الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيحه في بيت فريال (3)

جاسم البغدادي

2013 / 3 / 21
الادب والفن


فضيحه في بيت فريال

(3)
الناظر لي من الخارج يراني كباقي الطلبه ...طالب يستمع الى محاضره يلقيها الاستاذ
لكني هنا مع نفسي اشعر اني قد فصلت تماما عن العالم المحيط بي ...ربما الدافع الذي يدفعني للبقاء في الصف هو نفس الدافع الذي يدفع بعض الاشخاص للبقاء في الحياه رغم شعورهم انهم ماتوا منذ زمن بعيد !!
هاجسان يلحان علي منذ الصباح ...أولهما الخوف من ذلك الكلام الذي نطق به احد اصدقائي عن (سمعه فريال) ..قال لي بخبث :
-اتدري ان الكثير يعرفون انها سيئه السمعه ! ..لقد سمعت هذا من اكثر من واحد ...ويقال انها مؤجره بيتا هنا في المدينه ,تسكن فيه مع امرأه اخرى ..وتستضيف بعضهم احيانا !!
ولم اجب صديقي بشئ سوى الكف عن الرجم بالغيب والتكلم عن اشخاص لا علاقه لنا بهم ...لكن هناك... في اعماقي ولد ذاك الكائن الغريب الذي لا استطيع وصفه بالشك فقط ...ولد ذاك الغول الذي يمتلك الف رأس ,احس بها وهي تلتهم اعصابي عصبا عصبا وتمزقها بأضراسها الملتهبه ليتطاير شرارها بكل زوايا نفسي ويعطبها ...هناك تحركت كل الثورات الهوجاء التي احس انها ستتركني حطيما مترمدا ...يا للعنه ...كم شعرت بالرغبه كي انشب اظافري بعنق هذا الصديق الكريه وامزق رقبته الكريهه..والهاجس الثاني ,هو ما افكر فيه من وسيله للدخول الى غرفه الطابعه , ولم اكن افكر بهذا من قبل لكن رؤيتي لبعض الطلبه وهم يدخلون تلك الغرفه حفزني للتفكير بهذا الامر..ولكن ما هي الوسيله ؟ كل ما استطيع طلبه من تسجيل الكليه هو طلب (التأييد)
لكن اوراق التأييدات جاهزه لدى التسجيل ولا حاجه بهم لارسالي لغرفه الطابعه ...شغلني التفكير ولاحت لي فكره اختلاق سؤال ما ودخول غرفه الطابعه بحجته ,سرعان ما استسخفت الفكره ..ستجعلني غبيا باهتا امام فريال التي تمثل تحدي الكبرياء لي ..اذن لابد من عذر مشروع , وليس هناك وسيله الا عن طريق ارسالي لها من التسجيل ...واخيرا لاح لي الحل ..شعرت بالفرح الممزوج بالخوف ..فالحل يبدو مقنعا , وهذا ما ارهبني ..انه يعني ان علي تنفيذه ,وبعكسه ساكون جبانا وفاشلا ..حتى وإن لا يوجد من يشعر بجبني ,لكن نفسي ..اعماقي ..هناك في الداخل يلوح لي الف شخص يسخر مني ويملأ كياني سخريه ان احجمت ..اذن لابد من المضي وليكن ما يكون ..
انتهت المحاضره وتوجهت الى غرفه التسجيل ..القيت التحيه على موظفه التسجيل السيده (وداد) وطلبت منها تزويدي بتأييد ل(مديريه التقاعد العامه )حيث نستلم راتب ابي المتوفي ..فاشارت الى احدى السلات على جانب المنضده وقالت :
-اجلب ورقه التأييد واكتب اسمك وصفك واحضر لي صورتين ....
سحبت نفسا عميقا كي استطيع تجميع افكاري والسيطره على كلامي وقلت لها :
-لا اريد تأييد عادي ...اريد تأييد يتضمن المبلغ الذي تخصصه لي الكليه ..اقصد المخصصات
نظرت لي باستغراب شعرت خلالها بالخوف من اكتشافها لكذبي لكني تداركت بسرعه كي اقطع عنها التفكير ...
-هذا ما طلبوه مني هناك , في المديريه
زمت شفتاها بلا مبالاه ثم ناولتني ورقه بيضاء وقالت :
- اكتب ما تريد , واجلبها لي كي ارسله للطابعه ..
اخذت الورقه وتنحيت جانبا لاكتب ,كلامها يتردد في رأسي ..حقا لو حدث وارسلته هي اوبعض الفراشين فسيضيع هذا الامل هباء ..اي سبيل اخر افكر فيه مجددا ؟؟ رباه ..لو ..اتممت الطلب ثم سرت وناولتها الورقه ..كنت قلقا جدا ,تبسمرت امامها انظر في وجهها ...خيل لي اني لو التفت جانبا ستنادي احد الفراشين ..لكن ها هي تكتب عليه بضع كلمات ثم ..ناولتني الورقه وقالت :
-اذهب بها للطابعه
......يا للفرج.... فرح عميق اجتاحني وثقل كبير انزاح عن صدري ,صخره انزاحت عن نهر فتراقصت امواجه فرحا ..خرجت مسرعا ربما كنت ارقص وانا خارج !!لا ادري ...كل ما ادريه اني فرح لهذا اللقاء المرتقب بعد ثوان .
توجهت لغرفه الطابعه ,كان بابها يقع في ممر ضيق ...طرقت الباب ودخلت ..ها انا وسط الغرفه
وها هي امامي ..فريال بلحمها ودمها ...كانت تقف خلف احدى المناضد منشغله بترتيب الاوراق المرميه عليها , رفعت رأسها ..توسعت عيناها قليلا حين لمحتني امامها ...شئ ما هب على صدري ..عاودني الشعور اللعين ,الخوف , الارتباك ...شعور اخر ,لا اعرفه ..يحرقني ..اشعر بلسعاته على خدودي وتدب كالنامه في اطراف عيني ,حاولت سحب نفس عميق ولم استطع ,مددت يدي وناولتها الورقه ..مدت يدها واخذتها من يدي ,تلامست اطراف اصابعنا ..كفي كانت ترتعش ...لمحت ابتسامه طفيفه على جانب شفتها وهي تنظر لكفي المرتعشه ..حنقت جذبت يدي بسرعه واحنيت رأسي كي لا افضح ضعفي اكثر امامها , ودون مبالاه ..سارت جانبا ,بعيدا عن المنضده نحو احد الدواليب في ركن الغرفه وبدأت تبحث عن شئ داخله ...جانب جسدها امامي الان ...كل جسدها امامي الان ..كلها امامي ...بقامتها ..انها تفتضح امامي ,تلك المرأه التي شغلتني عن كل شئ ولم اعرف عنها اي شئ ..بل لم اعرف شيئا عن شعوري نحوها ...طال بحثها ..وتمكنت انا من سحب النفس اللازم للسيطره على اضطرابي وتشنجي , قليلا من الاسترخاء هو كل ما احتاجه الان ((لماذا هذا الخوف منها ..من هي حتى اشعر به كلما اقتربت منها ))اغمضت عيني كي ابعد هذه الاسئله ..هناك شعور جديد بدا يدب ....صوره جسدها امامي.. تفاصيل هذا الجسد البارزه من خلف التنوره والقميص ...سرحت عيناي تلتهمان هذه التفاصيل الانثويه وبدون تركيز فالوقت قصير ..والرغبه المشتعله في نفسي لا يكفيها التركيز على شئ واحد ..عيناي تريد التهام كل شئ ...هكذا بنظره واحده ...الرغبه فيها بدت تتكشف وتتعرى ...احبها ...لا ..ليس هذا ما اشعر به ...شئ اخر ..جسدها ؟.ربما ..هي كلها ؟ ..افترسها ...اصفعها ...رغبه تتأرجح بعفويه جنونيه ...رغبه للسيطره والاخضاع ...لكن جسدها ...ياله من جسد !! رغبه مبحوحه ..اني اميل لجسدها...اريده ..و..وادرت وجهي جانبا , خشيت ان تكشف ما جال في نفسي من هواجس حال رؤيتها لي وانا امعن بعيني في جسدها ...اني اخشى عينيها ..ضعيف جدا امامهما ..خزره واحده منها تفضحني ...طال بحثها ..بدأت اسأل نفسي (هل تتعمد هذا ) ؟؟ صاح شئ في نفسي (نعم) ..نعم ..هي تريدني ان اتطلع بها ...وقفتها ..عدم التفاتها ..عبث يديها بين الاوراق بعشوائيه ...تريدني ان ارحل اكثر بمتعه التملي من هذا الجسد المنتصب امامي بكل ما فيه من انوثه متمرده عن مثيلاتها ..اعترف ان جسدها لوحده ايه من الجمال المتسلط على عرش الارجوان ,بمزاجيه الرسام المستعبد من ريشته التي تعاند مخيلته المحدوده ..لترفرف بالوانها التي تفهمها اكثر جماديه مما يفهمها الرسام الأنسي النزعه والخيال ,التفتت لي ,التقت عيناي بعينيها ...شعرت بالراحه لانها لم ترني وانا اتطلع في جسدها خلسه ,لكن كانت هناك ابتسامه مريبه ترتسم على طرف شفتها , احسست كأنها تسألني (هل استمتعت؟) ربما كانت فعلا تقصد ذلك ..ربما لا .. لكن ابتسامتها تعني ذلك ..حاولت الابتسام لها ولم استطع, احنيت رأسي حانقا على الخجل هذه المره ,الخجل الذي يعيقني عن فعل اي شئ افكر به ...
- مر علي بعد 5 دقائق
واتجهت للمنضده والابتسامه الغريبه لاتزال لاصقه بشفتها
-شكرا
خرجت وانا اتجرع مراره تلك النفس المخزيه ,التي صيرتني العوبه امامها ...ماذا حصل ؟ ماذا جنيت من تدبيري ؟ الفرجه ..الفرجه فقط هو ماحصلت عليه ...اللعنه ..مشيت ,اخنق نفسي ونفسي تخنقني ...الى الهواء الطلق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال