الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعانات الدولتية والمواطنة

ميس اومازيغ

2013 / 3 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الأعانات الدولتية والمواطنـــة

لا احد قد يعارض في امر التظامن والتآزر بين افراد وجماعات المجتمع البشري متى دعت الضرورة الى ذلك. سيما بسبب الكوارث الطبيعية والحروب الشرسة.كما انه لا احد قد يعارض في وجوب تفعيل هذا التظامن والتآزر على ارض الواقع بما من شأنه ان يعود بالنفع على الطرف المتظا من معه ,والمؤازر ان آنيا او بعدحين. وبحكم ما يعرفه عالمنا حاضرا مما يتطلب هذا التظامن والتآزر من احداث كارثية ,تقض مضاجع كل من يدرك معنى انسانية الأنسان ,فقد اضحيا يستوجبان ان يحسب لهما الحساب بالنضر الى المقدرة التي تسمح بتمييز نوع المؤازرة الممكن القيام بها تجاه المستحق, من قبل كل دولة من دول المعمور, بعد تفحص الأمكانات المتوفرة وتفعيل عملية الأختيار,اخذا في الأعتبارحاجيا ت الطرفالآخر.بمعنى خروج الدولة المتظامنة من عملية فحص الأمكانيات والمقدرة بنتيجة تفي بالغرض دون ان تعود بشر يعرقل امر تدبير شؤون شعبهــــــــا.

....................
من خلال النتيجة التي قد ينتهي اليها هذا الفحص, سوف يتبين للمهتم مدى مايميزشخصية المسؤول القائم على الأمر من حيث صفة المواطنة والشعوربالواجب الأنساني تجاه الآخر.ذلك ان اتخاذ قرار بارسال مساعدات ماديةلهذا الطرف عند توفر هذه المساعدات يستوجب التمييز بين انواعهــــــــا.اخذا في الأعتبارحا جيات الشعب اولا .ذلك انه لا يحق لهذا ان يرمـــــــي بالشعب الى التهلكة في سبيل ارضاء الغير.لتتضح من خلال عملية التمييزوالأختيار هاتين درجة ما يتصف به المعني المذكور من روح المواطنة ,كما ان اتخاذ قرار بالرفظ في تقديم هذه المساعدة بالرغم من وجود ما يسمح بتقديمها دون ان ينتج على الفعل أي ضرر على ما يتطلبه التدبيرالصحيح لشؤون الشعب, كاف وحده دليلا على ان هذا المسؤول يفتقد كل الروابط والوشائج التي من المفروض ان تكون لدى الفرد الأنسي اياكان ,ويفقده بالتالي صفة تمثيل شعب بكامله .لأنه بذلك سوف يهين الشعب ويجعله عرضة للأحتقارمن قبل الغير,ليس فقط ذي الحاجة الى المساعدة بل والذي هو في غنى عنها ايضا. ويعدم بالتالي من حضوضه في ايجاد من يقف الى جانبه ان هو الزمته عجلة الزمن على الأستغاثة بالغير.

..................
ان عملية تصريف واجب التظامن والتآزر الأنسانيين من قبل دولة ما كافية وحدها للحكم على نوع النظام الذي يميز هذه الدولة ,ما اذا كانت دولة تحتكم الى العقل ام الى العاطفة, ما اذا كانت دولة تعتمد مؤسسات ديموقراطية حقيقية ام هي مؤسسات لتبييض السلوك خارجيا فقط ,وبالتالي دولة ديكتاتوريةمخادعة .هي عملية بسيطة بمكان للتعرف عن قرب على النظام المعني .والىالقارىء المحترم نماذج من هذه العمليات التي من خلالها يمكن توظيح صورة الدولة في اعين المهتم كان من مواطنيها ام من الغير.

.................
دولة غنية تقدم مساعدات لشعب دولة تعرضت لكارثة طبيعية .زلزلا او فيضانا مثلا قبل ان تقدم على اختيار نوع المساعدة ترسل لجنة مختصة لتدارس الأمر مع مسؤولي الدولة المتضررة. وعلى اثرالنتائج المتوصل اليها من هذه العملية تقوم بغربلة المعلومات وتتخذ القرار بشان نوع المساعدة اتكون مالية ام عينية ام كلاهما ,الجهة التي سوف تسلم لها, ثم تتبع عملية استغلالها لينتهي الأمر بتقريرنهائي عن مآل التصرف الذي قامت به يكون معتمدا مستقبلا عند الأقتضاء. فهذه دولة يتولا شؤونها حكماء يمثلون نخبة الجنس البشري ,فالى جانب انسا نيتهم يتميزون بالعقلانية والقدرة على التحكم في كل صغيرة وكبيرة من سلوكهم في تدبير الشؤون العامة للشعب.

...............
دولة غنية وجدت في نفس موقف الدولة السابقة تقررالمساعدة ثم تتصل بالجهة التي ترى انها هي التي سوف تسلم لها ولتكون مساعدة مالية ا وعينية او كلاهما, تاركة امر استغلال هذه الأعانات للجهة المختارة دون تكليف نفسها امر تتبع عملية استغلالها. فهذه دولة يتولا شؤونها مسؤول متهور عاطفي لا يقدرتصرفاته حق قدرها قصير النضرلن يعول عليه في تحقيق مطالب الشعب الذي يتولاامره.

.............
دولة متوسطة الحال تجد نفسها هي ايضا في نفس الموقف المشار اليه يتدارس مسؤولوها امر المساعدة الواجبة فيما بينهم ,لا يتركون صغيرة ولا كبيرة الا واعطوها حق قدرها من الأهتمام. لينضر الى قيمة المديونية مثلا, نسبة الدخل العام ونسبة البطالة والطاقات المتوفرة ,فينتهوا الى قراريحدد نوع المساعدة الممكنة. ثم يتم الأتصال بالجهة المعنية بها وعرضها عليها وطريقة تسليمها .فهذه دولة مسؤولين وطنيين عقلاء محكوم عليها باللحاق بركب الحضارة البشرية ان آجلا او عاجلا.

............
دولة متوسطة الحال يتخذ فيها المسؤول او المسولون قرار تقديم المساعدة جزافا دون اللجوء الى اعتماد اية دراسة بهذا الصدد, بحيث يعطى الأمر للخزينة بتحويل مبلغ معين من المال مثلا لحساب خاص بالجهة المقدمة لها المساعدة ويعلن على ذلك في وسائل الأعلام الرسمية اويبقي امرالعلم بالواقعة محصورا لدى القنوات الرسمية .فهذه دولة يتولا امرها ديكتاور لا ترد له كلمة محكموم على نظامه بالزوال اما بالنسب لأوظاع حياة الشعب فمن السهل ان يستخلص من الفعل انه شعب مقموع مقصي عن المشاركة في دوائراتخاذ القرار .

.............
دولة فقيرة يقرر مسؤولوها المساعدة جزافا دون ايلاء حالة الفقرهذه أي اعتبارودون اختيار نوع المساعدة بما من شانه عدم تأزيم الوضع ,كان يقرروا تقديم مساعدة مالية في الوقت التي يعيش فيها النظام على المديونية .او تقديم مساعدات عينية, مواد وادوات طبية واغطية ,في الوقت الذي يعلوفيه صراغ مجموعات سكنية من الشعب بكاملها مطالبة اغاثتها بما ذكر دون ان تجد اذنا صاغية, فهؤلاء مجموعة انتحاريين ,لا يختلفون في شيء عن هؤلاء الذين يتنمطقرن بالأحزمة الناسفة لينفجروا ويفجروا .مرضى بعقد جنون العظمة .همهم الظهور الخارجي, بلداء قصيري النضر,يحق للشعب استعمال كل الطرق لأسقاط نظامهم ولو بالعنف لأنهم لن يستسلموا لنداءالعقل.

.............
دول فقيرة يقتصر مسؤولوها على توجيه رسائل شفوية تعبر عن انسانيتهم وانسانية شعبهم معتذرة لوظعها المذكور عن عدم تقديم ما ترغب فيه في قرارة نفسها من مساعدة و دون ان تنسى توجيه الشكرللدول التي قدمت المساعدة عن مقدرة واعية. فهذه دولة لا خوف عليها بشان ما تقوم به من محاولات للرفع من مستوى تقدم شعبها ومحكوم عليها باللحاق بركب الحضارة البشريةوان طال الزمن .لأنها بسلوكها المذكور سوف تثير انتباه العقلاء من احرارالعالم وتجد بذلك مكانا محترما لها وسط الأمم والمجتمع الدولي .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة