الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قتل السيد محمد صادق الصدر: صدام أم الكهرباء؟

محمد ضياء عيسى العقابي

2013 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من قتل السيد محمد صادق الصدر: صدام أم الكهرباء؟
محمد ضياء عيسى العقابي
السيد مقتدى الصدر المحترم،
لدي سؤال جاد أطرحه عليكم وهو : كيف مات المرحوم الوالد؟
الخبير في القانون وأحد نواب كتلة الأحرار وعضو اللجنة القانونية البرلمانية وأحد قياديي التيار الصدري الذي تتزعمونه، الدكتورُ أمير الكناني وضعني في حيرة. ففي برنامج "بالعراقي" في فضائية "الحرة – عراق" بتأريخ 14/3/2013 شارك الدكتور الكناني في ذلك البرنامج الحواري الذي كان بعنوان: "تصاعد حدة الخطاب الطائفي في العراق". أذهلني السيد الكناني بقوله إن العراق لم يعرف الطائفية قبل التغيير عدى بعض الأعمال البسيطة التي قام بها النظام هنا وهناك.
ما أن سمعتُ كلام السيد الكناني حتى تراقص أمامي السؤال التالي يا سيد مقتدى: من الذي قتل السيد محمد صادق الصدر وولديه، إذاً؟
فجأةً عادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام السوداء، حين كنتُ هارباً من النظام البعثي الطغموي* إلى ليبيا، وبدأت الأسئلة تتزاحم في ذهني:
ألم أشاهد المرحوم الوالد بأم عينيَّ في شاشة التلفزة الليبية لعدة ثوانٍ وهو مرتدً الكفن الأبيض ويخطب في جامع الكوفة قائلاً: "حافظوا على إسلامكم، حافظوا على تشيعكم "؟ ألم تنتشر أخبار إغتياله وإستشهاد أخويك معه على يد السلطة البعثية الفاشية في أرجاء الدنيا؟ ألم تخرج تظاهرات غاضبة في عدة محافظات من العراق وأهمها في الناصرية وقَمَعَها النظام دموياً وحاول التعتيم عليها؟ ألم يعترف النظام البعثي الطغموي بعد أسابيع بخروج تلك التظاهرات؟
ثم سألتُ نفسي:
هل هذه كلها أوهام والحقيقة هي ما تفوه بها الدكتور الكناني من أن أفعالاً طائفية لم تحصل قبل 2003 إلا أمور بسيطة هنا وهناك؟ هل أن إتهامي للنظم الطغموية الملكي والقومي والبعثي، بالطائفية هو إتهام باطل؟
وهل أن إتهامي الطغمويين بتأجيج الطائفية لأعلى وتيرة بعد سقوط نظامهم الطغموي في 2003، ولحد هذا اليوم، والذي كان من باب معارضة ورفض الديمقراطية والنظام الديمقراطي والعراق الجديد بعد أن أفلسوا إفلاساً تاماً وما عاد لديهم أي منجز يفخرون به أو يستثيرون همة الجماهير به لمؤازرتهم في إرهابهم الموجه ضد الشعب والديمقراطية بدعوى المقاومة والهادف في واقع الحال إلى محاولة إسترداد سلطتهم الطغموية ذات المنافع المادية والمعنوية وبأي ثمن – هل هذا الإتهام باطل هو الآخر؟
أنا واثق ومؤمن بكل ما قلتُه وإني أعارض ما طرحه الدكتور الكناني جملة وتفصيلاً.
ما كنتُ أود، يا سيد مقتدى، أن أنكأ الجراح لولا خوفي على مستقبل العراق. فالدكتور أمير الكناني ، كما يبدو، يأمل أن يرتقي في سلم المسؤولية إلى مستويات عليا في التيار والدولة العراقية. لذا فهو يعد نفسه لكي يبدو "عاقلاً" و "متوازناً" و "بارعاً" و "ليس طائفياً كالمالكي" و "خوش ولد" و "إبن حمولة" لكي ينبهر ويقتنع به الطغمويون والتكفيريون ويُقلعوا عن إرهابهم وعدائهم للديمقراطية خاصة وأنهم "لم يتلوثوا بالطائفية كما تلوث المالكي ومنتخبوه".
المؤسف أن الدكتور الكناني حاول رسم الصورة التي أرادها لنفسه عن طريق لوي عنق الحقائق التأريخية وتزييفها؛ فبرّأ النظم الطغموية من ممارسة أبشع أنواع الطائفية.
فإذا كان السيد الكناني اليوم بهذه العقلية فأي تزوير للتأريخ وغير التأريخ سيمارسه عندما يتسلق سلم المسؤولية إلى مواقع أرقى؟
فهل نستبعد منه أن يأتي يوم يقول فيه الكناني إن الشهيد محمد صادق الصدر وولديه الشهيدين لم يقتلهم صدام بل صعقتهم كهرباء الثلاجة، وحديث الثلاجة معروف لدى العراقيين؟
أمل منكم، يا سيد مقتدى، تنويري أين تكمن الحقيقة؟ هل في قول الدكتور أمير الكناني أم في ما إختزنت من معلومات في ذاكرتي.
تقبلوا تحياتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |