الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمال الكردستاني في صيغته السورية

ريزان فرحان خليل

2013 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


مع أنتظار الرسالة التي من المتوقع أن يرسلها السيد عبد الله أوجلان مع قدوم عيد النوروز ، والتي ستحمل بين طياتها كماهو مسرب تفاصيل خطة السلام المقترحة مع الحكومة التركية ، تعود بي الذاكرة مايقارب العقدين من الزمن إلى الوراء يوم كنت أقرأ التقرير السياسي للسيد أوجلان إلى مؤتمر حزب العمال الكردستاني الخامس الذي عقد حينها في الشهر الأول من عام 1995، وكان ذلك التقرير يحمل تغييرا فكريا وسياسيا يمكن تسميته بإعادة التقييم ، يومها خرج زعيم الكردستاني من عباء الفكر الأشتراكي ( الذي سبق و أن أنتقده في كتابه الأشتراكية المشيدة ، حين تنبأ يومها بسقوط الشيوعية ).. ومحاولته السباحة في فضاء أنساني أوسع وتجلى ذلك في أستشهاده في الكثير من تفاصيل ذلك التقرير بالسيد المسيح والرسول الكريم محمد (ص)وقوله بأن عهد الثورات الوطنية والقومية قد ولى وبأن المستقبل لمن يطالب بحقوق الأنسان كفرد في مجتمعات صالحة؟، وبأن الثورات القادمة ستكون ثورات من أجل الحفاظ على البيئة وكوكب الأرض بما يمثله كوطن لكل البشرية ، ولا يفوتني طبعا قوله الشهير( أن الدولة الكوردية هي حلم لايمكننا تحقيقه) ،الذي حاول العديد من عتاة الكوادر السياسية للكردستاني يومها التعتيم عليه ؟
يومها لم يستوعب العديد من كوادر الحزب حقيقة مايعنيه السيد أوجلان ومايقدمه من حلول فكرية للمستقبل ، ولكن أكثر ماكان يعنيه حينها هو الكيفية التي تم بها أستبدال علم الحزب وإزالة المنجل والمطرقة عنه ، ولكن مرة أخرى الصمت والقبول من دون الحاجة إلى الأقتناع وفهم الموجبات التي دفعت بقائدهم وقيادتهم العليا إلى فعل ذلك ..
مادفعني إلى هذا السرد هو ما أراه اليوم من تكرار لممارسات تجري على الأرض من أفراد وكوادر سياسية للكردستاني ، تطبل لمشروع المصالحة الكوردية التركية ( الذي أنا معه طبعا ) ولكن من دون أن يجدوا أنفسهم في حاجة إلى أستيعاب مايحدث ، هذا بالإضافة إلى تكرار أساليب قمعية في الفكر ، بحجة أن لا أحد يبصر المستقبل غيرهم ، أو على الأرض من أعتقالات وممارسات لا تليق بتضحيات الكردستاني ، بحجة شرعية الدم المراق في سري كانيي وبأن لا أحد بأمكانه حماية الكوردي سواهم ، السيد أوجلان واضح جدا فيما يطرحه بما يقدمه من حل سياسي في كردستان تركيا ، من مطالبته بدولة القانون والمواطنة وحرية العمل السياسية ، والغموض يكتنف ممارسات مناصريه في ( كردستان سوريا ) ، فهم أعضاء في هيئة التنسيق الوطنية التي تدعوا للحراك السلمي المدني ، وهم أصحاب ثالث قوة عسكرية سورية على الأرض بعد الجيشين النظامي والحر، ناهيك عن مؤسسات المراة والطفل والشباب التي تؤسس لمجتمع مؤدلج على الطريقة الأشتراكية التي أعتزلها السيد أوجلان منذ عقدين ؟ بغض النظر عن المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تم تشكيلها ( الأسايش ، وقوات الحماية الشعبية ) .
ندرك تماما بأن سوريا في حالة فوضى شاملة وبأننا لا نحيا في بلد ديمقراطي يملك مؤسساته القانونية والدستورية ، وبأن وجود قوة عسكرية ومؤسسات أمنية تؤمن الحماية للمدنيين هي حاجة ملحة ، ولكن نرفض تماما أن تتحول هذه القوى والمؤسسات إلى ذراع حزبي يؤسس لأستبداد كوردي ، نقدر كل التضحيات ونثمن أي جهد يبذل من أجل شعبنا في الشمال السوري ، ولكن نرفض في الوقت عينه تحويلنا إلى قطعانا بشرية ، نهتف بحياة الحزب الواحد والقائد الأوحد ، وما أقوله هنا أستمده كله من خطاب السيد أوجلان الذي يقدم اليوم خطة طريق لأجل مستقبل تركيا وأكرادها .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان أحياء إضافية شرق رفح إخلاءها ر


.. في سابقة إسرائيلية.. رسالة تحذير من رئيس الأركان لنتنياهو| #




.. مجلس الأمة الكويتي.. لماذا حلّه أمير البلاد وماذا تعني هذه ا


.. قيس سعيد يا?مر بمحاسبة من غطى العلم التونسي بخرقة من القماش




.. وصف بالأقوى منذ عقدين.. الشفق القطبي يزين سماء عدة دول أوروب