الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورحل الغالي المناضل نمير شابا - قلوبنا معك يا نسرين شابا

كامل السعدون

2005 / 4 / 9
الادب والفن


لا...
ما كان يجب أن تطوي يا صاح سريعا ...
قلبك كالدفتر ...
ثم تغادرنا فجأة ...
ما كان يجب ...
يا هذا الطيب ...
أن تتوقف في درب الخيبة عند السفح...
لتهبط ثانية في الجبّ...
أعلم أنك فاض بك الكأس ...
وما عادت فيه ثمالات تُشرب ..
أعلم أنك عشت تعيسا ...
محروما من فهمٍ أو حبْ...
أعلم أن الدنيا لم ترحمك ...
وأن همومك قد بلغت حداً لا يُغلب ...
لكن ...
ما كان يجب ...
أن تُطفيء قنديلك فجأة ...
تقفل باب القلب بوجه الأحباب وتغربْ..
قد كُنت نميرا يا غالي ..
حقا...فعلاً..
كُنتَ ...وكنا نحن الباغون عليكَ...
تركناك تذوب ...تذوبُ وتشحبْ...
وتمادينا في الإنكار ...
جحدناك ...
تجاهلنا همك يا صاح ..
بغير سببْ...
الآن فقط ...
أحسسنا حقاً...صُدقا بالذنب ...

________________________________________________________________

وأخيرا رحل العراقي النبيل الدكتور نمير شابا -
قلوبنا معك أيتها الطيبة نسرين شابا



وها هو عراقي آخر يفارقنا ...ها هو عراقي نبيل طيب آخر يلملم فتات قلبه ويرحل على عجل .
ها هو منفيٌ آخر يرحل ...حبيبنا وصديقنا الدكتور نمير شابا ...!
عقب حياة قاسية عاشها في المنفى الروسي ، وبعد أن تكالبت الهموم عليه ، وبعد أن راوح زمنا طويلا بين اليأس والرجاء ، أزمع أمره على أن ينتصر لليأس فيرحل وهو في أوائل خمسينه .
رحل نمير شابا فجر هذا اليوم في أحد مستشفيات موسكو بعد صدمة عصبية حادة أفضت إلى نزف في الدماغ ، لم يتمكن الأطباء من إيقافه .
كان المرحوم عراقيا مناضلا شريفا تقدمي النهج والرؤية ، خرج من العراق باكرا مع بواكير صعود الفاشية البعثية وعمل في الجزائر أستاذا جامعيا ولسنين عديدة ثم أنتقل إلى روسيا في زمن خراب روسيا ، فأضطربت حياته وتلاحقت الهموم عليه حتى أسلمته إلى فراش الموت وهو في سن الرابعة والخمسين .
حمل العراق في قلبه قرابة الربع قرن ، وأنتظر يوم التحرير بلهفة ، وكان يزمع العودة في القريب لو لم يكن الموت أسرع منه ، فباغتة على حين غرة .
لم يعرف المرحوم سعادة مذ غادر الوطن .
عاش غربة مضاعفة في الداخل والخارج .
غربة الوطن وغربة البيت الذي لم يفهمه .
راوح سنينا بين اليأس والرجاء ، وأنتصر اليأس عليه فأخذه إلى حضنه .
كان يأمل في أن يعم السلام في العراق وأن يجد مكانه في بلده ، ولكن متاعبه الأسرية حرمته من العودة السريعة إلى حضن الوطن .
ورحل دون أن تتكحل عيناه بتراب الوطن .
رحل ليترك في قلوب أهله وأصدقاءه وتلاميذه حسرة ما بعدها حسره .
المرحوم نمير شابا هو شقيق الدكتورة الفنانة التشكيلية المعروفة نسرين شابا والمقيمة في إلمانيا ، والتي خدمت العراق والقضية العراقية بريشتها التي كان مدادها دمها ودموعها .
ومن منا لا يعرف الفنانة نسرين ، والتي كانت أما وأختا لكل عراقي وعراقية ، وكم من كتاب عراقيون مبتدئون ومحترفون خدمتهم السيدة نسرين وسهرت الليالي لترسم لهم أجمل الأغلفة واللوحات لكتبهم ونصوصهم .
العزيز نمير والسيدة نسرين هم أبناء المناضل الشيوعي العراقي المعروف حنا شابا والذي جايل الشهيد فهد وتعرض للأعتقال والسجن والتعذيب لسنوات عديدة في نقرة السلمان .
أما المرحوم نمير شابا فكان رجل علم خدم العلم مربيا ومدرسا وخدم العراق مناضلا تقدميا شريفا ، ولم يكتفي بهذا بل كان يكتب وينشر المقالات السياسية في صحافة الإنترنت العراقية .
رحل العزيز نمير شابا إلى جوار ربه ، غريبا مظلوما حزينا ممزق القلب .
رحل نمير شابا ولكن ذكراه ستبقى حية بيننا إلى أبد الدهر .
وداعا أيها الرجل النبيل ....وداعا أيها العراقي الكلداني الشريف .
وداعا أيها الشيوعي الطيب الأمين على مبادئه وقيمه .
وسلاما على روحك الطاهرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم