الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صاحبة الصليب و العيد

مها الجويني

2013 / 3 / 19
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


مرٌ أسبوعان على مرور اليوم العالمي للمرأة ، و في هذه الذكرى يٌطنب الإعلام العربي في حديثه عن النساء و عن العنف المسلط عليهن حتى الحركات الأصولية و المتشددة دينيا شاركتنا الاحتفال . و في مثل هذه المناسبات يصبح رجالات السياسة العرب مثل سيمون دي بوفوار ... و يغدوا الإعلام العربي منبر لجميع النساء فيتحدث الإعلاميين على قضايا العنف المسلط على النساء و الطلاق و الإغتصاب و النساء المهاجرات و المشاركة السياسية إلى آخره من المشاكل التي نعيشها ...
و في خضم هذه الغوغاء النسوية لم أسمع أي حديث عن القبطيات .. صاحبات الصلبان من قذفهن الشيخ أبو إسلام صاحب قناة الأمة في بث مباشر متهما إياهن بالعهر و الدعارة و غياب الأخلاق . من يتعرضن يوميا لشتى أنواع العنصرية . لم أسمع كلاما عن الطفلة سارة التي أختطفتت و إغتصبت على يد شاب ينتمي للجماعات الإسلامية المتطرفة في مصر و لم نسمع إشارة للاجئات القبطيات اللواتي إخترن الهروب من أوطانهن خوفا من الإغتصاب و الإهانة .
مرَ 8 مارس دون أن يقول أحد "عيد سعيد " لزوجة السيد عزت حكيم من قُتل داخل السجون الليبية جراء التعذيب لأنه أتهم بالتبشير بالمسيحية بعد قبضت عليه كتيبة مصراته في بيته و هو يحمل الإنجيل و الصليب و كأن حمل الصليب داخل البيوت غدى جريمة تحاربها حكومات الربيع العربي . و عليه فكل مسيحي ممنوع من الجهر بدينه إحتراما لمشاعر الأغلبية المسلمة .
مات "عزت حكم " و بكى أبناؤه و إنفطر قلب زوجته و لم تٌحرك حكومة مرسي ساكنا و كأن هذه الزوجة ليست بمواطنة مصرية و لديها حقوق و مكانة في وطنها أما حكومة علي زيدان لليبية فبررت قلته و العنف المسلط على عائلته بحجة الدفاع على الإسلام داخل تراب ليبيا.
و بحجة الدفاع عن تعاليم الإسلام يستباح جسد مرتينا جبر ذات تسعة عشر ربيعا و المهندسة ماري و غريهن من يتعرضن للخطف لأنهن قبطيات ، تقول صديقتي داليا من الإسكندرية :" أنا أواجه التحرش و المعاكسات من الشباب عندما ألبس الصليب تصل إلى حد المحاولة لنزعه من رقبتي" .
و في إطار الذود عن الإسلام تٌحرق منازل المسيحيين في باكستان و نيجريا كما تتم مطاردتهم في سودان و يٌنسى ترميم قبر القس سيبريان القرطاجني في تونس و كأن ذلك القس ليس بتونسي و لم يؤدي يوما الصلاة بكنسية قرطاج.
وفي ظل موجة الديمقراطية و إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام و الدعوة للمنهج النبوي الحنيف و دورات التنمية البشرية المقدمة للشباب الإسلامي لماذا لا نسمع منهم حديث النبي صلى الله عليه و سلم الذي يقول :"من خاصم ذميا فأنا خصمه يوم القيامة" أظن أن أصحاب الذقون و القمصان الأفغانية لم يقرؤوا و لم يسمعوا بخطب عن التسامح و احترام الأخر في حلقاتهم الدينية و في حالة عدم سماعهم عن التحاور بين الأديان كيف تسمح لهم ذممهم و أخلاقهم بخطف و قتل صاحبات الصلبان ؟
بأي شرع و بأي دين يتم إستباحة أجساد الأخوات في الصعيد المصري ؟ آ غدى الصليب بمثابة عدو للإسلام و مهدد لإيمان الجماعات الإسلامية ؟ و في خضم هذه الممارسات اللإنسانية ضد نساء الأقباط لماذا لا نسمع و لا نرى تنديدات من المؤسساتنا الإعلامية و لا نرى مواقف موضوعية من سلطات الإشراف لوقف هذا النزيف ؟
للأسف ليس للقبطيات عيد و لا حقوق في ظل ربيع السلفية ، في ظل حكومات أصولية ترى نفسها في الجنة و تسير على طريق الهدي و تضع الآخرين في الضلالة و النار و بأس المصير .ووفق هذا المنطق يغيب ذكر القبطيات عن المنابر الرسمية و عن المناسبات الوطنية و العالمية وحتى في يوم العالمي للمرأة و كأن حاملة الصليب ليست من النساء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 3 / 19 - 13:33 )
نأسف .

اخر الافلام

.. المحامية بركة بودربالة


.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط




.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي


.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب




.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار