الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيوم الإرهاب والطائفية

عدنان فارس

2005 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليس كالعادة والمعهود وعلى مدى اكثر من أربعة عقود حيث كان اللص الأول في العراق (الرئيس العراقي) يطل من خلف النافذة التلفزيونية على الشعب ب (البيان الاول) نصفه مليء بالسب والشتيمة ضد سلفه ونصفه الثاني مليء بالضحك على ذقون العراقيين.. على عكس ذلك أطلّت هيئة رئاسة العراق الجديد، المنتخبة، وجهاً لوجه امام الشعب يتقدمها المناضل الكوردي العراقي (جلال الطالباني) متأبطاً (جلال الكلمة) مستهلاً مخاطبته الشعب العراقي وممثليه ب: سيداتي سادتي.... نعم لقد حلّ العهد الذي يكون فيه العراقيون سادة رئيسهم.
لقد تعهد الرئيس الطالباني بتبرير ثقة ممثلي الشعب بتكليفه ونائبيه الاشراف على التنفيذ الأمين والحريص والدقيق لما جاء في بنود ومواد وفقرات قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية كأساس متين لتهيئة البلاد ووضعها على أعتاب المرحلة اللاحقة مرحلة الاستقرار والانطلاق بخطىً ثابتة وواثقة نحو المستقبل المنشود في بناء العراق الحر الديموقراطي الفيدرالي المزدهر.
عدم الاستقرار السياسي والتسيّب الإداري إضافة الى الدسائس والنوايا العدوانية من لدن بعض دول الجوار وكذلك شعارات وفتاوى الارهاب (الجهاد) والدعوات للمقاومة (السلمية والدموية) .. كل ذلك شكّل الأرضية لتأسيس الإرهاب في العراق. ماكان لفلول البعث المندحر ان تتجرأ في الانتقام لسقوط صدام وبعثه وبالتحالف مع أعداء الحرية والديموقراطية داخل العراق وخارج حدوده وحيث أن كل (جيوش وسرايا وعصابات) الارهاب العاملة الآن في العراق لولا انها تلقت ولم تزل تتلقى الدعم المباشر والمتنوع من تدريب وتجهيز وتمويل من قبل النظامين الحاكمين في ايران وسوريا ومن تنظيمات وفقهاء الارهاب الاسلامي في الاردن والسعودية وحتى في تلك البعيدة عن الحدود وما اكثرها حين تعدّها.. إنها الفزعة الإرهابية ضد الشعب العراقي.. لقد تفاجأ العراقيون بردود الفعل (العربية والاسلامية) على سقوط ابشع نظام حكم شهده العراق وبدلاً من التهاني والاستبشار يتلقى العراقيون دفعات من الارهابيين لبث التروبع ونشر القتل بين صفوف أبناء وبنات العراق وتخريب البنى التحتية وتدمير الموارد الاقتصادية. لقد نجح الارهابيون في إطالة أمد معاناة الشعب العراقي.. ولكن لماذا؟ الارهاب، منذ تأسيسه في العراق، كما نعلم ويعلم الجميع وكما ورد في خطاب تنصيب الرئيس جلال الطالباني (مستورد).. فماذا بعد تشخيص سبب الداء سوى المباشرة في العلاج؟ هل ان العلاج يكمن في داخل العراق أم نستورده من الخارج هو الآخر؟.. اذا كان مايحدث في (المثلث السني) و (مثلث الموت) وحتى في (مثلث برمودا) هو بسبب (الوهابية والسلفية وأعداء الشيعة) فما هو اذن سبب مايحدث من جرائم في مدينة الثورة وفي البصرة وصفوان وفي العديد من مدن الوسط والجنوب..!؟ هل ان جيش المهدي وقائده (الصدر الثالث) هم وهابيون؟ وهل ان حكام ايران الذين يديرون الارهاب في العراق وهابيون؟ وهل ان الروزخونية او (جند المرجعية) كما يسمون انفسهم حالياً الذين هدّدوا وتوعّدوا العراقيين بنار جهنم إن هم لم يصوتوا لقائمة المائة الف مسلح.. وهابيون ايضاً؟
الارهاب، او المقاومة الدموية، تأسس في العراق بفضل اولئك الذين بادروا الى اطلاق شعارات (المقاومة السلمية) ولم تمر بعد إلاّ ايام قلائل على اندحار سلطة البعث مُدّعين أن (إسقاط صدام هو احتلال) تنبغي مقاومته (سلمياً).. فما كان من فلول البعث وعصابات الارهابيين واعوانهم في ايران وسوريا إلاّ ان بادروا الى تطوير (المقاومة السلمية) وتصعيدها الى (دموية).. نعم الارهاب في العراق مستورد بأساليب وطرق تنفيذه أما بذوره فهي موجودة اصلاً في داخل العراق قوامها السلفية الدينية (الشيعية منها والسنية) ومرجعياتها التي تحرص على دسّ أنفها في الشأن السياسي العراقي وكذلك نقص الولاء للعراق وتفضيل حقوق الطائفة والفئة على حقوق المواطنة والشعب.. صدام وأزلامه الآن في السجن وينتظرون حكم القضاء العادل بشأن الجرائم التي ارتكبوها ضد الشعب العراقي والشعوب المجاورة وبعث صدام والعفالقة قد اندحروا والارهاب (المستورد) ينحسر ويتضاءل وحتماً سيندحر وقريباً انشاء الله بفضل إرادة الشعب العراقي وبسالة قواته الأمنية ومؤازرة قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات ولكن من المسؤول عن معاناة العراقيين من نقص الخدمات الاساسية وتلاشي بعضها تماماً وتفشي الفساد الاداري حيث الرشوة والمحسوبية الطائفية والحزبية والمناطقية في وزارات ودوائر الدولة التي يقودها (الوطنيون الجدد) وتحويل الممتلكات العامة الى مقرات للنشاط الطائفي والحزبي وإقامة (المحاكم الشرعية) لجلد العراقيين وسلب حرياتهم وانتهاك كرامتهم.. ان هذا إرهاب بلا شك ولكن هل هذا إرهاب مستورد أم محلي؟ لقد عرفنا أن (هيئة علماء الضاري) هي الجناح السياسي للارهابيين وأن أعضاء هذه الهيئة ينسقون العمليات الارهابية.. ولكن ماذا عن رؤساء الشيعة الدينيون منهم والسياسيون الذين يصرحون بأنهم لا يجبرون المرأة العراقية على ارتداء الحجاب ولكنهم يغضون الطرف عن جرائم (الجندرمة الشيعية) ضد هيبة الدولة والقانون وضد الحقوق المدنية في وسط وجنوب العراق وضد حرية وكرامة العراقيات وحتى ضد الحلاقين! وضد موارد رزق وعيش بعض العراقيين المشروعة والمقرّة اجتماعياً وقانونياً.
تحية ود وثقة لهيئة الرئاسة وللسيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية وللسيد ابراهيم الجعفري المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. نطالبكم بفرض سلطة وهيبة قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية، لحين كتابة الدستور الدائم والمصادقة عليه، وملاحقة وايقاف الخارجين على القانون و(المحليين) بالذات فانهم ركائز الإرهاب الوافد من خارج الحدود.

عدنان فارس
[email protected]
8 / ابريل / 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق