الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق تتحول الاعياد الى احزان

يحيي شمس الدين

2013 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في العراق تتحول الاعياد الى احزان
منذ ان عرف العراق تاريخيا عرف بالدم النازف لابناء شعبه حتى اقترن اسمه بالدم فحيثما ذ كر العراق ذ كر الدم وحيثما ذ كر الدم ذكر العراق .
فمن زمن سحيق مرّ بالعراق سالت دماء شعبه في صراع دويلات هي في ارض على ارض العراق والاستئثار بخيراتها من سومر واكد وبابل واّشوروكذلك دول مجاورة له اسالت ما اسالت من دماء ابنائه .
حتى جاء الفتح العربي الاسلامي ففتح العراق في معركة القادسية والشام في اليرموك وسالت للعراقيين دماء هي اضعاف ما سالت من اهل الشام وهذا مايذكره التاريخ مع ان القائد في المعركتين هو خالد بن الوليد نفس القائد في وقبل ان يعزل يذكر التاريخ انه كان قاسيا ودمويا في تعامله مع ابناء العراق حتى سالت دماؤهم لتصبغ الفرات بلون الدم يقابله انه كان رحيما ودودا مع اهل الشام للحد الذي سمح للعوائل ان تخرج في قوافل محملة معها ماتشاء ليؤكد بموقفه هذا ان( الدم والعراق) وجهان لشىء واحد اسمه العنف في كل شيء وفي كل وقت.
ولا نطيل حين نذكر الولاة الامويين من امثال الحجاج وزياد بن ابيه وابنه والاخرين من الذين ولغوا بدم العراقيين في تعاملهم بالحديدوالنار ثم ابناء عمهم العباسيون والصراع الصفوي العثماني على ارض العراق حين يقوم الصفويون باضطهاد سنة العراق لا لشيء الا لاختلافهم مذهبيا معهم ويقوم بالمقابل العثمانيون باضطهاد وقتل الشيعة لا لشيء الا للسبب نفسه الذي تذرع به الصفويون .
لندع التاريخ البعيد جانبا ونذ كر اذار فقد كان للعراقيين عيدا منذ اقدم العصور بغض النظر عن اسبابه ومسمياته وقد شاء لنا القدر ان نكون معلمين في مناطق هي قريبة من شمالنا احبيب وشهدنا تغيّر الارض هناك وارتدائها ثوبا جميلا هو بساط اخضر فيه اجمل زهور الدنيا لونا وانسجاما مع بساط اخضر وفسيح وكما ارتد ت الارض ثوبا جميلا وجديدا قابلها الناس بارتداء ثيابا اجمل زاهية متعددة الالوان محاكات للزهور المتعددة الالوان .
كان لنا عيدا فتحول بجهود الارهابيين الى احزان وماّتم ودموع مخلفا الارامل والايتام والثكالى وتدمير مادي ورعب يحبس الناس انفسهم في بيوتهم حتى في اعيادهم التي كانت يوما اعياد ليؤكدا ما قيل عن العراق واقترانه بالدم .
ولاذار في عراق الامس واليوم احزان واحزان لا يزال الاحياء من مدينتي يتذكر ماّسي اذار عام 91 حين شن الطاغية حملة ابادة شملت العراق من جنوبه الى شماله وسالت حينها دماء بريئة تسقي صحراء كربلاء وهي تحاكي الدماء التي سالت عام 60 هجرية للحسين واهل بيته واصحابه ولتقول لها عام 91 كما ورد في احدى القصائد الحسينية الرائعة (جابر يجابر مادريت بكربلا شصار )
لا اعلم متى يرتوي الارهابيون من دماء العراقيين الابرياء وهل ياتي زمان ينفصل هذا التوأم القاتل (العراق والدم ) ويزيدوا كما الدول الاخرى اعيادهم بهجة وسرورا لابل يحولوا احزانهم الى دروس وعبر واعياد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة