعة المحافظة على أمن البلاد وهذا ديدن الطغاة على مر العصور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار