الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلاميين و فجوة العقل و الضمير

مازن صلاح الأمير

2013 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


إن أدعياء الدولة الدينية عموما يعانون من أزمة ضميرية خانقة تكمن في زوايا نظرهم لجموع الإنسان غير المسلم و ذلك من خلال محاولاتهم المحمومة ل(شيطنته) ليفتحوا الباب بعد ذلك على مصراعيه لإضطهاده دينيا و سياسيا بإعتبار أنه يقل دونا بالنسبة له ،هو الممنوح حسب تصوره الحق الإلهي في الغفران و العقاب لذا يمكن القول أن الإسلامي ليس مهموما بإصلاح المذنبين بقدر إشتهاءه لمعاقبتهم و يتمثل ذلك في رغبتهم الجارفة في سن قوانين حدية و جزائية تنم عن حقد و تشفي بل و الإصرار عليها بإعتبار أنه المنقذ من الضلال و الهادي إلى سبيل الرشاد ، وأغفلوا بنفس السرعة أن هذه العقوبات ليس غاية في حدها بل وسيلة لتقليل الأضرار التي تصيب المجتمع من بعض المسالك التي يمكن إنفاذها عبر وسائل أخرى متحضرة تتناسق و إنسان الآن و لا تؤدي إلى التكريس على دونيته إجتماعيا و تشويهه بدنينا في جرائم قد يعاقب عليها و يكون هناك إحتمال عدم إرتكابها له وارداً ، و ما محاكم العدالة الناجزة إبان فترة الديكتاتور نميري و تحالفه الآثم مع جماعة الترابي إلا مثالاً فاضحا على همجية المنفذ و المشرع.
الفخ الأخلاقي الذي يسقط فيه الإسلامويون هو في أنهم يحاولون فرض الشريعة قسرا مع عدم مراعاة التباين الذي قد يلازم المجتمع في نسبية الأخلاق و التدين الفردي ، فمثلا من المنطقي في جوانب السلوك المتماهي مع المعتقد الديني يكون الجانب الأكثر صحة بالنسبة للدين ذلك الذي يقف فيه رجال الدين و لكن ليس من الضروري أن يكون هو الأصح مع ذلك سيحاول هذا المتدين فرض رأيه عن طريق النص لا العقل و تبني الدولة لرأيه بإعتباره تشريعا ملزما ، و هو ما يفتح الباب على مصراعيه على أشكال من التدين النفاقي بإستخدام أشكال من التقية تمنع من التصادم أو التعارض مع دين الدولة الرسمي و هو ما يختلف مع جوهر كثير من الأديان التي تستلزم إيمانا قاطعا يقينيا ، و عودا على نقطة الفجوة الضميرية فإن شذوذ الإسلامي عن القاعدة الذهبية للأخلاق و التي تنص على الفرد يجب أن يقيس تصرفه بالنسبة للآخرين من حيث وضع نفسه في موضع المفعول به ، و لو فرضنا مثلا أن هناك سلفي لا يرى في الحياة إلا سبيلا لموت جهادي يستلهم فيه بطولات الأولين و في المرأة موضعا جيدا لحيوانيته و لحيته الأناركية أجمل عنده من أزاهير الرياض ، لو فرضنا أنه ألقي به في جزيرة معزولة و ليس بها إلا مجموعة من الرجال الذين يدينون ب(الرانكارانية)* التي تلزمهم بأن يتناولوا حبوب الهلوسة مع المغيب و يمشوا عاريين مع الظهر و يعتبر كل من لا ينفذ ذلك مذنبا و تجب معاقبته ، هل سيطيب المقام لسلفينا المبجل بهذه الجزيرة ، أم أنه سيطالب بقوانين وضعية حينها تراعي التعدد الديني و الطائفي ، ليصبح وبكل أسف علمانيا فاسداً!!!!
الفجوة العقلية الملازمة للإسلاميين هو قشورية قضاياهم ، فمثلا نحن نتمتع بهيئة علماء عالية الكفاءة من الناحية الفكاهية ، و يمتلك فقهاءها غباءاً لا يمكن أن يحسدهم عليه أحد بل يرق لتبلدهم قلب الكافر-حسب تعابيرهم- فالقضايا المحورية بالنسبة لهم هي هل سفر الرئيس للجنوب شرعي أم بدعة !!! ، و لم نسمع يوما و لو على سبيل الشائعات ذات الغرض أن هيئتنا الهمامة ناقشت تدهور المناهج التعليمية أو تفشي ظاهرة الإغتصاب في مدارس الأساس ، فالإسلاميين في حاجة عاجلة لنفض غبار صحراء نجد عن عقولهم و محاولة الإسراع في الإلتحاق بركب العالم و العلوم ، لكن لو إستمروا في محاولاتهم بأن يجعلوا لكل العلوم نصا قرآنيا يليق بها فلن يبلغوا علما و لا دينا ، بل سيظلون كما هم يفوقون الجهل العريض!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا