الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علويون في الثورة السورية - مؤتمر القاهرة

لؤي حاج بكري

2013 / 3 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


علويون في الثورة السورية - مؤتمر القاهرة
لم تعرف الثورة السورية في بداياتها أي بعد طائفي أو فئوي، ربما تكون انطلاقتها من الجوامع وشعاراتها ذات دلالات معينة باعتمادها على المناطق المتدينة الأشد فقراًكما في كل الثورات ، لكنها ثورة انطلقت بكل عفويتها ونتيجة للتراكم المضني الذي أرهق كاهل السوريين، ثورة استقطبت السياسيين والمهتمين بالشأن العام من كل فئات المجتمع ومكوناته لتكون بحق ثورة شعب يطالب بسقوط الطاغية.
في التطورات اللاحقة لسنتين من عمرها حصلت العديد من الانعطافات، أعداد كبيرة من المعتقلين والشهداء، انتشار واسع للسلاح، جبهات اسلامية جهادية، قصف ودمار همجي، نزوح وتهجير متزايد، ببساطة ووضوح حاول النظام اتباع كل الأساليب التي تمنع سقوطه المدوي، بالتعذيب حتى الموت، بالمجازر والتفجيرات وإتهام ارهابيين، بالبراميل المتفجرة والصواريخ الباليستية ، ببث الذعر في أوساط كل المكونات الاجتماعية من البديل الإسلامي.
دون القفز على الوقائع فبالرغم من وجود العديد من الناشطين من أبناءها منذ بداية الحراك وتعرضهم الإضافي للمواقف الأهلية، فقد نجح النظام حتى الآن في إبعاد السوريين المنحدرين من الطائفة العلوية عن الثورة، المواقف المختلفة من هذا الابتعاد تمتد من الفهم القائم على قوة فعل النظام في هذا المجال إلى النظرة الطائفية المقيتة، تمتد من الرؤية المتمثلة بأخذ النظام للطائفة كرهينة كما يفعل القتلة والمجرمون حين يحشرون في الزوايا الضيقة ، وبين الرؤية التي ترى الطائفة بجميع أبنائها قتلة ومجرمون.
إن الرد الوحيد على تلك المواقف لن تكون سوى بالانحياز للرؤية التي تفترض من كل سوري الحرص على مسألة وطن، وطن أبتلي بهذا النظام العجائبي الذي أظهر في السنتين الأخيرتين همجية فريدة من نوعها، وليست للرؤية التي ترى في سوريا صراعا طائفيا عميقا يفترض التقسيم الجغرافي بغض النظر عن هذا النظام ، فما من شك بأن النظام قد رسم لهذه الأيام ومنذ عشرات السنين عبر هيكلة القوات المسلحة بالعناصر الكثر ولاءً لشخص الطاغية الي ولوريثه من أبناء الطائفة، وما من شك بأنه قد نجح في جرّ أعداد كبيرة من الشباب العلوي المنخرط في دائرة عمل المتنفذين الماليين والإداريين الذين افرزتهم سياسته الفاسدة إلى دائرة التشبيح وفظاعاتها، لكنه حتما لم ولن يكون ممثلا لقسم مهم من الشعب السوري ومدعياً لحمايته من إبادة طائفية يحاول التسويق لها.
إن تلك المعطيات وغيرها من المعطيات المتعلقة بالتجاذبات السياسية المختلفة للثورة السورية قد أظهرت تفاوتا أشد في أوساط السياسيين والمثقفين من أبناء الطائفة العلوية، فإذا كان البعض كعلمانيين ويساريين ومناضلين سابقين لم يروا في الثورة السورية سوى ما يراه النظام من مؤامرة دولية ضد الممانعة ومن إرهاب إسلامي متطرف، فإن قسما كبيرا قد اختار مواقف وسطية تنبع من رؤيتهم لمقدرات النظام الجبارة طارحين مقولاتهم في التغيير الديمقراطي التي لا تبدو قابلة للحياة مع الردود الفعلية للنظام، فيما انخرط قسما مهما في الثورة السورية متعرضين كباقي الناشطين للاعتقالات والتهجير.
إن تلك الدعوة التي انطلقت لعقد مؤتمر القاهرة بهدف البحث عن موقف الناشطين من أبناء الطائفة العلوية من الثورة كثورة لكل السوريين ، وبتحديد دقيق لموقفهم من النظام كنظام يحتجز الطائفة العلوية كرهينة بين يديه، تأتي دعوة مهمة وملحة بغض النظر عن توقيتها في ظل كل الانعطافات التي حصلت, وإذا كانت بعض المواقف من هذا المؤتمر تنطلق من كونه مؤتمرا ينم عن خلفية طائفية فإن على تلك المواقف عدم الذهاب بعيداً وعدم الاتكاء على تحليلات وافتراضات بوليسية ، فالمؤتمر بصيغته المعلنة إذا كان كاجتماع لمرة واحدة لا يهدف لتأسيس تيار أو تجمع فئوي، وكعمل سياسي للمساهمين المشتركين فيه للرد على الإشكالية المتعلقة بموضوع الصراع الطائفي المفتعل، فهو مؤتمر وطني بامتياز لا يؤخذ عليه مأخذا سوى ماكنا نتمناه بمشاركة أوسع لبعض السياسيين من أبناء المكونات الاجتماعية الأخرى، مع ما يمكن أن تكون تسميته تسمية عامة كمؤتمر للرد على افتعال الصراع الطائفي في سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإقالة الحكومة في تل أب


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق احتجاجات في تل أبيب ضد الحكومة ونتني




.. آلاف المتظاهرين يخرجون في شوارع تل أبيب