الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول فضيحة الجلبي في كندا

ريبوار احمد

2002 / 10 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


 

 

ماقام به عدد من كوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي كرد فعل سياسي بوجه التصرف الهزيل وغير الجريء لاحمد الجلبي وزمرته في الندوة التي عقدها يوم 12/ اكتوبر في كندا بهدف الاستقبال للدعوة الامريكية للحرب، والانعكاس الواسع لهذه الحادثة وموقفنا في وسائل الاعلام، دفع العملاء المطيعين لوزارة الخارجية الامريكية الى الصراخ والعويل، شاكين من ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يعيق عقد ندواتهم. ولكننا في الحقيقة نعتقد بانه من الافضل ان تعقد  ندوات هؤلاء بدلا من ان نمنعها كي يزاح الستار عن سياساتهم اللاانسانية ومحتواهم الرجعي. من الافضل ان يسمعهم الناس مباشرة ويتعرفون على هؤلاء الخدم لوزارة الخارجية الامريكية. لذا لا داعي للقلق، بامكانهم ان يقوموا بمثل هذه الاعمال و الندوات. الا ان معضلة هؤلاء شيء آخر، انهم لا يتجرأون على مواجهة الناس ومخالفيهم عبر الجدال السياسي، وعندما يضغَط عليهم للدخول في الجدال السياسي، نرى عصاباتهم المهيأة التي تم اعدادها من قبل المخابرات الامريكية او تلك التي لا تزال تتذكر الخبرة السابقة من عملها داخل المؤسسات القمعية للنظام البعثي،  فيطلقوا لها العنان كي تتصدي للناس وتقوم بأهانتهم وتدخل معهم في مناوشات وحتى الحاق الاذي بهم. هذا هو ما قاموا به ضد " سمير عادل وعصام شكري وينار حسن وسمير نوري وخبات مجيد و..." ممثلو الآماني الانسانية لجماهير العراق والمناضلون الدؤوبون ضد النظام البعثي وأمريكا وضد القمع والرجعية والحرب والحصار وذبح النساء. وهو ماادى الى فشل ندوة الجلبي وفضحه شخصيا وبالتالي هروبه. من الافضل لهم ان لا يدعو الناس الى ندواتهم ماداموا لا يتجرأون على الجدال والمواجهة السياسية.

ان ما يثير الانتباه هو ان هذه الزمرة قد تعلمت دروسا من اسيادها في وزارة الخارجية والمخابرات الامريكية، فبمجرد ان يروا ان احدا ما يتصدى لهم سياسيا، يبدأون بالصراخ والعويل قائلين " الارهاب، الارهاب، انه قادم "!! رغم انهم بذلك لا يعبرون سوى عن عمق سذاجتهم، لانه لا يمكن الصاق تهمة الارهاب بالحزب الشيوعي العمالي العراقي وبالاخص عندما يكون من يطلقون هذه التهمة هم من مأجوري امريكا، وان ذلك سيكون من صالحنا لدى الجماهير الداعية للتحرر. ما يثير الدهشة هو ان هؤلاء يطلقون علينا تهمة الارهاب في وقت يرحبون فيه وامام انظار المئات دعوة امريكا لاكبر عمل ارهابي وقتل جماعي لجماهير العراق وتهديدها بالسلاح النووي.

أمر الدكتور الجلبي عددا من خدمة وزارة الخارجية الامريكة الذين يطلق عليهم اسم الدكتور، كي يكثروا الحديث حول التشكيك بالحزب الشيوعي العمالي العراقي. بماان العمالة بينهم مبدأ ولا يملكون شيئا سواها، يعتقدون بان هذه الثرثرة واطلاق التهم سوف تلصق بنا كذلك. ان ما يقوله هؤلاء" الدكاترة" غير الكفوئين كلام عديم الوزن ولا يستحق اي رد، وليقولوا ما يحلوا لهم من هذه الاقاويل. الا ان السؤال الحقيقي هو لماذا لا يعتاش هؤلاء من وراء مهنتهم ومن وراء عمل شريف ان كانوا حقا دكاترة؟ لماذا يلجأون في هذا السياق  الى العمالة للسياسة اللاانسانية لامريكا ويبررون غطرستها!؟ الم يجدوا مهنة اشرف من تحولهم الى مفسرين شغلهم اليومي "اظهار الجوانب المشرقة" للحصار الاقتصادي المفروض على الاطفال وجماهير العراق وللسياسة الامريكية الداعية للحرب والقصف والتهديد باستعمال السلاح النووي؟!

ان تربية هؤلاء هي تربية البعث بالكامل، منذ اكثر من ربع قرن وجماهير العراق تعايش تلك السياسة القبيحة للبعث، التي تحل ذبح مخالفيها السياسيين بتهمة " الاشتباه والتجسس للاجنبي " والتي تم بموجبها اعدام عشرات الآلاف.  اين هي شطارة ودهاء زمرة الدكتور الجلبي والزمر الاخرى التابعة لامريكا حين تقدم الآن على اللجوء الى هذا التقليد البعثي؟ ان مايثير الاستغراب هو ان احد الاطراف الرئيسية لجبهة الكتور الجلبي هذه ، و نعني الاتحاد الوطني الكردستاني، اعترف وعلى لسان نوشيروان مصطفى نائب جلال الطالباني يوم 4 1/ تموز / 2000  بان احد الاسباب التي ادت بهم الىالقيام بشن هجوم مسلح على مقراتنا وقتل رفاقنا هو اننا متطرفون في معاداة النظام البعثي وقد ضغط عليهم النظام كي يهاجموننا ويحدوا من نشاطنا.

على اية حال لا حاجة الى كل هذا الصراخ والعويل ولا حاجة بهم الى القلق من اننا سنمنعهم من ممارسة نشاطاتهم و عقد ندواتهم، اذا كانوا يملكون الجرأة للجدال والمواجهة السياسية فليعقدوا ندواتهم دون خوف، الا انهم يجب ان يعلموا باننا متواجدون في كل مكان وسوف نواجههم سياسيا حول سياساتهم الرجعية واللاانسانية  ونزيح الستارعن وجوههم. ان سياستنا هي اننا نمنع المجرمين البعثيين وقتلة جماهير العراق ان يرفعوا رؤوسهم في الخارج ويتحدثوا، والمثال العملي على سياستنا هذه هو ما قمنا به ضد شوارسكوف وكلينتون وممثلو البعث في مؤتمر العمل الدولي، يجب ان يحاكم هؤلاء على جرائمهم. الا اننا نعترف لاكثر الاطراف رجعية ولافراد المعارضة العراقية بحق القيام بعملهم السياسي وعقد الندوات والاجتماعات و.... ومن حقنا كذلك ان نزيح الستار عن رجعيتهم ورسائلهم السوداء واللاانسانية. ومن يحاول منعنا من ممارسة حقنا هذا كما فعلت زمرة الجلبي، وتقدم على ممارسات غير اصولية بحقنا، سوف يلاقي ما لاقاه الجلبي. ومن يهددنا سيضرب رأسه بالحائط.

الا ان من يعقد آماله وأمانيه على الحرب المدمرة لامريكا ويسعد بان امريكا مصرة على تمرير سياساتها المتغطرسة الى حد استعمال السلاح النووي، كي يحققوا حلمهم بالجلوس على كرسي القصر الجمهوري في بغداد، فهم بذلك يكشفون عن محتواهم الاسود القاتم لجماهير العراق ويوضحون بانهم اذا ما اصبحوا بديلا للبعث، فانهم سيتممون كل الجرائم التي لم تتح لصدام والبعث فرصة اتمامها. نحن في الوقت الذي نناضل ضد سياسة امريكا الداعية للحرب وضد غطرستها وقتلها لجماهير العراق، وفي الوقت الذي نناضل من اجل اسقاط النظام الفاشي البعثي وصدام، لدينا الوقت كذلك لفضح مخططات هؤلاء الدكتاتوريين الاقزام وافشالها، هؤلاء الذين يتمرنون على الجلوس على كرسي صدام. نحن نمثل تطلعات جماهير العراق صوب الانسانية والحرية والعلمانية والرفاه.   

           

   

           

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا