الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة بغداد للبنات, جامعة للفصل الجنسي!

سامان كريم

2013 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هدية على الأديب, في يوم المراة العالمي لنساء العراق, هي "جامعة بغداد للبنات", هدية تستحقق ان يصفق لها كل العمائم والملالي والرجعيين, والارهابيين. هدية المراد منها وبإسم بنات بغداد, الفصل بين الجنسين, خوفاً منه اي من الأديب الذكوري من الاختلاط الموجود بين الجنسين في الجامعات والمعاهد ومؤسسات الدولة. هذه الحالة اي فصل الجنسين في المدارس والجامعات العراقية موديل جديد يهدف الى تطبيقه الملالي والعمائم السوداء ومنهم السيد الوزير الذي لا يليق به هذا الموقع والمكان. هذه الأمنية هي أمنية الاسلاميين كافة الاسلام الشيعيي والسني المعتدليين والارهابيين, التكفيريين والسلفيين, الوهابيين والاخوانيين, النهضويين والنصروين... الدعويين والصدريين والحكيميين والفضيليين.... كلها مشتركة في هذه الرؤية القاتمة والبعيدة عن الحضارة والتمدن في العراق.

ان العراق, كان مصدرا وإلهاماً لدول المنطقة بمجملها من حيث التمدن والحداثة من حيث الفن والموسيقا ومن حيث الحريات الاجتماعية والفردية للمراة. اذا نرجع الى تأريخ قريب في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى نهاية الثمانيات وقبل الاقرار على "الحملة الايمانية" من قبل حكومة البعث القومي... نرى ان المرأة في العراق لديها مكانتها وموقعها الاجتماعي من حيث الحريات الفردية: الملبس, والسفر والزواج المدني, والتردد الى المطاعم والنوادي ومشاركة فعالة في الفن... وان لم تسطتع ان تؤدي دورها على الصعيدين السياسي والاقتصادي نتيجة لتكالب القوى المتعاقبة على السلطة في العراق لوضعها في مكان أدنى داخل حركة المجتمع, عبر المزج بين السياسية القومية العربية والشريعة الاسلامية وبالنتيجة سيادة الأفعال والممارسات والتقاليد الذكورية ولكن مع هذه كان لها دور ولها مكانتها.. وكانت الجامعات العراقية, تمثل ارقى الجامعات في المنطقة ليس من ناحية الاختلاط بين الجنسين ومدى تطورها في هذا الميدان بل على الصعيد العلمي والبحوث العلمية والتكنولوجية أيضا...

اليوم وبعد عشر سنوات من سقوط النظام البعثي البرجوازي, يقدم لنا احد اركان حزب الدعوة البرجوازي مقترحا او ربما قراراً بفتح "جامعة بغداد للبنات" ليس لانه مطلب وخصوصا في بغداد حيث مدينة التمدن والثقافة والموسيقا, بل لان سياسته اي سياسة السيد الوزير هي اساسا ومن حيث العقيدة وليس من حيث الحالة التكتيكية, هي الفصل بين الجنسين.... بين الرجل والمرأة... لان المراة وفق وجه نظر الاسلام السياسي "ناقصة عقل" و"مثيرة للافعال الشيطانية" عليه يجب ان تفصل من باقي المجتمع وذلك حفاظا على اداب المجتمع وتقاليده... ولكن السيد الوزير نسى او يريد ان ينسي نفسه أن المجتمع الحالي "في العراق ونتيجة للعملية السياسية التي يقودها الحزب الوزير وحلفائهم في الحكم اصبح مجتمعاً فرضت عليه الفساد, وانعدام الموطنة, والقتل على الهوية, وسحق انسانية الانسان, وسحق كرامة المراة, واصبح بفعل تقاليد واخلاقيات الحركات والاحزاب الحاكمة ساحة لبيع جسد المراة, والتجارة بجنسها عبر انواع واشكال من عقود الزواج المختلفة ناهيك عن تهريب السكس العراقي الى الدول الجوار عبر الرأسماليين "الشرفاء" التابعين للاحزاب الحاكمة والملالي ووجهاء العشائر... هذه هي تقاليد واخلاقيات المجتمع العراقي في هذه المرحلة عبر حكم حزب الوزير وحلفائهم.... اذا ان قانون حزب الوزير وتقاليده واخلاقياته وادابه يتيح بيع جسد المراة لساعة او ساعيتن عبر عقد "المتعة"... وهذا ليس اختلاط الجنسين فقط بين عملية السكس عبر البيع والشراء.... وبهذا تتموقع المراة في موقع اعطاء اللذة الجنسية فقط وحتى ليس في موقع الحصول على اللذة الجنسية التي من حقها أيضا مثلها مثل الرجل.

ان العراق الذي كان له مكاناً مرموقا على الصعيد العلمي وموقع المراة قبل فترة قصيرة من الزمن, اليوم بعد الاحتلال الامريكي ووصول الاسلاميين الى الحكم... اصبح العراق يتراجع في كل شئ وكل شئ.... ان المراة في العراق, اسيرة للنظام الاسلامي الحالي تقاليده وعاداته وقوانينه. عليه ان الخطوة الاولى لتحرير المراة من عبودتها تبدأ بالنضال ضد هذا الحكم, ان المراة في العراق مدعوة ليس للحفاظ على مكتسباتها وحقوقها فقط بل لانقاذ المجتمع ايضا ان تناضل في صف الحركة المساواتية, الحركة الشيوعية العمالية... لتتسنى لها ان تقرر المصير ليس مصيرها فقط بل مصر المجتمع برمته... هذا هو جواب للملا الاديب واعوانه. ان المراة بنضالها بوجه انتهاك كرامتها وحرمتها وشخصيتها التي انتهكها الملا الوزير ترد بشكل قاطع على هذه الهلوسات والخزعبلات التي تحاول أن تقر "بدونية المراة". 20 / 3 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشروع قديم
منى حسين ( 2013 / 3 / 21 - 17:15 )
عزيزي سامان تحية طيبة
هذا المشروع مشروع قديم بداءة النظام المقبور بحملته الايمانية واول جامعة بدات للعزل بين الجنسين هي كلية التربية للبنات والكائنة في مدينة الوزيزية في بغداد واستكماللا لجريمة العبوديه ومشوارها ضد تحرر المراة ومساواتها يستمر النظام الحالي بالتمادي على حق الانسان وحق المراة في المساواة
وقبل هذه الجامعة كان معهد الفنون الجميلة للبنات الذي اغلق بتوجيهات هذه الزمر الشاذه التي لا هم لها الا السكس وتصديرة
تقديري

اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح