الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن:

فلورنس غزلان

2013 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن :ــ
نخوض منذ زمن في عالم نزعنا عنه غطاءً ستر عوراته كما ستر ضعفنا وعجزنا، نخوض غمار تجربة اعتقدناها ستعانق البرق بمجرد أن نصادق الفرح ونفتعل الصدق...لكن صدقاً فارقنا دهراً...لايمكنه أن يطأ عتبتنا قبل مكاشفته وفضح أمراضنا ، أو قبل اعترافنا بماصنعناه من أقفال لأفواهنا، وما صنعناه من قيود لنسائنا ، أو ماوضعناه من أصفاد تربط أعناق وأيدي وعقول أطفالنا ، سواء فعلناه بمحض إرادتنا أو خوفاً عليهم ، أو تخوفاً من مصير لانرتضيه لهم ولهن ولنا..ففي النهاية...وقبل البداية ..نحن مذنبون...فكيف نصطنع البراءة ..وأننا ضحايا فقط؟...
نحن ضحايا ارتضت الخضوع، ونحن ضحايا استعذبت العبودية ورسمت لها الدروب، نحن ضحايا تماهت بالأسياد ، نحن ضحايا فرحت لانقلاب المفاهيم والقيم واستمرأت الفساد واستعذبت اقتراف المحرمات والذنوب ...ضحايا تغمض العين وتمارس الفتك...وحين استفاقت ..وقفزت فوق مافعلته واستنكرته...لم تستطع أن تقفز فوق ظلها ولا فوق ماضيها ..وتربيتها ..ولا فوق مناهج التدريب والترهيب، لهذا رحنا نمارس وصفات الأسياد ونقلدهم في استعباد من نراه يخطو في دربٍ يتجه نحو قِبلةِ غير قبلتنا...ونستعذب أدوار الجلادين ..وإن ارتدينا ثوب المعاقين أو الضحايا...فهل يشفع لنا قفزنا المتواصل ...باجتياز الأسلاك الشائكة...ونحن مازلنا نسقط في حفر القنافذ ومصائد المقاصل القديمة؟
هل يكفي للسارق أن يحج كي يتوب؟ هل يكفي للقاتل أن يعترف كي يتوقف عن القتل وألا يعود إليه؟ وبما أننا بشر وعلمنا الرب كيف نسامح ونغفر ...سنمنح لأنفسنا ..فرصة أخرى...وها جاءت على أيدي أطفال درعا ، حين تحولوا من تلاميذ إلى معلمين...حين سلمونا مفتاح الحرية، لكني أسألكم ...أن تصدقوا معهم ومع أنفسكم، هل تبتم كلياً ، وأغلقتم الأبواب دون كل ماتعلمتموه من مدرسة الأسد وعلى يدي الأب والابن؟..هل أقفلتم الأبواب دون عزف الأنغام المنفردة ، وتقبلتم العزف الجماعي ولغة الاجتماع على الحق وصناعته ؟ هل قتلتم روح الانتقام والكراهية والتمييز ، التي شحنكم بها وألقيتم بها في بحر الظلمات إلى غير عودة؟...الأسئلة لاحصر لها وكلها تصب في هذا السياق، لكني لا أريد جواباً، بل مرآة لأنفسكم قبل النوم وحين تعزمون على القيام بأي عمل...أن لاتقفلوا دون ذاكرتكم أبواب التذكر ولا تقترفوا ذنب النسيان، بل تقارنوا بين ماتفعلونه وما علمتكم إياه مدارس الإستبداد الأسدية ، وحين تكتشفوا مثيله تخلوا عن فعله...كي لاتصطادكم سنارته التي تعرف مازرعت...ومازالت تُعَّول على تربية عمرها نصف قرن من الزمان...لستم ولسنا آلهة ..ولن تتخلوا عن نظام حياة عمره نصف قرن...تخلوا عن كل مايذكركم بنظام الأسد...لأنه يبعدكم عن نظم الحياة السوية والطبيعية...التي حلمتم فيها لوطنكم وشعبكم...كونوا أكثر صراحة مع أنفسكم ومع أبنائكم...كي لاتخسروهم، أو تحولوهم لأنصاف إنسان..مشوه بإنسانيته ، لأنهم مستقبلنا.
ــ باريس 22/3/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة