الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(4)

مسَلم الكساسبة

2013 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


من بين كل المشاهد في حديث جيفري جولدبيرغ المنسوب للملك في ذي اتلانتك الأمريكية والتي أثارت لغطا وجدالا عريضا وشغلت الأردنيين بها عن سواها ، مر مشهد هام دون أن يلحظه احد وان كان يختصر الكثير ويحمل رمزية مكثفة الدلالة لسياق طويل بأكمله ، لكنني لن اذكره الآن بل في مكان آخر من هذا الحديث .

إن السياق التاريخي الذي في ظله أسست مملكة للهاشميين في الشام والعراق ، والمنطلقات التي بررت ومهدت الأرض لها ، وشكلت أوراق اعتماد تلك الأسرة لدى تلك الشعوب والبلدان قد رحلت وتغيرت وربما إلى غير رجعة ..إذ في مطلع القرن الماضي كان جو دولة الخلافة ، الدولة التي تبسط ظلها ونفوذها على ارضين لشعوب وثقافات مختلفة ما زال قائما .. وكانت فكرتها أيضا مقبولة إلى حد ما .. بحيث كان المعتقد الديني كافيا ليشكل قاسما مشتركا وخيطا دقيقا ينتظم كل تلك الثقافات والأعراق .. كما أن مفهوم الدولة القومية أو الوطنية لم يكن قد تبلور بعد .. بحيث كان سائغا أن تجمع الدولة وتحتوي في طياتها التركي مع العربي مع الفارسي مع القوقازي مع الأسيوي مع الإفريقي.. ويشكل النظام السياسي ذاته قاسما أو هوية سياسية مشتركة ...الخ

كما أن الظروف واللحظة التاريخية المواتية له أيضا بدورها والتي مهدت الطريق وقدمت المبرر المقنع لأسرة من جزيرة العرب أن تنفر نفرتها المعروفة لتتقاسم أقطارا مختلفة وتؤسس لها فيها ممالك هي أيضا بدورها قد تبدلت ولم يعد لها وجود .

بل إن المشروع الهاشمي ذاته برمته والذي برر كل ذلك وكان بمثابة أوراق اعتماد تلك الأسرة لدي تلك الشعوب وأشبه بالحجة المقنعة هو بدوره قد فشل وكبا كبوة كبرى .. بل وأحيانا تكشف في الكواليس عن دهاليز ملتوية شابتها الشوائب والظنون وراج حولها لغط طويل عريض بغض النظر عن صحة ذلك اللغط من عدمها ..ورغم أن الهاشميين قد خسروا في نهاية المطاف ليس مشروع الخلافة وتلك الممالك –باستثناء شرق الأردن – بل وأيضا خسروا الحجاز ذاتها موطنهم الأصلي ، حيث خرج آخر حكام مكة الهاشميون وهو علي بن الحسين الابن الأكبر للحسين بن علي ملك الحجاز منها مكرها بضغط من الأهالي هناك وهم مواطنوه وبنو جلدته الأصليون، ليلتحق بأخيه فيصل في العراق ..فقد أدى سلوك أشراف وأمراء الحجاز واستبدادهم إلى زهد الناس هناك بهم وعزوفهم عنهم ، وقصة عون الرفيق الذي حكم مكة بين (1882-1905م) فظلم واستبد وسطى حتى على حجاج بيت الله وأثقل كاهل الناس بطمعه وجشعه قصة معروفة ، إلى حد أن احمد شوقي الشاعر المعروف هجاه وشكاه إلى الخليفة العثماني عبدالحميد في قصيدة مشهورة مطلعها :

ضَجَّ الحِجازُ وَضَجَّ البَيتُ وَالحَرَمُ
وَاِستَصرَخَت رَبَّها في مَكَّةَ الأُمَمُ
قَد مَسَّها في حِماكَ الضُرُّ فَاِقضِ لَها
خَليفَةَ اللَهِ أَنتَ السَــــــــــيِّدُ الحَكَمُ
لَكَ الرُبوعُ الَّتي ريعَ الحَجيجُ بِها
أَلِلشَريفِ عَلَيها أَم لَكَ العَــــــــلَمُ


وللحديث تتمة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية