الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعوش طائرة عكس اتجاه الزمن

زينب منصور حبيب

2013 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



إزاء التزايد المتسارع في النشاط الطيراني، كان من البديهي أن تقع حوادث طائرات رغم كل احتياطات الأمان التي يتم اتخاذها.
فلا يكاد يمر عام إلاّ ونسمع عن حوادث الطائرات، والتي يكون أغلبها كارثي يودي بضحايا، ونادراً ما ينجو بعض الركاب من حوادثها، فمنذ بدء الطيران بدأت معه حوادث الطائرات حتى أن كل الأساطير الإغريقية بل وحتى العربية التي تحدثت عن بداية محاولة الطيران للإنسان كانت نهايتها موت البطل، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف الطيران ولم تتوقف حوادثه حتى يومنا هذا ولا يبدو أنها سوف تتوقف في المستقبل القريب بالرغم من كل الإجراءات والمقاييس والتحوطات المتخذة والتي جعلت الطيران آمن وسيلة نقل على الإطلاق مقارنة بكل وسائل النقل الأخرى برية وبحرية، فقد وصل العالم إلى نسبة 1.5 حادث كل مليون رحلة طيران، وهذه الدرجة من الأمان العالي لم يتوصل إليها عالم الطيران من فراغ ولكن نتيجة لفعالية التحقيق في الحوادث السابقة والتعلم منها وأخذ العبر وتفاديها في مستقبل الأيام.
وحول الإحصاءات والأرقام المتعلقة بوقوع حوادث الطيران نجد أنّ (79%) من حوادث الطائرات تقع داخل حدود المطار، و(73%) من مجمل الوفيات الناتجة عن حوادث طائرات تحدث عند ارتطام الطائرة بالأرض، أو تصادم في الجو، وإنّ (25%) من تلك الحوادث يتبعها اندلاع حريق هائل يحتوي على غازات سامة، قد تكون سبباً لموت العديد من الركاب حتى قبل سقوط الطائرة.
ويتفق خبراء الطيران على أن لكل حادثة أسبابها، وليست هـناك قاعدة
للأسباب التي تتسبب في الكارثة، فهناك أعطال فنية وأخطاء بشرية وأسباب جوية، وفي معظم تلك الحوادث التي تقع يسعى المحققون إلى معرفة الأسباب الاحتمالية التي أدت إلى الكارثة في ظل توافر العوامل التي تساعدهم على الوصول إليها، وعندما يفشل المحققون في الوصول إلى تلك الأسباب فإن ذلك يرجع إلى عدم توفّر الأدلة التي تساعدهم على كشف الحقيقة، رغم وجود الصندوق الأسود الذي يساعد المحققين في التوصل لمعرفة أسباب الحادث.
وبالنسبة للظروف الجوية فالاتفاق تام على أن نسبة الأحوال الجوية في حوادث الكوارث الجوية قليلة جداً حالياً، بعد تقدم الأجهزة الخاصة بالتنبؤات الجوية، حيث يتم تقديم رصد جوي لكل رحلة جوية تشمل الأحوال الجوية المتوقعة خلال الرحلة وتجدد كل (30) دقيقة وتبلغ لقائد الطائرة أثناء الرحلة من خلال أحد أجهزة الطائرة، لذلك فإن عوامل الجو هنا تمثّل أقل الأسباب، ما عدا الظواهر الجوية التي تتسبب في الكـوارث، فإن العواصف الرعدية تمثّل العدو الرئيس للحركة الجوية، وبخاصة عندما تحدث بشكل مفاجئ لم يتم التنبؤ بها، وهذا ما يعطي للطائرة الأولوية للهبوط في أي مطار قريب قبل التعرُّض لمخاطر تلك العواصف، في حين تزيد نسبة العامل البشري في الكوارث الجوية لتصل إلى 72% من خلال الخطأ البشري سواء في القيادة، أو الصيانة، أو المراقبة.
إن سقوط الطائرات دائما ينتج عن أخطاء تكون متوزعة على ثلاثة عناصر أساسية:
1- أخطاء الطيار التي قد تكون السبب في الحادث، فخبراء سلامة الطيران يعودون نسبة 50% من حوادث الطيران إلى العامل البشري بسبب عدم كفاية المهارة والخبرة لدى الطيارين، ويؤكدون أن مستوى وحجم أعداد القادة الطيارين في المؤسسات التعليمية التابعة للطيران المدني لا يتطابقان مع احتياجات شركات الطيران، مما يتعيّن معه اتخاذ إجراءات ضرورية رامية إلى إتقان الأمور التدريبية، فالطيار الجيد هو الذي يرفض الإقلاع بالطائرة بمجرد شكه بوجود أي عائق قد يؤثر على الرحلة، سواء عند الإقلاع أو في الطريق أو عند الهبوط، مؤكداً أنه قد يهاجم من شركته ويقال عليه جبان وخائف، ولكن هذا أرحم بكثير من ارتكابه كارثة تؤدى إلى وفاة البشر.
2- أخطاء الإداريين في المطار:
من الأسباب الشائعة لتحطّم الطائرات زيادة حمولتها المقررة لها بشكل كبير، فقد بيّنت التحقيقات التي أُجريت على عدد من الطائرات التي تحطمت أن الأسباب المرجحة لتحطمها هو تحميلها وزناً زائداً يفوق الثمانية أطنان، ومن المعروف أن الحمولة على متن الطائرات ثلاثة أنواع:
1- الوقود 2- الركاب 3 - البضائع
وكل طائرة لها حدّ أقصى وحدّ أدنى من الحمولة، فإذا كانت رحلة الطائرة قصيرة لا تكون خزانات الوقود مليئة، وبالتالي يمكن زيادة الحمولة في الركاب، أو البضائع ضمن الحد الأقصى، إلاّ أنه من الخطر زيادة الحمولة في الرحلات الطويلة، حيث إن الخزانات مليئة بالوقود، فعلى سبيل المثال في طائرة من نوع (727) ذات المحركات الثلاثة في الخلف وأثناء قيامها برحلة طويلة لا يمكن تحميلها إلى الحد الأقصى المسموح به، لا من حيث الركاب ولا البضائع، وهو أمر تتغاضى عنه بعض الشركات، وبالتالي يؤدي إلى تحطّم الطائرات، يضاف إلى ذلك العشوائية في توضيب الحمولة، وجاهزية المطارات تتحمّل جزءاً من أسباب كوارث الطيران، وخصوصاً في حالات تحطّم الطائرات عند إقلاعها من المطارات، فقِصر طول المدرج سبب، ووجود أي جسم غريب على أرض المدرج كالحيوان كفيل بتحقيق كارثة، كما حدث لطائرة (الكونكورد) الفرنسية الشهيرة عام 2000م، إذ أثبتت التحقيـقات أن كارثتها عند إقـلاعها من المطار كان سببه وجود قطع زجاج مكسّر على أرض المدرج أدت إلى تفجير إحدى العجلات في الطائرة، وهو السبب نفسه الذي أدى إلى تحطم طائرة (بوينغ 707) التابعة للخطوط الفرنسية عند انطلاقها على مدرج مطار (جواديلوب) في شهر يونيو 1963م، إذ احترقت الطائرة بعد سيرها على المدرج بقليل وقتل (113) راكبًا على متنها، وتبين من التحقيقات أن السبب هو وجود عدة مسامير أهمل عمال التنظيفات إزالتها عن المدرج.
(3_ الأخطاء المفاجئة التي تحدث نتيجة انسداد الوقود أو انفجار أحد أجزاء الطائرة بسبب الاصطدام بحاجز.
ونستنتج من ذلك أن الأسباب قد تعددت لتلك الحوادث ما بين أعطال فنية، أو سوء الأحوال الجوية، أو عمليات تخريبية، أو اصطدامات جوية، أو اندلاع النيران داخل الطائرات، أو تهالك هياكلها، أو ارتطامها بالجبال أو أن الطيور تكون أحد أسباب كوارث الطيران، حيث تجذب مراوح الطائرات أسراب الطيور القريبة من الطائرة وتشفطها إلى داخل المحركات، مما يؤدي إلى تحطم هذه المحركات، وتؤدي بالتالي لسقوط تلك الطّائرات.
وقبل أن تسقط طائرة رئيس دولة.. أو يحدث فيها عطل أو خلل بسيط سيكون كفيلاً بإطاحة رؤوس كثيرة بعد هبوطها.. رغم الاحتياطات التقنية والأمنية في درجاتها القصوى.
لكن تاريخ الكوارث الجوية سجل لنا أسماء ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين كباراً ومشاهير قضوا بحوادث طائرات، بعضها مدبر كمؤامرة" .. وبعضها قضاء وقدر وفق "البيانات الرسمية"، أو التي ينقلها إلينا الإعلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية قرب أوكرانيا


.. إسرائيل ترد على طلب الجنائية الدولية بهجوم على الضفة الغربية




.. السعودية وإسرائيل.. وداعأ للتطبيع في عهد نتنياهو؟ | #التاسعة


.. لماذا جددت كوريا الشمالية تهديداتها للولايات المتحدة؟




.. غريفيث: دبلوماسية قطر جعلتها قوة من أجل الخير في العالم