الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول مقال الأستاذ حامد الحمداني - مسيرة نضالية شاقة... - - جاسم الحلوائي

جاسم الحلوائي

2005 / 4 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قرات مقال الأستاذ الفاصل حامد الحمداني على موقع الناس ، وقد وجدت ، الى جانب الكثير من المعلومات التأريخية الشيقة والدقيقة، بعض المعلومات غير الدقيقة. لقد أصبح وجود الأخطاء عن تأريخ الحزب الشيوعي العراقي، في المقالات الصحفية اليومية التي تنشرعلى مواقع الأنترنيت أمرا شبه مألوف !. ومع الأسف، ليس هناك من يتصدى لها. والمعلومات غير الصحيحة الواردة في هذا المقال موجودة في مقال للكاتب نفسه، وقد نشر في العام الماضي بمناسبة العيد السبعين لتأسيس الحزب، وهو موجود على موقعه الخاص، ولا أظن بأن احداً صححها، ولم اكن قد إطلعت عليه سابقاً. إن التصدي لمثل هذه الأخطاء ليست مسؤولية قيادة الحزب والمسؤولين في إعلام الحزب، وخاصة موقع "طريق الشعب" حسب، بل هي ايضا مسؤولية كل الذين واكبوا تلك الأحداث أو لديهم إطلاع بها. وإن عدم وجود إرتباط او مصلحة مباشرة مع الحزب الآن لا يبرر، في نظري، سكوت المثقف على تشويه الحقيقة. فالساكت هنا شيطان أخرس، كما يقولون. وبالنسبة لي فلم تكن لديّ الأمكانية سابقا، من الناحية الفنية، للقيام بذلك. وساتناول المعلومات غير الدقيقة في المقال حسب تسلسلها وليس حسب أهميتها.

جاء في الفقرة التاسعة من المقال ما يلي: "...غير إن الحزب إستطاع [عام 1952 ] لملمة صفوفه وإنتخب لجنة مركزية جديدة بقيادة بهاء الدين نوري ــ باسم." من المعروف إن إنتخاب اللجان المركزية في الأحزاب الشيوعية وكل الأحزاب في العالم يتم في مؤتمراتها أو في كونفرنساتها أحيانا. والحزب الشيوعي العراقي لم يعقد حتى عام 1956 سوى مؤتمراً واحداً وكونفرنس واحد. وقد كان إنعقادهما في عهد الرفيق فهد. الذي حصل هو إن بهاء الدين، وكان كادراً فتيا وقليل الخبرة، قد تصدى لهذه المهمة لوجود فراغ قيادي بسبب الضربات المتتالية لقيادة الحزب وكوادره. واصبح وجود أو عدم وجود الحزب موضع تساؤل بعض الأوساط. وبصمة بهاء في تاريخ الحزب هو إنه جعل هذا التساؤل هباء منثورا. ماعدا ذلك فإن نهجه السياسي إتسم باليسارية ــ الأنعزالية وقيادته بالبيروقراطية والفردية. فهو لم يعقد حتى ولا إجتماعا واحدا للجنة المركزية ــ التي الفها بنفسه، ولم يضم اليها أي كادرمن الكوادر الشيوعية في السجون بمن فيهم من كان عضوا أو مرشحا في زمن الرفيق فهد وكان موقفه جيداً في التحقيق ــ خلال فترة قيادته. ولم يعقد مثل هذا الأجتماع حتى عندما اصدر ميثاقاً جديدا ًللحزب بديلا عن ميثاق الرفيق فهد،غيّر فيه ستراتيج الحزب. وقد عرف بميثاق باسم![1]

لم يكن شعار ميثاق باسم "جمهورية وطنية ديمقراطية محبة للسلام" كما ورد في نفس الفقرة من المقال إنما كان "حكم جمهوري شعبي يمثل إرادة العمال والفلاحين والجماهير الشعبية"[2]

وجاء في نفس الفقرة "وكان على رأس تلك المجموعة التي إنشقت عن الحزب الشهيدان جمال الحيدري وحمزة السلمان. الصحيح هو إن عزيزمحمد كان على رأس الكتلة عندما حصل الأنشقاق. وكان ذلك في "سجن الموقف " في بغداد. وعند هروب جمال الحيدري من مستشفى السجن المذكور، اصبح عمليا المسؤول الأول عن منظمة "راية الشغيلة". اما حمزة السلمان فقد كان عضوا في مركزها القيادي.

جاء في الفقرة العاشرة من المقال مايلي: "وفي 13 نيسان 1953، وقع بهاء الدين نوري في قبضة جهاز الشرطة السرية وتولى قيادة الحزب حميد عثمان". لم يكن حميد عثمان مَن تولى قيادة الحزب بعد بهاء الدين نوري، بل كان كريم أحمد. وقد جرى بعض التحسن في العمل القيادي والحياة الداخلية للحزب وقد ضُم سلام عادل الى اللجنة المركزية، وحضر إجتماعها الذي عقد قي كانون الثاني 1954 . والذي ناقش فيه تقريراً بعنوان (جبهة الكفاح الوطني ضد الأستعمار والحرب)، وساهم سلام عادل مساهمة فعّالة في الأجتماع، كما يقول كريم أحمد. وقد أدان التقرير النهج الأنعزالي ــ اليساري وقيادة بهاء الدين نوري البيروقراطية الفردية . وانعكس النهج الجديد قي التطبيق العملي لنشاط الحزب؛ فتكللت جهوده بالتضافر مع جهود الأحزاب الوطنية الأخرى الى إقامة جبهة وطنية إنتخابية يقتصر نشاطها على الأنتخابات البرلمانية ، والتي كانت على الأبواب، وذلك في13أيار 1954. ونشر ميثاقها ذوالطابع الوطني الديمقراطي في اليوم الثاني، وكان سلام عادل مسؤولا عن العلاقات الوطنية في الحزب.

أما حميد عثمان فكان في السجن في الفترة التي ذكرها الكاتب. وقد تمكنت منظمة السجن من تدبير هروب ناجح له وذلك في 16 حزيران1954 . وتولى قيادة الحزب.

اي بعد اكثر من سنة على التاريخ الذي ذكره الكاتب، وبعد تطورات هامة في الحزب والبلد. لم يعتقل حميد عثمان بعد هروبه من السجن، وقد حاسبته اللجنة المركزية ونحته من مركزه بوصفه سكرتيرا للجنة المركزية في إجتماعها المنعقد في حزيران1955 ، لخرقه النظام الداخلي ولسياسته اليسارية ــ الإنعزالية ولتركه الأجتماع، بحجة المرض، والسفر الى كركوك، وانتخبت سلام عادل بدلا عنه. أما مصيره اللاحق فكان كما يلي: أراد الأنضمام الى منظمة "راية الشغيلة" فرفض طلبه. وعلى إثرذلك حوسب ونحي من اللجنة المركزية ورحل الى منظمة كردستان في عام 1957. وهناك حرض لجنة الفرع للإنضمام الى الحزب الديمقراطي الكرستاني. وعشية ثورة 14 تموزإنضم إلى الحزب المذكور. بعد سنوات ترك هذا الحزب أيضا ليتحول الى داعية لحزب البعث العربي الإشتراكي مكرساً نفسه له في الصحافة بإسم (سليم سلطان) وأخيراً توفى بعد أن تعرض الى لوثة في دماغه.[3]

جاء في الفقرة الحادية عشر ما يلي:"وفي أواخر صيف عام 1953 نجحت العناصر المعتدلة والواعية، بزعامة الشهيد حسين محمد الرضي [سلام عادل] في دفع الحزب الى إتخاذ مواقف معتدلة وبالفعل صدربيان عن الحزب في 2 أيلول يدعو الى حكومة وطنية تخدم السلام، وتحقق طموحات الشعب،" المعلومة غير صحيحة، لأن سلام عادل لم يكن في اللجنة المركزية، كما ذكرت سابقا.

جاء في الفقرة الثانية عشر ما يلي: " ...نجح حميد عثمان في الهروب من السجن، وعاد الى قيادة الحزب، وأخرج سلام عادل من اللجنة المركزية، متهماً إياه بالإنحراف اليميني" لم يخرج سلام عادل من اللجنة المركزية. الذي حصل هو إن حميد عثمان حاول تجميد نشاطه في اللجنة، وقد فشلت المحاولة[4]. أما الأتهام بالإنحراف اليميني فلم أسمع به ولم أقرأه في المصادر المتوفرة لديّ .

جاء في الفقرة الثالثة عشر من المقال ما يلي: "لكن حميد عثمان لم يستمر طويلاً في قيادة الحزب، فقد تمت إزاحته في حزيران من عام 1955 وعاد سلام عادل لقيادة الحزب من جديد..." في هذا الأجتماع أنتخب سلام عادل ولأول مرة سكرتيراً للجنة المركزية. وخلال قيادة حميد عثمان للجنة المركزية لم يتغير مركزه الحزبي بوصفه عضو لجنة مركزية، وإنما تغيّرت مهامه، فقد نسب ليكون مسؤولاً عن منظمات الحزب في الفرات الأوسط في عهد حميد عثمان .

جاء في الفقرة الثامنة عشر من المقال ما يلي: "...وتكونت لجنة مركزية جديدة بقيادة عزيز محمد ــ معين ، الذي قاد الحزب إلى أخطاء جسيمة كان أولها محاولة حل الحزب وضم رفاقه الى الإتحاد الإشتراكي بقيادة عبد السلام عارف... مما سبب إنقساماً خطيراً في صفوف الحزب حيث اعترض معظم كوادر ورفاق الحزب على تلك الخطوة وإضطرت بعدها قيادة الحزب بالتخلي عن المشروع " إن المرة الأولى التي أنتخب فيها عزيز محمد سكرتيراً للجنة المركزية كان في الإجتماع الموسع للجنة المركزية الذي عقد في آب 1964 في براغ. لم تكن اللجنة جديدة، فجميع الذين حضروا الأجتماع كانوا أعضاء ومرشحي اللجنة المركزية القديمة، أي قبل إنقلاب شباط الفاشي عام 1963 . وقد ترشح لهذه اللجنة في الإجتماع المذكور ستة أشخاص جميعهم كانوا داخل العراق، وكنت احدهم. لذلك لم يكن ممكناً أن تكون هناك محاولة من قبل عزيز محمد لحل الحزب وأنا لم اعرف أواسمع بها. لذلك أعتبرها تهمة باطلة .

لقد قسّمت المقال الى ثلاثة أقسام –

الأول: تدقيق المعلومات التاريخية التي أعتبرها خاطئة، وهذا ماحاولت القيام به جهد الأمكان .

الثاني: وجهة نظر الكاتب في الأحداث التاريخية ، آمل أن أجد فرصة لتناولها في المستقبل .

الثالث: وجهة نظر الكاتب وتقييمه لإداء الحزب وسياسته بعد سقوط نظام الحكم الدكتاتوري الفاشي حتى يومنا هذا. بودي أن أؤكد إتفاقي مع الكاتب في هذه النقطة بشكل عام .


--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ أنظر، عزيز سباهي. عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، ص 109 و ص 60 .

[2] ـ زكي خيري. تاريخ الحزب الشيوعي العراقي،المجلد الأول، ص 191 .

[3] ـ أنظر، عزيز سباهي. عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العرااقي، ص152

[4] ـ أنظر ثمينة ناجي يوسف ونزار خالد. سلام عادل، سيرة مناضل، الكتاب الأول،ص 88 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟


.. مسؤولون أميركيون: إسرائيل عقبة أمام مستقبل المنطقة.. فهل تُغ




.. الردع النووي ضد روسيا والصين.. الناتو ينشر رؤوسا مدمرة | #مل


.. الحجاج يواصلون رمي الجمرات وسط حر شديد | #رادار




.. شبكات | 20 لصا.. شاهد عملية سطو هوليوودية على محل مجوهرات في