الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيارات مفخخة وخطابات ملخمة

ثائر الربيعي

2013 / 3 / 20
حقوق الانسان


قبل أكثر اسبوع زارني احد الأصدقاء في بيتي وجرى حديث عميق عن الاوضاع التي يعيشها البلد وعلى مختلف الصعد سواء الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وعندما وصل الامر للحديث عن الملف الأمني ساد الصمت بيننا وقال لي صديقي في سؤال لم يخطر على ذهني بمثله ، وهو ماذا لوقدرللملف الامني ان تعصف به السيارات المفخخة في يوم احد (25) سيارة ملغمة تنفجر في مناطق بغداد الحزينة ، بين الأزقة القديمة والمؤسسات الرسمية منها التربوية والصحية او الخدمية ؟ فاجبته بجواب شافي وواضح ان الدولة العراقية الجديدة بحكومتها لم تعد كما كان في السابق ضعيفة وركيكة فلا قوات امنية مدربة تدريب جيد جداً ولا جيش لديه اسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة ،ولاجهزة استخبارات ومخابرات ترصد عن بعد وتراقب التحركات المشبوهة ،وحتى الحس الوطني بالولاء للوطن بعد السقوط كان متردد تحيط به اسوار وقيود الطاغية ،فضلاً عن وجود القوات المحتلة التي كانت صاحبت المبادرة والفصل بكل صغيرة وكبيرة وفي كافة القرارات التي تصدر من قبل الحكومة كونها هي الامر والناهي بعد سقوط الصنم ، فقال لي انه جواب منطقي ومقنع فهو يستند الى خطاب العقل والمنطق .وبعدها بيومين فقط ترددت انباء عن وجود مخطط ارهابي للقيام بعمليات إرهابية مباغتة وكان هنالك تواجد للقوات الامنية المنتشرة في كل ربوع بغداد وضواحيها وازقتها وشوارعها وطرقاتها ، هذا يعني ان هنالك استنفار امني على ضوء معلومات امنية تفيد بضربة قد تكون سيارة مفخخة او حزام ناسف او هاونات تطلق من بعد على منطقة معينة كل الاحتمالات واردة فلا واعز أخلاقي وأنساني أضمير يردعهم بمنع الاذى عن الآخرين ، فكانت الصاعقة بوزارة العدل والتي تبعد عن محيط المنطقة الخضراء المحصنة ب(200) متر ،فالعملية هي نوعية وتحمل دلالات ومعاني عديدة اولها ان الارهاب يستطيع الوصول بالوقت والزمان والمكان المحدد فهو صاحب القرار في هذا المسلك الحقير،والثاني ان كل القوات الامنية والرصد ألمخابراتي ولاستخباراتي لم يجدي نفعاً عندما يتحرك الشر متمثلاً بالإرهاب ،والرسالة الثالثة وهو السؤال المهم والاهم كيف يمكن ان تصل السيارات المفخخة لهذه المنطقة برغم السيطرات المنتشرة ؟ فهجوم بثلاثة سيارات مفخخة وتلاها احزمة ناسفة بانتحاريين والدخول لمقر الوزارة والتي تعد من اهم الركائز والدعائم في بناء دولة المؤسسات

والديمقراطية ، وحرق بعض الملفات المهمة ومن ثم تفجير الانتحاري نسفه ، على الرغم قوات مكافحة الارهاب تعاملت مع الحدث بجدارة وامتياز ،الا ان الرسالة وصلت لكل مسؤولي الدولة ،فستنكرمن استنكر وندد من ندد وأدان من أدان وماذا بعد ؟وترملت النساء وأمهات ثكلى وازداد رصيد الأيتام في سجلات تاريخنا الذي لايريد مفارقاتنا .
وبعدها بيومين استفاقت العصمة الحبيبة بغداد المعدة لان تكون عاصمة الثقافة العربية ،على انفجارات من كل حدب وصوب بسيارات مفخخة وكأن الموت لا يعرف سوى العراقيين فهو يسرع باتجاههم لم تنفع العصي التي وضعناه في عجلته فأرواح الأبرياء ازهقت والجميع يتساءل ماهو الحل ؟
فوق كل هذا وذاك لا يزال الخطاب الطائفي يعلو فوق منصت العزة والكرامة ويشحن بالآخرين ويبشرهم بالقدوم لبغداد وتحريرها من دنس الغزاة الصفويين والبويهيين وأحفاد كسرى وإنقاذ النساء من سجون الظلام وتحريرهن من قيود الشر والاغتصاب .
هكذا يدار البلد وتنشا الدولة التي يعيش بضلها كل المكونات وتحترم كرامة الإنسان وإنسانيته ان كانوا قد نسوا نذكرهم بقول الرسول الأكرم (ص) باحترامه للذمي بقوله (من أذى ذمياً فقد أذاني ،ومن أذاني فقد فق كنت خصمه يوم القيامة ) فكيف بأذية أولاد الوطن الواحد في الدين والقبلة واحدة والقران واحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين


.. طلاب في كندا يتظاهرون تضامنا مع غزة




.. اجتياح رفح قد يكون مذبحة وضربة هائلة لعملية الإغاثة في قطاع