الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تشكل الفيدرالية حلا؟؟؟

شمخي جبر

2013 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


اعتمدت الدول من العصور الاولى لنشوئها نظام الادارة المركزية الذي استطاعت من خلاله بسط نفوذها على جميع مرافق الدولة ومؤسساتها على امتداد اقليمها ، واستطاعت تسيير امر مواطنيها من خلال هذا النظام الاداري اقتصاديا وسياسيا ، اذ كانت القرارات والتعليمات والاوامر الادارية في جميع جوانب الحياة من المركز اي الحكومة المركزية في العاصمة نحو الاطراف، في ظل هذا النظام كان القرار محتكرا ومختصرا على العاصمة ممتدا نحو اطراف الدولة، ويمكن ان نستطيع القول ان النظام الاداري المركزي هو امتداد لاذرع الدولة ووصولها الى ابعد نقطة في المدن التابعة لها (الإنفراد المطلق في صياغة القرارات السياسية والإدارية وتدبير الشؤون العامة للبلاد انطلاقا من مركز العاصمة )، وقد تعطي الحكومة المركزي بعض صلاحياتها الى المحافظات او الولايات.
ويمكن القول ان نظام الادارة المركزية هو الذي كان سائدا قبل انتشار القيم الديمقراطية التي طرحت بدائل اخرى في النظام الاداري ، فكان النظام اللامركزي. وهكذا قيل ان النظام المركزي يصلح للانظمة السياسية الاستبدادية.
ظهور النظام اللامركزي ادى الى ظهور مبدأ التويض ؛ الذي يقصد به تفويض الإدارة المركزية السلطات المناسبة إلي الإدارات البعيدة عنها جغرافياً للقيام بمهام عهدت بها إليهم. ويصف احد الباحثين عملية التفويض بأنها عملية نقل السلطة ، تشريعية كانت أو اقتصادية أو تنفيذية من المستويات الحكومية المركزية إلي مستويات الدنيا .
ويسعى النظام اللامركزي الى توزيع الوظائف الادارية للدولة ومؤسساتها واشراك اصحاب المصلحة( المواطنون) في صنع القرار او تنفيذه وكذلك التخفيف عن كاهل المركز وهذا لا يعني ان تفقد الدولة ترابطها او سيطرتها على اطرافها.
ويمكن ان ننظر لمفهوم الفيدرالية على انه نظاما اداريا لامركزيا يخفف من الاستئثار والانفراد بالسلطة ويزيد من فرصة المشاركة السياسية للمجتمع .ويمكن ان يكون النظام اللامركزي نافعا في الدول ذات التعدد والتنوع القومي والديني اذ انه ينقذ المكونات الدينية والقومية من الشعور بالتهميش والاقصاء والحرمان من المشاركة السياسية والاقتصادية.
ولكن ينظر البعض الى النظام اللامركزي على انه يضعف من سيطرة المركز وهيبته ويزيد من غلواء الاطراف في الشعور بالاستقلال او محاولة الانفلات من رقابة المركز.
ومن هنا جاء الشعور بالخوف من النظام الفيدرالي بوصفه نظاما لامركزيا في ادارة الدولة ، برغم ان هذا النظام له من الايجابية ماجعل الكثير من الدول تعتمده .
وفي العراق ينطلق المنادون بالفيدراليات من مرجعيات دستورية أكدها الدستور العراقي واعطى الحق بأقامة أقاليم ، لكن مخاوف البعض من الفيدرالية هي ان تنطلق من النظرة الايديولوجية والسياسية للفيدرالية بوصفها بوابة لاضعاف الدولة ، بل يذهب بعض المتشائمين الى انه بداية لتفتيت الدولة وتقسيمها وانفراط اطرافها عن مركزها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر