الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لجمعيتنا الوطنية المنتخبة

نجيب المدفعي

2005 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تحية طيبة و سلام على كل ممثلي الشعب في الجمعية الوطنية العراقية، و كان الله في عونهم على تحمل هذه المسؤولية التاريخية. و لكي يكون الله في عونهم، عليهم ان يضعوا خدمة الشعب و مستقبل الأمة العراقية نصب أعينهم. لأن الله في عون عبده ما كان العبد في عون أخيه.

مما يثلج الصدر هو انتخاب الأساتذة الأفاضل حاجم الحسني و حسين الشهرستاني و عارف طيفور لرئاسة الجمعية، و الذين يمكن الاعتماد على قدراتهم و طاقاتهم في توظيف امكانات ممثلي الشعب للتأسيس لنظام الدولة العراقية الجديد. و بعيدا عن مسألة كتابة الدستور و عن الحاجات الملحة و الطارئة لأبناء الشعب في مجال الخدمات، أجد أن عليهم مهمات جسيمة أخرى.

أولى هذه المهام هي التأسيس لجعل الجمعية الوطنية أقوى مؤسسات الدولة، لا بل يمكنني القول تحويلها إلى مؤسسة مقدسة في المجتمع العراقي لا يجوز المساس بها. و جعل أفئدة و قلوب السياسيين في العراق تهوي إليها، إن لم نقل تهابها. و لا أظن أن السادة الأفاضل أعلاه و بقية الأخوة و الأخوات، من أعضاء الجمعية الوطنية، سيعدمون الوسيلة و الأفكار لتحقيق ذلك. فتفعيل آلية محاسبة الجهاز التنفيذي و بكل شفافية سيسهم في زيادة ثقة الشعب في الجمعية الوطنية.
أعتقد أن على الجمعية فرض أقصى ما يمكن من هيمنة على المؤسسة العسكرية و الأجهزة الأمنية و الأستخباراتية، فتلك هي كعب (أخيل) التي أودت بالعراق إلى دوامة العنف و الاضطراب على مدى النصف قرن الذي مضى من الزمن الضائع.

إنّ الضمانات الدستورية و القانونية لا يمكن أن تبقى حبر على ورق، بل يجب أن تـُفعّـل بآليات تتعشق تروسها مع الشعب و بما يجعلها ـ بمرور الزمن ـ جزء من ثقافته و هويته. و هذا ما يدفع الفرد العادي للدفاع و الذود عنها. فكم من الدساتير و القوانين خُـطت و هي ترسم صورة زاهية لمستقبل مشرق لم نتلمس منه إلا الألم و المعاناة.

من المهام الأخرى التي يفترض أن يؤسس لها هي تثقيف الأخوة و الأخوات ـ أعضاء الجمعيةـ بالحياة البرلمانية، و كيفية عرض قضاياهم، و ما هو المهم و الأهم، وصيغ الخطاب ـ البروتوكولي ـ، و البحث عن قضايا تخدم أوسع الشرائح لطرحها للنقاش.

ولكي يوصل الجمهور صوته إلى قاعة الجمعية، يجب تأسيس قنوات تتيح لكل فرد من أفراد الشعب القدرة لإيصال صوته، و بالمقابل نريد أن نعرف ما يدور من نقاشات داخل قاعة الجمعية. فأعضاء الجمعية هم أهل الحل و العقد و يجب أن يعرف عامة الناس ماذا يتداولون من قضايا تهمّ الناس و هل هناك قضايا هم عنها غافلون. وهنا يأتي دور وسائل الأعلام و حضور ممثليها في داخل جلسات الجمعية في نقل المناقشات و أسلوب طرح القضايا.

ولما كان الناس لا يستطيعون الاتصال بممثليهم بشكل شخصي و لأسباب مختلفة، يمكن توفير مكتب لاستقبال المواطنين الراغبين بتوجيه رسائل لأعضاء الجمعية. كما يمكن فتح عنوان بريدي لتوجيه الرسائل و ربما خطوط هاتف و فاكس، و استثمار التقنيات الحديثة كالانترنت من خلال تهيئة موقع على الشبكة الدولية و ربما صناديق بريد الكتروني من قبل أعضاء الجمعية تـُعلن بشكل دائم في مختلف وسائل الإعلام.

على السادة أعضاء الجمعية التفاعل مع الناس بما يمدهم بقضايا لطرحها داخل أروقة الجمعية، و هذا يجعلهم نشطين و فعّـالين و هو ما يؤسس لمستقبلهم السياسي من خلال كسب تعاطف الناخب العراقي و شد انتباه المراقب للعملية البرلمانية.

نريد جمعية وطنية قوية تراقب مختلف أجهزة الدولة و لها مخالب تحاسب المسيء و تردع من تسول له نفسه التفكير بالإساءة. مع خالص الود و المحبة لجمعيتنا الوطنية الموقرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتلال يمتد لعام.. تسرب أبرز ملامح الخطة الإسرائيلية لإدارة


.. «يخطط للعودة».. مقتدى الصدر يربك المشهد السياسي العراقي




.. رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.. إسرائيل توسع نطاق هجماتها ف


.. لماذا تصر تل أبيب على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة رغ




.. عاجل | القسام: ننفذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق جباليا