الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الأمريكية الأشهر في غزة إلى الرئيس أوباما (رسالة موقعة بالدم)

عوني زنون أبوالسعيد

2013 / 3 / 21
القضية الفلسطينية



السيد باراك حسين أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هل تعرف و أنت في ضيافة رئيس دولة فلسطين ، أن أرض فلسطين و شعب فلسطين هم من آووا السيدة العذراء مريم البتول و نبي الله عيسى يسوع المسيح عليه السلام و الحواريين فرسان الحق .
أنت الآن تسير على الأرض التي عاش فيها كوكبة الإيمان الأولى ، و التي شهدت رسالة السماء و أهدت بشارة الديانة المسيحية و من قبلها اليهودية و من بعدهما الإسلامية .
أنت الآن في الأرض المقدسة الطاهرة التي تعمد فيها المسيح و أصحابه ، و استظلوا بشجرها المبارك و أكلوا من خيرها ، و أحبوها و عشقوا ترابها و شعبها الطيب المضياف .
الأرض التي أودعوا فيها رسالة السلام لتكون من بعدهم أمانة في رقاب كل الأحرار إفشاء السلام في أرض السلام .
في فلسطين مهبط الأنبياء و أرض الرسالات التي أرادها الله مهوى الأفئدة .
هل تعلم أن آلام المسيح و الظلم الفادح الذي تعرض له و العذابات الوحشية لايزال يُنفذ ضد شعب فلسطين بواسطة المحتلين الذين فضلوا القوة على الحق ، و الكراهية على المحبة ، و نشر ظلمات القتل والموت بدل إشاعة نور الحياة ، و ضربوا بعرض الحائط كل نداءات السلام ليغرقوا أرض السلام بدماء الضحايا البريئة .
شعب فلسطين منذ ما يقارب القرن و هو ينزف دماءً على درب الجلجلة ، يصلبون آماله ، و يغتالون حلمه بالسلام و التحرر و الحصول على حقوقه المشروعة التي كفلتها له كل المواثيق الدولية .
هل خطر ببالك يا سيد أوباما و أنت قبل أن تكون رئيساً تحمل شهادة حقوقية و إجازة المحاماة ، و المستشار للحقوق المدنية و القانون الدستوري ، هل خطر في بالك أو حدثتك نفسك أن تحصي عدد جرائم الحرب البشعة ، و عدد القتلى من الأطفال و النساء و الشيوخ الذين قتلهم أصدقاؤك و حلفاؤك المحتلون الإسرائيليون بواسطة الأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً التي تستخدم ضد المدنيين العزل بعد استيرادها على شكل هبات و هدايا و مساعداتٍ عسكرية من بلادنا أمريكا و من إدارتكم و ما سبقها من إدارات أمريكية متعاقبة ، و تدفع من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين .
تخيل الحجم الهائل للدعم الأمريكي المادي و اللوجستي لإسرائيل و الذي بلغ منذ عام 1949م وحتى نهاية 2012م 860 مليار شيكل أو ما يعادل112 مليار دولار أمريكي إضافة للمليارات العائدة من سندات ضمانات القروض أمريكية و توريدات فائض السلاح و السلاح الأمريكي المخزن في إسرائيل وما ضخ الأموال من اللوبي الصهيوني في أمريكا و غيرها ،
تخيل كل هذا الدعم منقطع النظير و الدعم غير المحدود أين يذهب ؟!!
و في أي المجالات يستخدم ؟!!
هل تعلم يا سيد أوباما و أنت الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية أن إسرائيل التي تدعي حقها التاريخي و تناصر احتلالها لأرض فلسطين لا يتجاوز عمرها أصغر شجرة زيتون معمرة في فلسطين .
ألم تخبرك أمك أن نكبة احتلال فلسطين و إقامة إسرائيل كان و أنت بعمر ثلاثة عشر سنة و في فترة ولاية هاري ترومان الرئيس الثالث والثلاثين لأمريكا ، فيم يمتد تاريخ فلسطين و شعب فلسطين إلى نحو 600 ألف سنة قبل الميلاد ، أي قبل اكتشاف أمريكيا بآلاف السنين ؟.
ألا تعلم يا سيد أوباما أن الولايات المتحدة الأمريكية تحررت من الاستعمار البريطاني و النفوذ الأجنبي بواسطة ثورة مسلحة و كان أول دولة في العالم تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية دولة مستقلة هي دولة عربية ، وهي المملكة المغربية ، وأنت الآن تعادي العرب بانحيازك للمحتل الإسرائيلي ؟
ألا تعلم يا سيد البيت الأبيض أن بيت لحم و القدس و الأرض المقدسة التي تزورها الآن يحرم من السكن فيها و زيارتها الملايين من أبنائها الأصليين المهجرين اللاجئين ، و تقسم الآن و تمزق بأسوار الفصل العنصري و تنهب الأرض و المقدرات بالمصادرة و إقامة المستوطنات لقتل أي أمل لإقامة دولة فلسطينية متصلة الأوصال قابلة للحياة ؟ .
ثم ماذا يا من تدعي بالحقوق العالمية عن حق تقرير المصير لأكثر من أثنى عشر مليون من البشر الذين يحرمهم الاحتلال و تسانده إدارتكم من الحصول على دولة رغم اعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة ؟
و إلى متى يعميكم الانحياز المطلق للاحتلال الإسرائيلي عن آلام و معاناة أكثر من ثمانية آلاف أسير و أسيرة في سجون الظلم و القمع الاسرائلية ، بلا ذنب إلا أنهم يطالبون بحرية واستقلال شعبهم ، تماماً كما ناضل من أجلها الشعب الأمريكي في ثورته ضد الاحتلال .
هذه مناشدتي لك باعتبارك الرئيس الأمريكي و بصفتي مواطنة أمريكية يعرفها أهل غزة و شعب فلسطين و يعرفون قصتي الأليمة التي ربما أغلق اللوبي الصهيوني عينيك و أذنيك حتى لا تعرف ما حدث لي ، و إن عرفت فلم تحرك ساكناً للقصاص من المجرمين الذين أجهزوا على براءتي .
فأنا يا سيد أوباما إحدى ضحايا الدعم الأمريكي لإسرائيل و المجني عليها بواسطة الآلة الحربية الأمريكية التي أعدمت آلاف الفلسطينيين .
أنا روح ريتشيل كوري التي دهسها الجنود الاسرائليين و سووا جسدي بالأرض بواسطة الجراف البلدوزر كاتربيلر المصنوع في أمريكيا .
و لأني مثل شعب فلسطين طالبت بالسلام و كنس الاحتلال تم إعدامي بدم بارد و عن سبق عمدٍ و في ضوء النهار أمام أنظار الإعلام و العالم .
لم يكن في يدي سلاحاً و لا ما يؤذي أحداً ، و لم أكن أملك إلا صوتي و رفضي للاحتلال و الظلم ، تماماً مثل آلاف الفلسطينيين الذين يُقتلون و يُسجنون و تُهدم بيوتهم و تصادر حقوقهم .
كما توقعت يكتب عني و يتحدث بلسان حالي أحد أبناء شعب فلسطين لأنهم أوفياء لدمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة