الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل صحيح ما يجري في العراق دكتاتورية طائفية ودينية كما يقول جلال محمد

خالد بهلوي

2005 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم اكن يوما من أنصار أمريكا ولست من دعاة الرأسمالية والاستغلال لأنني منذ صغري درست وتعلمت بان الاشتراكية هي العدالة والمساواة بين الفقراء والكادحين من جهة وبين الأغنياء والطاغيين من جهة أخرى وان الحل الوحيد لمشاكل البشرية هي بالقضاء على الطبقات الظالمة التي تمتص وتنهب قوت وجهد العمال والفلاحين وان تحقيق الاستقلال والحرية للشعوب بتحديد مصيرها ومستقبلها لا تتم إلا بالاشتراكية
وكان ثقتي بهذا الشعار يزداد مع تقدم الاشتراكية وانتصارات ثورة أكتوبر العظمى منذ العشرينات من القرن الماضي وكانت هذه الثورة حلما للطبقات المسحوقة بالقضاء على الاستغلال والاستثمار من قبل أمة لامة اخرة وشعب لشعب اخر
وللأسف وبعد أن انهيار النموذج السوفييتي للاشتراكية وانهار معها حلف وارصو اصبح حلف الأطلسي والإمبريالية الأميركية سيدة العالم بلا منازع لتملكها القوة العسكرية والاقتصادية فأصبحت تصدر النظريات والمفاهيم الجديدة مثل العولمة والقطب الواحد ومحاربة الارهاب ونشر الحريات والديموقراطية وشرعت باحتلال أراضى الغير لنهب خيرات الشعوب ولتجد لها ولشركائها في الحلف الأطلسي أسواق التصريف والنفط والمواد الأولية الرخيصة وبيع أسلحتها الفتاكة بذرائع شتى
وبدأت باتباع سياسة جديدة فبعد ان كانت تدافع عن الحكومات الدكتاتورية والأنظمة الشمولية وتساعدها لقمع شعوبها أصبحت الآن تدافع عن الشعوب ضد الحكام والمستبدين وبدأت بالعراق لتخلق نموذجا ديموقراطيا على طريقتها
فدخلت العراق بالقبضة العسكرية وقضت على النظام الدموي الفاشي الصدامي وخلص الشعب العراقي من هذا المجرم وفتح المجال واسعا أمام قوى المعارضة أيام صدام بان تدخل العراك السياسي وترتاح من التهجير والقمع والاعدامات لتتنافس على ادارة البلاد بشكل سلمي ديموقراطي
فاعتمدت كل قوة على ماضيها المجيد وحجم تضحياتها ودماء شهدائها الأبرياء الذين سقوا كل شبر من ارض العراق لنيل الحرية فكان المراكز والمسؤوليات بحجم دماء الشهداء والتضحيات التي بذلت ضد نظام صدام حسين وأعوانه فكان للشيعة والأكراد النصيب الأكبر من ثقة الشعب والتي انعكست في صناديق الانتخابات والتي توجت بتشكيل جمعية وطنية ممثلة لجميع أطياف وفئات وألوان المجتمع العراقي بجميع قومياته وأديانه ومذاهبه
ولاول مرة تشابكت أيادي الشيوعيين مع القوى الإسلامية مع الاقليات والقوميات لتشكل لوحة جميلة رائعة بعد نضال مسلح وثوري مشترك ضد صدام واز لامه
فبعد إن كان التضامن لسقوط صدام اصبح التضامن والنضال المشترك لبناء ما دمره صدام من شوارع وبيوت أكثر من مرة وتهجير قسري واعدا مات أمام أفراد الأسرة
وبنفس الروح واعترافا للجميع بحجم تضحياتهم شاركوا في السلطة وتوزعت المراكز السيادية
فنال الشيعة رئاسة مجلس الوزراء ونال الأكراد رئاسة الجمهورية ولاول مرة في تاريخ العراق وفي البلاد العربية يتوج كرديا لهذا المنصب السيادي وتكتب العناوين بالأحرف الكبيرة الكردية إلى جانب اللغة العربية
وبهذا برهن جميع العراقيين وفي جميع المقابلات الرسمية بضرورة نيل كل قومية واقلية حقوقها المشروعة وان يكون لها دور في بناء دولة عراقية ديموقراطية ولم يفرقوا بين أي مواطن يحمل الجنسية من أي قومية أو مذهب أو طائفة وان ساحة البناء مطلوب من الجميع ولكل امرؤ دور وفسحة للبناء لاعادة الثقة بين أفراد المجتمع بعد أن كان يخاف الأخ من أخيه
وكان ذلك صفعة كبرى لكثير من الحاقدين الذين تعلموا وكبروا بان الأكراد جنس غريب في قلب الأمة العربية وحاربوها بشتى الطرق والوسائل من تهجير وقتل وبطش إلى حرمان من ابسط الحقوق الإنسانية
ولاول مرة أكد العراق بان لكل مواطن الحق في الترشيح والانتخاب وان يتبوأ المراكز القيادية دون انقلاب أو ضغط أو إكراه وكل هذا ليس ترسيخا للطائفية أو الدينية كما يتصورها البعض ومنهم الأخ جلال محمد عندما يقول أن هذا دكتاتورية طائفية ودينية ونسي أو تناسى دكتاتورية صدام حسين ونسي وتناسى إن تداول السلطة عند اكثر الحكام العرب وراثية ملكية لا ولن يسمحوا لاحد أن يفكر بأي مركز ولو كان محافظا مهما كان درجة وطنيته ومرتبته العلمية ونضاله وتضحياته
أن تتويج الأخ جلال الطالباني الكردي لرئاسة الجمهورية في بلد عربي انتصار لكل الوطنيين المخلصين الغيورين على مستقبل بلادهم ونصر لكل الشهداء الذين سقوا بدمائهم الطاهرة كل شبر من ارض العراق وخير دليل على ذلك اعترافات القادة والرؤساء بحق الاخ جلال وأحقيته بشغل هذا المنصب الرفيع ولاول يتحدث جميع العراقيين بضرورة أهمية إعطاء جميع الاقليات والمذاهب الحق في كتابة الدستور والمشاركة بالسلطة بعد أن كانوا ا يتشاركون أقبية السجون والاعدامات أيام صدام المقبور
حتى إذا كان لنا الكثير من الملاحظات والانتقادات على هذه التجربة الجديدة سوف يتم تلافيها إذا بقي الجميع يتعاملون ويفكرون بهذا الروح وهذه العقلية وسوف يناضلون معا لتحرير أرضهم ويطردون القوات الغازية من بلادهم ويصبحون أسياد أنفسهم ويبرهنوا بان زمن الدكتاتوريات انتهت الى غير رجعة وان الديموقراطيه هي الحل الامثل للشعوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكثيف الضربات على مواقع الحوثيين للحد من قدراتهم على مهاجمة


.. متظاهرون إسرائيليون يغلقون شارع أيالون في تل أبيب للمطالبة ب




.. أكسيوس: البحرية الأمريكية أنفقت مليار دولار على الذخائر لموا


.. مظاهرة في العاصمة الألمانية برلين تطالب بوقف الحرب على غزة




.. الاتفاق على على قواعد المناظرة الأولى بين بايدن وترمب