الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة تحيي الذكرى ال 48 لإنتفاضة مارس 1965 الخالدة

جبهة التحرير الوطني - البحرين

2013 / 3 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


إنفجرت الشرارة الأولى لإنتفاضة مارس / آذار المجيدة، في مثل هذه الأيام قبل 48 عاماً (الخميس 11 مارس 1965) في ساحة المدرسة الثانوية للبنين في المنامة العاصمة، وذلك مباشرة بعد إقتحام الحرم المدرسي بواسطة "خيالة" وزارة الداخلية، والإعتداء على الطلاب المنتفضين، مما تسبب في ردود فعل عاصفة من قبل الطلاب، الأمر الذي أدى إلى توحيد المجموعات الطلابية المنتمية لقوى اليسار والقوميين العرب .. حيث إندفعوا خارج أسوار المدرسة، ليتحول الغضب الطلابي العارم إلى مسيرات، إلتحمت بالعمال المتواجدين خارج تلك الأسوار!... هكذا وبهذا المشهد المهيب بدأ التاريخ يسطّر ملحمة نضالية استمرت أشهر عدة، هزت البحرين من أقصاها إلى أقصاها، سقط خلالها ستة شهداء، بجانب الكثير من الجرحى والمعتقلين والمفصولين من العمل والدراسة. كانت شعارات الإنتفاضة تزخر بالمطالب نفسها التي ما فتئت تطالب بها الجماهير في البحرين منذ العقود الأولى من القرن العشرين.

بدأت الإنتفاضة عفوية، بحراك وإعتراض على شروع شركة النفط (بابكو) في التخلص من مجموعات كبيرة من العمال، بسبب تطبيق تقنية الأتمنة (عرفت بـ " زيرو ديفيكتس") التي لم تكن في الواقع إلاّ خطة لتكثيف وتركيز الإنتاجية ومصّ قوة العمل إلى درجاتها القصوى! بدأت القصة - المؤامرة - عندما توجهت بعثة رسمية من شركة النفط الامريكية "كالتكس" (الشركة الأم لبابكو) إلى البحرين بهدف دراسة إمكانية تعزيز وضع الشركة الاستغلالي وتوفير ملايين إضافية من البترودولارات، على حساب معيشة آلاف العمال الفقراء وحياة عائلاتهم، الذي سيكونون في مهب الريح ! جاء قرار التخلص من مجموعة كبيرة من العمال كحل سحري للتنمية المالية للأحتكارات، والذي كان يعني انتزاع لقمة العيش من أفواه آلاف مؤلفة من عائلات العمال المسرحين.. كل هذا انطلاقا من منطق رأس المال، الذي يقضي بأقصى رفاهية وتخمة للأقلية الضئيلة وباقصى أرباح ممكنة للشركات الاحتكارية !

لم يعد النضال الوطني إبان إنتفاضة مارس 1965؛ بقيادة البرجوازية الناشئة ، كما كان الأمر في حركة 54 - 1956 (حركة الهيئة)، بل أضحى النضال تعبيراً عن حقيقة موضوعية جديدة.. إذ ازداد ثقل الطبقة العاملة وتنامى وعيها السياسي. ومن هنا فإن إنتفاضة مارس تميزت بطبقيتها - قبل أي شئ آخر- أي أن رأس الحربة كانت الطبقة العاملة، بجانب مشاركة الجماهير الشعبية الواسعة، بالإضافة إلى الحشود الطلابية من الجنسين (مشاركة المرأة كانت ملحوظة). وقد تجسدت أيضا وحدة القوى السياسية التي أُجبرت أن تضع خلافاتها جانبا تحت ضغط عنفوان الحركة الشعبية الواسعة، بشكل غير مسبوق من قبل.

لعله من الأمور المهمة أيضاً والتي كشفت عنها انتفاضة مارس 65، هو الترابط الوثيق بين المطلب الوطني والمطلب الاجتماعي– المعيشي، حيث انطلقت الانتفاضة بداية كاحتجاج على فصل عدة مئات من العمال. غير أن المعركة تلك سرعان ما جنحت نحو المواجهة الشاملة للشعب البحريني قاطبة ضد المستعمرين البريطانيين وسلطاتهم الحاكمة. وقد وضع المنتفضون على رأس أجندتهم المطلبية؛ مسألة الاستقلال الوطني، بجانب ضرورة تشييد المؤسسات الدستورية والديمقراطية وضمان الحريات العامة.

يقال عادة أن الانتفاضة تلك لم يتمخض عنها تحقيق كامل أهدافها مباشرة ودفعة واحدة.. ولو أنها حققت نجاحات جزئية ومرحلية في حينه .. مثل إعادة العمال المفصولين إلى أعمالهم، وفرض تنازلات ملموسة من السلطات كالسماح بالعودة التدريجية للصحف إلى الصدور، بعد توقف دام عقد من السنين. بجانب أنها - الانتفاضة - تركت آثار عميقة في مجرى النضال الوطني، وعجلت في انتزاع الاستقلال السياسي.. بل أعطت دفعة قوية لتنمية المنظمات الوطنية عدداً وعُدّة، والتفاف جماهيري واضح حولها، الأمرالذي أثبتته نتائج أول انتخابات برلمانية في بلدنا في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي، حيث استطاعت قوى اليسار البحريني لوحدها من الحصول على 40 في المائة من النواب، بدون أن نحسب حصول كتلة الوسط (البرجوازية الوطنية) على نسبة لم تقل عن 20 في المائة !

عاشت الذكرى المجيدة لانتفاضة مارس 1965

عاش نضال شعبنا في البحرين من أجل وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد



جبهة التحرير الوطني – البحرين

مارس 2013

المنامة - البحرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية نضالية الى جبهة التحرير
عادل البحراني ( 2013 / 3 / 22 - 10:42 )
نتمنى أن لا يكون حلم بل واقع عودة ممثلية شعبنا البحريني في النضال من أجل وطن حر وشعب سعيد على أساس العلمية ووحدة الشعب في اطار نسيجه الاجتماعي بعيدا عن الأنتماء المذهبي الطائفي والديني ، نعم نتمنى العودة بعد الانقطاع الذي حتمته المرحلة التاريخية التي فرضته التطورات التي مرت بها البلاد المتمثلة بالأنفتاح والسماح للعمل السياسي من خلال الجمعيات السياسية وما برهنة عليه من خطأ التغييب لصوت الجبهة وضياع عقلانية الفكر المبني على اساس النظرية العلمية وبزوغ وتصدر الفكر الأنتهازي في العمل السياسي والذي كلف شعبنا غاليا ودفع ضريبته بالأنحدار للطائفية والأصطفاف المذهبي ووقوع اليسار في مؤخرة الركب بل اتخاده لعب دور الذيل للقوى الطائفية وتزيين صورتها وأخفاء وجهها القبيح ، نعم نتمنى أن تلعب الجبهة دورها الريادي في النضال من خلال العمل على الأتصال والوصول الى افراد اليسار الصادقيين ولم شملهم من أجل خوض النضال الحقيقي لا العبثي والفوضوي من أجل حياة أفضل ووطن حر وشعب سعيد

اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟