الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة الفوضى

ساطع راجي

2013 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


دخلت شراكة السلطة في العراق مرحلة الفوضى بعدما عاشت لثلاث سنوات مرحلة الازمة الخانقة، علامات الفوضى هي ان معظم القوى السياسية المتشاركة في السلطة لاتعرف الطريق الذي يمكن أن تسلكه، هناك شعور مسيطر بأنها دخلت في طريق مسدود، ليس فقط على مستوى شراكتها السياسية بل حتى على مستقبلها كتنظيمات، قوى فقدت بوصلتها بعدما إضطربت البوصلة الاقليمية ودخلت القوى الدولية، المتحكمة في الشأن العراقي والمتحكمة أيضا بقرارات التنظيمات العراقية، في صراع بلا أفق قريب للحسم.
كان إنشغال القوى الاقليمية بمشاكلها المتفاقمة يمكن أن ينفع العراق لو ان القوى السياسية العراقية تمتلك برنامجا ولو هامشيا يعبر عن طموحاتها واهدافها، برنامج يصعد عندما يتراجع دور القوى الاقليمية في العراق، لكن تبدو هذه القوى العراقية اليوم بلا أي برنامج حقيقي، لقد تبقت المصالح الفردية لقيادات وأعضاء التنظيمات السياسية، مصالح ضيقة وقصيرة الاجل يمكن حسمها بجلسات عمل حول مائدة طعام قد تتحكم مقبلاتها في سرعة حسم المفاوضات، فالامر لم يعد متعلقا بعقائد حزبية ولا مصالح قواعد جماهيرية أو مصالح مكونات ومناطق، كل شيء تحول الى "بزنس" الى مقاولات تتعلق دائما بعقود حكومية وبما ان المال العام يمول كل شيء ولا احد يخسر من جيبه فلسا واحدا فإن الاريحية ستكون حاضرة دائما لكنها أيضا سريعة الغياب، فما أن يحسم عقد أو عدة عقود حتى تتغير خارطة التحالفات لتنسجم مع العقود والمقاولات المعروضة، وهي مقاولات بلا نهاية ما ان ينتهي عقد حتى يبدأ التفاوض على عشرات العقود، أموال لاتنتهي، ولذلك هناك أزمات لاتنتهي ومشهد سياسي لايستقر، قبل الموازنة هناك خارطة سياسية، خلال مناقشتها واقرارها خارطة جديدة، بعد اقرارها وبدء الصرف تبدأ خارطة ثالثة بالتشكل، فوضى عارمة لأن البلاد ليست الا غرفة تفاوض على صفقات يشارك فيها ساسة ومقاولون وموظفون كبار ومثقفون واعلاميون وشقاوات ودجالون وشيوخ عشائر و....، فوضى لتقاسم جبال المال التي ينظر اليها العاطلون والمرضى والفقراء وضحايا الارهاب والفساد وسكان بيوت التجاوز، بحسرة، لأنهم يدفعون ثمن هذه الصفقات رغما عنهم، ويخرجون دائما مثخنين بالجراح بعد كل جولة تقاسم للمال الملعون، ومع ذلك يهتف هؤلاء باستمرار لزعماء يخدعونهم بكلام سريع التلف لتجميل الصفقات وابعاد الانظار عن "اللقمة" ويقبل الاتباع أن يغرر بهم ويخدعوا مرة بعد أخرى، فهؤلاء الاتباع لايريدون تصديق ما يعرفونه يقينا، إن زعماءهم رجال صفقات لا أكثر، صفقات تنتج الفوضى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي